السلم فی القرآن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
الصلح والسلام فی الإسلامالرحمة الإسلامیّة فی میدان القتال

لقد ذکرت آیات عدیدة فی القرآن الکریم السلم وتحدثت عنه، وقد رسم الله عزّ وجلّ فی هذه الآیات لوحة جمیلة عن السلام حیث نشیر إلى بعض منها:

1. فی الآیة الشریفة (61) من سورة الأنفال یقول تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَکَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ).

إذ یطلق العرب على الصلح السلم والسلام، ولهذا عبر عن الصلح فی القرآن الکریم فی جمیع الموارد بالسلم والسلام إلاّ مورداً واحداً، ولعل قوله تعالى: (وَتَوَکَّلْ عَلَى اللهِ ) یکون بمعنى أنّه مع قبول الصلح وإیقاف القتال، فإنّ التوکل على الله ضروری، وکذلک الانتباه والحذر حتى لا یباغت العدو المسلمین ویوقعوه فی الفخ، فقد تکون الهدنة فخاً لمباغتة المسلمین من قبل العدو، فربما یلجؤون إلى ذلک کوسیلة أخرى للتغلب والنصر، ولهذا فإنّه فی الوقت الذی یتم فیه قبول السلم مع العدو، فیجب أن تتم المحافظة على حالة الاستعداد والرقابة تجاه مؤامراتهم.

2. فی الآیة (35) من سورة محمد (صلى الله علیه وآله) نقرأ ما یلی: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَکُمْ وَلَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ ). وقد وردت فی تفسیر عبارة (وتدعوا إلى السلم) تفسیران:

أ) عندما تکونون على أعتاب النصر فلا تستجیبوا لدعوات العدو للصلح، کما فعل جنود الإمام علی (علیه السلام)، فی حرب صفین، حیث کان القائد البطل لمعسکر الإیمان مالک الأشتر (رحمه الله) قد وصل إلى مقربة خیمة قیادة معسکر الظلمة والظلم ولم یبق إلاّ القلیل حتى یقضی على حکم الکفر والنفاق لمعاویة، فإذا بهؤلاء المنافقین المرائین قاموا برفع المصاحف على رؤوس الرماح وطلبوا الصلح، فاجتمع عدّة من الجنود الجاهلین من معسکر الإمام علی (علیه السلام) حوله، وطلبوا منه أن یوقف الحرب ویصالح معاویة الذی استتر وتحصّن بالقرآن، ولکن الإمام علی (علیه السلام) نبّههم وحذرهم من أنّ هذا الصلح هو صلح کاذب ومن موقع ضعف، والوقت لیس وقت صلح، ولکنهم بإصرارهم وصلوا إلى الحد الذی قالوا فیه: إذا لم یتراجع مالک الأشتر (رحمه الله) عن القتال، فإننا سوف نقتل الإمام علی (علیه السلام)، فأرسل الإمام علی (علیه السلام) رسولاً إلى مالک الأشتر یقول: فیه إذا أردت أن یبقى مولاک على قید الحیاة فتخلَّ عن القتال وارجع! وبالنتیجة فإنّه طبقاً لهذا التفسیر عندما یکون المسلمون على أعتاب النصر فلا ینبغی قبول اقتراح العدو للصلح.

ب) التفسیر الثانی لهذه الآیة: ألاّ تستکینوا فی مقاتلة العدو أو تتهاونوا فی محاربته، ولکن إذا کان العدو فی المراحل العادیة من الحرب، لا على أعتاب النصر مستعداً للصلح والسلام فاقبلوا الصلح معه.

3. یقول تعالى فی الآیة (94) من سورة النساء: (یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِی سَبِیلِ اللهِ فَتَبَیَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَیْکُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَیاةِ الدُّنْیا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ کَثِیرَةٌ ).

