4. الأشیاء الجیدة والنفیسة (1):
صحیح أنّه لا إشکال فی إنفاق الملابس من الدرجة الثانیة، ولکن الإنفاق الحقیقی یتم ممّا یحبّه الإنسان ویفضله، إذ علیه أن یختار منها ما ینفق، وقد عبّر القرآن الکریم عن ذلک بقوله تعالى: (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (2) فإن قام الإنسان بالإنفاق من أفضل أمواله وأحسنها، عندها سیخلق نور خاص فی وجوده، وتطرأ على قلبه وروحه حالة روحیة عجیبة.
وقد کان هذا دأب أولیاء الله الذین کانوا ینفقون دائماً من أفضل أموالهم وأنفسها،
حیث تصدّقت الزهراء (علیها السلام) فی لیلة زفافها بلباس الزفاف إلى امرأة فقیرة، ودخلت بیت الزوجیة بلباس قدیم وعادی بسیط (3).
(کَذلِکَ یُبَیِّنُ اللهُ لَکُمُ الآیاتِ لَعَلَّکُمْ تَتَفَکَّرُونَ )إذ إنّه تعالى یذکر هذه الآیات ویبیّنها لکی تدفع الإنسان للتفکیر والتفکّر، ویتحرّر من قیود عبادة المظاهر، وکنز الأموال، ونبذ البخل وترک الإنفاق.
إنّ هناک أشخاصاً یستبقون سفر الآخرة بتهیئة الزاد عبر الآخرین، متمسکین بهذه الآیات والتفکر بها، وقد جاء إلیَّ قبل عدّة أیّام شخص وقال لی: أودّ أن أنفق ثلث أموالی فی أمور الخیر بنفسی قبل الموت، وکانت تعدّ بملیارین ومئتی ملیون تومان (4)، فهنیئاً لمثل هؤلاء الأشخاص الذین وُفِّقوا فی إنفاق أموالهم فی أعمال الخیر.