شرح وتفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
کیف بُنِیَ سدّ ذی القرنین؟الدروس المستفادة من قصة ذی القرنین

تشیر الآیات المذکورة أعلاه إلى أحد أسفار ذی القرنین، حیث تقول: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ بَیْنَ السَّدَّیْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً ) غیر الذین شاهدهم فی الشرق والغرب وکانوا یعیشون فی مستوى متدنّ من الحضارة، لأنّ اللغة إحدى أوضح علائم الحضارة الإنسانیة.

کما احتمل البعض الآخر أنّ المقصود من جملة (لا یَکادُونَ یَفْقَهُونَ ) لیس بمعنى أنّهم لم یکونوا یعرفون اللغات المعروفة آنذاک، بل لم یکونوا یدرکون مضمونها، أی کانوا متخلفین من الناحیة الفکریة.

أمّا عن مکان ذینک الجبلین، فإننا کسائر الأبعاد التاریخیة والجغرافیة لهذه القصّة سوف نبحث فیها فی نهایة التفسیر.

کان هؤلاء القوم یعانون من أعداء سفاکین للدماء ومتوحشین یطلق علیهم (یأجوج ومأجوج). فاستغلوا فی الأثناء فرصة قدوم ذی القرنین الذی یتمتع بقدرات وإمکانات عظیمة والتجؤوا إلیه قائلین: (یا ذَا الْقَرْنَیْنِ إِنَّ یَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَکَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَیْنَنا وَبَیْنَهُمْ سَدًّا ) وفیه إشارة إلى أنّه على الرغم من عدم فهمهم لغة ذی القرنین ، فإنّهم استطاعوا على الأقل عن طریق الإشارات والعلامات أو عبر لغة ناقصة لا یعتدّ بها نقل ما یریدون إلیه.

کما أنّ هناک احتمالاً آخر بأنّ التفاهم بینهم وبین ذی القرنین جرى من خلال المترجمین أو عن طریق الإلهام الإلهی کحدیث بعض الطیور مع النبی سلیمان (علیه السلام).

على أی حال، یستفاد من هذه الجملة أنّ هؤلاء القوم کانوا یتمتعون بإمکانات اقتصادیة جیدة، ولکنّهم کانوا عاجزین من حیث الصناعة والفکر والتخطیط، فتقبّلوا أن یتحملوا أعباء بناء هذا السد، بشرط أن یتکفل ذو القرنین بنفسه مشروع تخطیطه وبنائه.

وسوف نتحدّث عن یأجوج ومأجوج فی نهایة هذا البحث بإذن الله تعالى.

أمّا ذو القرنین، فاستجاب لطلبهم قائلاً: (قالَ ما مَکَّنِّی فِیهِ رَبِّی خَیْرٌ فَأَعِینُونِی بِقُوَّة أَجْعَلْ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ رَدْماً ) والردم فی الأصل بمعنى ملء الصدوع بالحجارة ولکن معناه توسع لیشمل کل سدّ، بل لیشمل حتى ترقیع الملابس أیضاً.

ویرى جمع من المفسّرین أنّ الردم تطلق على السد المحکم والقوی (1)، وبناء على هذا التفسیر فقد وعدهم ذو القرنین ببناء شیء یفوق توقعاتهم کما ینبغی أن نوضح أنّ (السَّدَّ) و(السُّدْ) لهما نفس المعنى أی الحاجز الذی یفصل بین شیئین،

ولکن، بناءً على قول الراغب الأصفهانی فی (المفردات) فقد میز البعض بینهما فخصّصوا الأوّل لما یصنعه الإنسان، والثانی للحواجز الطبیعیة.

ثم أمر ذو القرنین بما یلی: (آتُونِی زُبَرَ الْحَدِیدِ ) أی القطع الضخمة والکبیرة من الحدید، وعندما هیئت قطع الحدید تلک، أمر بأن ترکم فوق بعضها حتى تملأ ما بین الجبلین (حَتَّى إِذا ساوى بَیْنَ الصَّدَفَیْنِ ) والصدف هنا معنى (سفح الجبل)، ومن هذا التعبیر یتضح أنّه کان یوجد شقّ وخرق بین سفحی الجبل یدخل منه یأجوج ومأجوج فقرر ذو القرنین أن یملأه.

