إذا کان أکل لحوم الحیوانات الوحشیة والمفترسة محرّمة لمنع أن یطبع الإنسان المسلم بطبع تلک الحیوانات من تناوله لحومها، وأنّ تحریم أکل لحم الخنزیر ویعود إلى أنّ هذا الحیوان معروف بعدم تقیده من الناحیة الجنسیة، ولذلک فإنّ الإسلام لا یسمح بأن تنتقل هذه الصفة القبیحة عن طریق الهرمونات الموجوده فی لحمه إلى الإنسان المسلم، ویتحول المجتمع الإسلامی إلى مجتمع منفلت، وإن حرم الإسلام لحم الحیوان الجلاّل، فالسبب فی ذلک أنّ لحم هذا الحیوان خبیث وملوث، ولا یرید

الإسلام أن یتناول المسلم مثل هذا اللحم لئلاّ یتلوث ویخبث جسده، لذا أمر بتطهیر تلک الحیوانات وإبرائها عبر إبعادها عن النجاسات لمدّة معینة تتخلص خلالها ممّا أصابها من خبث وتلوث ونجاسة، ثم تصبح قابلة للأکل، وعندما حرّم الإسلام شرب الخمر کما ذکرنا فی أربع آیات لأنّ طعمها خبیث ورائحتها کذلک ولها نتائج وآثار خطیرة وخبیثة، کما أنّها تحمل أضراراً کثیرة، حتى أنّها وصفت فی الروایات بـ (أم الخبائث) (1) و(مفتاح کل شر) (2) و(رأس کل إثم) (3) وأمثال ذلک من التعابیر (4)، حیث حرّم جمیع الأنبیاء ذلک (5).

ونظراً لما سبق، هل تعدّ المواد المخدرة بل مطلق الدخانیات من الطیبات أو الخبائث؟ لا شک أنّ تلک المواد التی تؤدی إلى تحطیم الحیاة الأسریة لیست من الطیبات، بل هی من الخبائث، فعندما یراجعنا أحد الأشخاص المدخنین لسؤال مسألة شرعیة فإنّ رائحة سیئة تفوح من فمه أثناء السؤال، ممّا لا نستطیع تحمله! فکیف تستطیع أسرته وعائلته تحمّل ذلک؟ ألا یعتبر ذلک من الخبائث والله أعلم؟ وقد أشار الأطباء أخیراً أنّ 75% من المدخنین یؤول أمرهم إلى الإصابة بسرطان الرئة و40% منهم یصابون بسرطان البروستات، فهل یعد استخدام مثل هذه الأمور التی تؤدی إلى مثل هذه الأمراض الخطیرة جزءاً من الطیبات أم الخبائث؟ (6)

1 . وسائل الشیعة، ج 17، ص 253، ح 11.
2 . المصدر السابق، ص 254، ح 8.
3 . المصدر السابق، ص 253، ح 7.
4 . المصدر السابق، ص 251، ح 3.
5 . المصدر السابق، ص 241، حخ 12.
6 . انظر لکتاب: (السیجار الظاهرة الممیتة لعصرنا).