قصة ذی القرنین المدهشة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
ذو القرنینکیف بُنِیَ سدّ ذی القرنین؟

ذکرنا عند بحثنا عن الروح أنّه أرادت جماعة من قریش اختبار رسول الله (صلى الله علیه وآله)وبعد استشارتهم یهود المدینة ، طرحوا علیه ثلاثة أسئلة:

الأولى: عن قصة أصحاب الکهف.

الثانیة: عن الروح.

الثالثة: عن قصة ذی القرنین.

حیث ورد الجواب عن الروح فی سورة الإسراء، وجاء الجواب عن السؤالین الآخرین فی سورة الکهف، وقد حان الدور الآن إلى قصة ذی القرنین وهی کما یلی:

ذکرت فی سورة الکهف ثلاث قصص لها قاسم مشترک وإن کانت مختلفة فی الظاهر مع بعضها، هی قصص أصحاب الکهف وموسى والخضر وذی القرنین، وتحتوی على أمور تنقلنا من حدود حیاتنا العادیة إلى آفاق أرحب، وتشیر إلینا أنّ العالم وحقائقه لا تنحصر بما نراه واعتدنا علیه.

وقصّة ذی القرنین تتمحور حول شخص شغل أفکار الفلاسفة والباحثین منذ أقدم العصور إلى الآن وبذلوا جهوداً کبیرة للتعرف علیه.

وسنقوم أولاً بتفسیر الآیات المتعلقة به وهی فی مجموعها ست عشرة آیة، وبغضِّ النظر عن الجوانب التاریخیة فهی تمثّل بحدِّ ذاتها دروساً ملیئة بالعبر.

وبعد ذلک نتعرف على بطل هذه القصّة مستعینین بالقرائن الموجودة فی هذه الآیات بالإضافة إلى الأحادیث وأقوال المؤرخین.

بتعبیر آخر: فإننا سوف نتحدث فی البدایة عن شخصیته، ومن ثم عن شخصه، وما هو مهمّ من المنظار القرآنی هو الأوّل بلا ریب.

تقول الآیة الأولى حول قصّته: (وَیَسْئَلُونَکَ عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَیْکُمْ مِنْهُ ذِکْراً ).

إنّ استعماله تعالى قول (سأتلو) فیه تنبیه على النقاط التالیة:

إنّ السین تستعمل عادة للمستقبل القریب، فی حین أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) یتحدّث عن ذی القرنین فوراً وبدون تأخیر، ومن الممکن أن یکون استعمال هذا الأسلوب رعایة لأدب الحدیث، ذلک الأدب المتمیز بالتروی، ومفهومه استیعاب کلام الله ومن ثم شرحه للناس.

على أی حال، فإنّ صدر هذه الآیة تدلّ على أنّ قصّة ذی القرنین کانت مطروحة

بین الناس سابقاً، وکان یثار حولها الکثیر من الاختلافات واللغط والإبهامات، لذا توجّه الناس إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله) لیطلبوا منه توضیحات لازمة فی هذا المجال، ویضیف تعالى: (إِنَّا مَکَّنَّا لَهُ فِی الأَرْضِ وَآتَیْناهُ مِنْ کُلِّ شَیْء سَبَباً ).

حاول بعض المفسّرین أن یحصروا مفهوم (السبب) فی الآیة بمعنى خاص، والأصل فی معنى (السبب) أنّه یطلق على الحبل الذی یستعان به لتسلق أشجار النخیل ومن ثم أطلق على کل وسیلة، إلاّ أنّ من الواضح أنّ الآیة مطلقة بشکل کامل ولها مفهوم واسع تدل على أنّ الله عزّ وجلّ جعل بتصرف ذی القرنین أسباب الوصول إلى أی أمر، مثل العقل والدرایة الکافیة والإدارة السلیمة والقوّة والقدرة والجیش والقوى البشریة والإمکانات المادیة، أی: إنّ الله عزّ وجلّ قد جعل فی تصرفه من الوسائل المعنویة والمادیة ما تعینه فی تقدّمه وتحقیق أهدافه.