ذکر المفسرون فی شأن نزول هذه الآیة مایلی:

أرسل رسول الله (صلى الله علیه وآله) سریة (1) من المسلمین، فتحرکت بأمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) نحو مقصدها وأثناء الطریق رأو راعیاً معه قطیع من الأغنام یتوجه نحوهم، وعندما وصل إلى سریة المسلمین سلَّم علیهم ونطق بالشهادتین أمامهم، فأخرج أحد المسلمین من عبدة الدنیا سیفه من غمده، وقتل ذلک المسلم الذی أجرى الشهادتین حدیثاً، وأخذ أمواله وأغنامه غنیمة (2)، فنزلت الآیة الکریمة من سورة النساء.

4. الآیة (25) من سورة یونس من الآیات الأخرى التی تتحدث عن السلم والصلح حیث یقول تعالى: (وَاللهُ یَدْعُوا إلى دارِ السَّلامِ وَیَهْدِی مَنْ یَشاءُ إلى صِراط مُسْتَقِیم ) وقد ذکر المرحوم الطبرسی فی تفسیر مجمع البیان لدار السلام تفسیرین:

أ) دار السلام، بمعنى الجنّة التی لیس فیها إلاّ السلم والصفاء والصلح والهدوء والراحة والمحبّة، حیث لا یوجد هناک حسد أو حقد أو تنافس أو تنازع أو کذب أو تهمة أو غیبة أو سب أو صفات بذیئة أخرى، بل تحیتهم هناک السلام، ولهذا سمیت دار السلام.

ب) دار السلام هی الدنیا، حیث یدعو الله عزّ وجلّ إلى مدینة ودولة وعالم لا یسوده إلاّ الصلح والسلام، ولذلک دعی الإسلام بهذا الاسم، لما فیه من حالة التسلیم والصلح والسلم والصفاء، وأنّ السلام الذی یتبادله المسلمون فی تحیاتهم فیما بینهم فیه رسالة الصلح والصداقة أیضاً (3).

وعندما رأى الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام) أنّ الحرب فی تلک الظروف الخاصة التی کان یعیشها لا نتیجة لها سوى سفک الدماء، وفی المقابل کان العدو قد قام بشراء ضمائر رؤساء القبائل، کما أن أکیاس الذهب أعمت عیون بعض قوّاده البعض الآخر، حتى أنّهم أرسلوا إلى معاویة کتاباً یعلنون فیه استعدادهم لتسلیم الإمام

الحسن مقیداً، عندها کتب (علیه السلام) إلى معاویة کتاباً یخبره فیه استعداده للصلح.

فلم یجد الإمام بدَّاً من الصلح، نعم، إنّ هؤلاء الذین خانوا الإمام علی (علیه السلام)أداروا ظهورهم للإمام الحسن (علیه السلام) وسلّوا سیوفهم فی وجه الإمام الحسین (علیه السلام)وقد ذکر العلاّمة المجلسی (رحمه الله) سبب صلح الإمام الحسن (علیه السلام) على لسانه کما یلی: «فَتَرَکْتُهُ لِصلاحِ الأِمُّةِ وَحَقْنِ دِمـائِها» (4).

وإن کان هذا الصلح أدى إلى تهجم البعض على الإمام (علیه السلام) ومن بین هؤلاء الذین تهجموا على الإمام هم نفس أولئک الجبناء الذین أجبروه على الصلح وقاموا بالاعتراض علیه، لذلک عاش الإمام الحسن (علیه السلام) سنوات مؤلمة فی تلک الأیّام، ولکن صلحه قد ترک أثراً عمیقاً بین الناس، وکانت مهیئة الأرضیة لثورة عاشوراء، والثورات التی تلتها التی آلت فی النهایة إلى سقوط دولة بنی أمیّة.


1 . تطلق السریة على الحروب التی وقعت فی زمن رسول الله (صلى الله علیه وآله) دون مشارکته.
2 . التفسیر الاثنی عشری، ج 2، ص 542.
3 . مجمع البیان، ج 5، ص 177.
4 . بحار الأنوار، ج 44، ص 30.

 

 

الصلح والسلام فی الإسلامالرحمة الإسلامیّة فی میدان القتال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma