إنّ الینابیع غیر المرئیة الموجودة تحت اللسان وفی أطراف الفم تنشط یومیاً وطوال الساعة وتقوم بأمرین هامین:

1. النشاط الفیزیائی: حیث تقوم تلک المفرزات بترطیب الأطعمة التی تدخل إلى الفم لیسهل بلعها، فإن لم تکن هذه الغدد اللعابیة موجودة فی الإنسان لواجه مشاکل عدیدة فی أکل الأغذیة الصلبة مثل الرز ، ولم یکن قادراً على تناول الحساء وغیره من الأکلات المائعة.

ومن عجائب هذه الغدة اللعابیة أنّها تفرز بشکل أکثر عندما یکون الغذاء قاسیاً أکثر، وعندما نأکل أحیاناً غذاءً حامضاً مضراً بالمعدة فإنّها تفرز أیضاً اللعاب أکثر حتى تخفف من تلک الحموضة، وتصبح قابلة للبلع.

والأعجب من ذلک أنّه إذا فکر الإنسان بالطعام الحامض فإنّ هذه الغدد اللعابیة تفرز موادها أیضاً.

بالإضافة إلى ما تقوم به من ترطیب اللسان ممّا یساعد الإنسان على الکلام إذ إن لم تکن هذه المفرزات موجودة لعجز الإنسان عن الکلام بعد مدّة قصیرة.

2. الخاصیة الکیمیائیة: إنّ المواد الموجودة فی لعاب الإنسان یؤدی اختلاطها مع الأطعمة الواردة إلى فم الإنسان إلى إنجاز المرحلة الأولى من الهضم، ویعتقد الباحثون أنّ الهضم الأول للطعام یتم فی الفم والهضم الثانی یجری فی المعدة، ولأجل هذا فإنّ من مستحبّات الأکل، کما ورد فی الرسائل العلمیة للمراجع العظام عدم العجلة فی المضغ التطویل فیه، فیمضغه جیداً وأولئک الأشخاص الذین یقومون

بالتعجیل فی بلع الطعام فإنّهم فقدوا المرحلة الأولى من الهضم فی الفم وصعبوا عمل المعدة.

إنّ هذه الغدد الفعالة فی فم الإنسان التی تعمل طوال حیاته دلیل على عظمة الله عزّ وجلّ بحیث لا یستطیع الإنسان أن یعیش بدون وجودها،وعلیه فعندما یشبه المادیون الروح بلعاب الفم وآثارها الفیزیائیة والکیمیائیة ویعتبرون أن کلیهما مادیة ولا یؤمنون بشیء ممّا وراء عالم الحس والمعنى.