أمّا الأمر الثالث الذی أصدره ذو القرنین فکان ما یلی:

(قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً ) حیث أمرهم بإحضار المواد القابلة للاحتراق کالحطب وغیرها، وجعلها على جانبی السدّ، ثم أمرهم أن ینفخوا فیها لتحمرّ ناراً بالوسائل التی عندهم، وفی الحقیقة فقد أراد بهذا الأسلوب أن تلتحم قطع الحدید بعضها ببعض، ویتحوّل السد إلى کتلة واحدة، وهو ما یقومون به هذه الأیّام بواسطة اللحام عبر تحمیة قطع الحدید بالحرارة ما تذوب وتلتحم بعضها ببعض.

ثم أصدر فی النهایة أمراً: (قالَ آتُونِی أُفْرِغْ عَلَیْهِ قِطْراً ) وبهذا الشکل غطّى ذلک السد الحدیدی بطبقة من النحاس لیحمیه من اختراق الهواء والتآکل والتصدع! وقد ذکر بعض المفسّرین أنّ العلم الحدیث أثبت أنّه إذا تمّت إضافة مقدار من النحاس إلى الحدید فإنّ ذلک یزید من مقاومته، ولإدراکه هذه الحقیقة قام ذو القرنین بهذه الخطوة.

المشهور فی معنى (القطر) أنّه النحاس المذاب، ولکن فسّر بعض المفسّرین ذلک بالرصاص المذاب وهو خلاف المعروف.

وقد تمخض عن إنجاز بناء هذا السدّ القوی والمحکم، عدم تمکّن یأجوج ومأجوج من اختراقه أو إیجاد ثقب فیه للنفاذ عبره، یقول تعالى: (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ یَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً ) (2) فی هذه اللحظة من تحقیق الإنجازات الکبرى یلجأ

کثیر من المستکبرین إلى المباهاة، وتعظیم النفس والامتنان على الآخرین، ولکن ذا القرنین بعد قیامه بهذا العمل العظیم، قال فی منتهى الأدب أمام الله ما یلی: (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّی ) لأنّه کان رجلاً إلهیاً.

فقد أراد أن یقول: کل ما أمتلکه من علم ومعرفة لأقوم بهذه الخطوة الهامة، من الله عزّ وجلّ، وأنّ ما أحظى به من قدرة بیانیة وتأثیر فمن الله عزّ وجلّ أیضاً.

وکذلک ،فإنّ کل تلک المواد اللازمة لبناء السد التی جعلت تحت تصرفی إنّما کانت ببرکة الرحمة الإلهیّة الواسعة، ولا أدّعی شیئاً لنفسی یدعونی للاعتزاز به، ولم أعمل شیئاً مهماً لأمنّ على عباد الله فکل ما عملته من الله عزّ وجل.

ثم أضاف جملة أخرى: ولا تظنوا أنّ هذا السد خالد وأبدی (فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّی جَعَلَهُ دَکَّاءَ وَکانَ وَعْدُ رَبِّی حَقًّاً ) وفی کلامه هذا أشار ذو القرنین إلى مسألة فناء الدنیا وانهیار هذا السد على أعتاب یوم القیامة.

أمّا بعض المفسّرین فقد ذکروا أنّ ذلک الوعد الإلهی إشارة إلى التقدم العلمی الذی سوف یحققه البشر بحیث لن یبقى سد غیر قابل للعبور، إذ سوف یتم اختراع وسائل الطیران کالطائرات والحوامات التی لا یمکن أن تقف أمامها السدود، ولکن من البعید أن یکون هذا التفسیر هو المطلوب.


1 . الآلوسی فی روح المعانی، والفیض الکاشانی فی تفسیر الصافی، والفخر الرازی فی التفسیر الکبیر.
2 . اسطاعوا: أصلها من (استطاعوا) خذفت تاء باب الاستفعال.

 

کیف بُنِیَ سدّ ذی القرنین؟الدروس المستفادة من قصة ذی القرنین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma