یجب على المسؤولین المحترمین أن یتجنبوا التشدد فی تسلیم المنابع والإمکانات ووضعها بتصرف الناس لاسیما طبقة الشباب، إذ توجد فی بلادنا أراض موات کثیرة، وتوجد فی باطن کل أرض منها مائدة من الماء، حیث یمکن عن طریق حفر بئر عمیقة الاستفادة من تلک المیاه، ویجب أن یتمّ تسلیم تلک الأراضی للشباب ضمن شروط، حتى یستطیعوا أن یعملوا فیها، فإذا تمّ إعمار کافّة الأراضی الموات، فإننا سوف نکون قادرین على تأمین القمح لنصف سکان العالم.
ومن جهة أخرى، فإنّ الجامعات تهیء الشباب للعمل الإداری فقط، وهذا الأمر لیس بصحیح، بل علیهم أن یعملوا على تشجیعهم للعمل فی المزارع والمصانع والمراتع والمراعی، وباقی الأعمال الإنتاجیة الأخرى، ویهیئوهم لذلک، حتى یخلق أهلنا وشعبنا ملحمة جدیدة، ألم یکن بلدنا قبل عدة سنوات یستورد القمح؟ ولکن بفضل المشاریع والخطط والبرامج والجهود التی تمّت، فإننا استطعنا أن نؤمن الکثیر من حاجاتنا الداخلیة بل أصبحنا جزءاً من مصدِّری القمح، نعم إنّ الشعب هو نفسه، والماء هو نفسه، والتربة هی نفسها، ولکننا نحتاج إلى إدارة فاعلة تبث حالة القفزة نحو الأمام وخلق مثل هذه الطفرات ممکن أیضاً، یقول الإمام علی (علیه السلام) «مَنْ وَجَدَ مـاءً وَتُراباً ثُمَّ افْتَقَرَ فَأبعَدَهُ اللهُ» (1) نعم مع وجود الإمکانات الهائلة من حیث الماء والأرض فی بلادنا، إذا أصبحنا محتاجین للآخرین، فإننا سوف نبتعد عن الرحمة الإلهیّة، وفی الحقیقة فلنتصور أنّه لو حدث نزاع بیننا وبین الدول التی نستورد منها القمح، فقطعوا عنا القمح فماذا سوف یحلّ بشعبنا؟
-----------
1 . بحار الأنوار، ج 100، ص 65.