وتذکر الآیات: (فَأَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِی عَیْن حَمِئَة (1) وَوَجَدَ عِنْدَها قَوْماً قُلْنا یا ذَا الْقَرْنَیْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِیهِمْ حُسْناً ) (2)أراد بعض المفسرین مستفیدین من قوله تعالى: (قلنا) أن ینسبوا إلى ذی القرنین النبوّة، ولکن یمکن أن یحتمل فی هذا القول شیء آخر بأن یکون المقصود من هذه الجملة هو الإلهام القلبی الذی یمکن أن یوجد فی غیر الأنبیاء، مع أنّه لا یمکن إنکار أنّ هذا التعبیر یوحی بالنبوّة أکثر.

ثم تضیف الآیات قائلةً: (قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ یُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَیُعَذِّبُهُ عَذاباً نُکْراً (3) ) إذ إنّ الظالمین ینالون عقابهم فی الدنیا وفی الآخرة وتستمر الآیات بقوله تعالى: (مِنْ أَمْرِنا یُسْراً ) حیث سنعامله بأسلوب حسن،ونخفّف عنه الأعباء

الثقیلة ونمتنع عن جبایة الخراج والضرائب المرهقة منه.

وکأنّ هدف ذی القرنین من هذا الکلام إشارة إلى أنّ الناس ینقسمون إلى مجموعتین مقابل الدعوة إلى التوحید والإیمان ومحاربة الظلم والشرک والفساد وهما:

الأولى: من یقبلون برنامجی الإلهی البنّاء، وسوف ینالون بالتأکید جزاء حسناً ویعیشون فی أمن وأمان.

أما الثانیة: من یقفون أمام دعوتی ویتخذون مواقف عدائیة تجاهها ویستمرون فی ظلمهم وفسادهم وسوف یتلقون العقاب.

ویعلم من المقابلة من قوله: (مَنْ ظَلَمَ ) وقوله: (مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ) أنّ الظلم فی هذه الآیة بمعنى الشرک والعمل غیر الصالح، والتی تعتبر من الثمار المرة لشجرة الشرک.

واستمر ذو القرنین فی سفره إلى الغرب، ثم عزم على التوجه إلى الشرق، بشکل یعبر عنه القرآن الکریم کما یلی: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْم لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً ) وقد کان هؤلاء القوم فی مرحلة بدائیة من الحیاة الإنسانیة یعیشون عراة أو شبه عراة لا تغطّی أجسادهم إلاّ ما یکفیهم قلیلاً للستر من الشمس، واحتمل بعض المفسّرین أنّهم کانوا یفتقرون إلى المآوی التی تقیهم من الشمس (4).

وهناک احتمال آخر فی تفسیر هذه الجملة ذکره المفسّرون وهو أنّ أرضهم التی کانوا یعیشون فیها کانت صحراء قاحلة خالیة من الجبال والأشجار والمآوی، لم یکن فیها ما یقیهم حرّ الشمس أو توفّر لهم الظلّ فی تلک الصحراء (5)، مع أنّه لا منافاة

بین التفاسیر المذکورة أعلاه.

نعم، ثم یضیف تعالى: (کَذلِکَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَیْهِ خُبْراً ) وقد احتمل بعض المفسّرین فی تفسیر هذه الآیة أنّ الجملة المذکورة، إشارة إلى الهدایة الإلهیّة لذی القرنین فی برامجه ومساعیه (6).


1 . وهی فی الأصل بمعنى الطین الأسود العفن، وهذا یدلّ على أنّ الأرض التی وصلها ذوالقرنین کانت ملیئة بهذا النوع من الطین، بحیث کان ذوالقرنین یحس أثناء غروب الشمس أنّها تغرق فیها، کما أنّ جمیع المسافرین عبر البحر والمقیمین فی الساحل یحسّون مثل ذلک بأنّ الشمس تغرب فی البحر أو تطلع منه.
2 . یمکن أن تکون جملة «إمّا أن تعذب...» استفهامیة، وإن کانت فی الظاهر خبریة.
3 . نکر، من مادة منکر بمعنى غیر المعروف أی عذاب غیر معروف لا یمکن تصدیقه.
4 . وفی بعض الروایات الواردة، عن أهل البیت (علیهم السلام) حیث فسّروا هؤلاء بالتفسیر الأوّل، کما فسّروا بالتفسیر الثانی مع أنّه لا منافاة بین التفسیرین، راجع تفسیر نور الثقلین، ج 3، ص 306.
5 . تفسیر فی ظلال القرآن، والفخر الرازی فی التفسیر الکبیر، ذیل الآیة.
6 . المیزان، ج 13، ص 391.

 

ذو القرنینکیف بُنِیَ سدّ ذی القرنین؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma