5 ـ الإخلاص والإیثار الکامل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السابع)
4 ـ الرغبة والشفقة الفائقتان6 ـ البرّ والإحسان

من الصفات المهمّة للأنبیاء (علیهم السلام) التی أکّد علیها القرآن هی عدم انتظارهم لأی نوع من الأجر والمکافأة المادیّة فی مقابل دعوتهم إلى الله تعالى ودین الحقّ، فنقرأ مثلا فی الآیة الخامسة من آیات بحثنا حول أوّل نبی من اُولی العزم أی نوح(علیه السلام): (وَمَا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْر إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِینَ) کما أنّ هناک آیتین اُخریین بنفس هذا المضمون قد وردتا فی حقّ نوح (علیه السلام) أیضاً (هود / 29) و (یونس / 72).

وفی حقّ «هود» فی موردین (هود / 51) (الشعراء / 127).

وفی حقّ «صالح» فی آیة واحدة (الشعراء / 145).

وفی حقّ «لوط» فی مورد واحد (الشعراء / 164).

وفی حقّ «شعیب» فی مورد واحد (الشعراء / 180).

وأخیراً فقد تکرّر التأکید على هذه المسألة فی عدّة مواضع من القرآن فی حقّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) : ( الأنعام ـ 90 ) ( سبأ ـ 47 ) (الفرقان ـ 57) (صـ86)(1).

على أیّة حال فإنّ تأکید القرآن على مسألة أنّ أوّل کلام للأنبیاء (علیهم السلام)الإلهیین هو عدم انتظارهم لأیّة مکافأة فی مقابل جهودهم، وسلوکهم وأفعالهم تکشف عن إمکانیة التعرّف علیهم من خلال هذه الخصلة.

إنّهم (علیهم السلام) کانوا یقولون ذلک ویعکسونه من خلال سلوکهم وأفعالهم، فی حین إنّ المدّعی زوراً ربّما یقول مثل قولهم لکنّه لا یلتزم به عملیّاً أبداً.

ویحتمـل أنّ ملکـة سبأ أرادت اختبـار سلیمان (علیه السلام) وهل أنّه نبی صادق أم ملک یبغی وراء تظاهره بالدعوة إلى الله تعـالى منافـع مادیّة، فقالت: (وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِمْ بِهَدِیَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ). (النمل / 35)

فإذا وافـق سلیمان (علیه السلام)على الهـدیة وفرح بها لاتّضح أنّ له دافعاً مادیّاً، بینما النبی من لا یهتمّ لزخرف الدنیا وزینتها ودافعه إلهی محض.

وعلـى أیّة حال فإنّ تصـریح القـرآن بهـذه النکتـة فـی حـقّ ستّة من أنبیـاء الله(علیهم السلام)، والذین من بینهم إثنان من اُولی العزم یثبت وجود هذه الحالة فی کلّ الأنبیاء(علیهم السلام)، ولا مناسبة لحصرها فی خصوص هؤلاء الستّة فقط، بل إنّ کل الأنبیاء یتصفون بهذه الصفات.


1. الجدیر بالذکر هو أنّ القرآن الکریم یقـول أحیـاناً فی حقّ نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله): (قُلْ لاَ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً)(الأنعام / 90) ویقـول أحیاناً: (قُلْ مَا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْـر إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ یَتَّخِذَ إِلَى رَبِّـهِ سَبِیلا)(الفرقان/57) وفی موضـع آخـر یقول: (قُلْ لاَ أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى). (الشورى / 23) ولا یخفـى أنّ هذه الآیـات بمجموعها تبیّـن أنّ مسألة مودّة ذوی القربى إنّمـا تعود فائدتها إلى الناس، وهذه فی الواقع بمثابة ترعة تصبّ فی خاتمة المطاف فی نهر «الإمامة والولایة المنصـوصة» التی عیّنهـا الله تعالى لهـدایة الناس وللعمل بتعلیمـات نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله)، وبالنتیجـة فکلّ منفعـة تجنى من هذا الطـریق إنّما تصبّ فی خیر الناس ولأجلهم.

 

4 ـ الرغبة والشفقة الفائقتان6 ـ البرّ والإحسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma