لقد وضع الله عزّ وجلّ الخمر والقمار والمیسر والأصنام فی الآیة الشریفة (90) من سورة النساء جمیعاً فی مرتبة واحدة، ونحن نعتقد أنّه فی الآیات القرآنیة وروایات المعصومین الأطهار (علیهم السلام) لا توضع الأشیاء غیر المتجانسة وغیر المترابطة إلى جانب بعضها بعضاً، لذلک فإنّ لهذه الأشیاء والأمور الثلاثة قاسماً مشترکاً، وفقدان العقل، فهل یدفع الإنسان ماله أو یأکل شیئاً یوجب ضیاع عقله، فهل هذا الأمر منطقی أو عقلائی؟ إنّ لعب القمار هو نوع من الجنون، إذ کثیر من الناس الذین أضاعوا ثروة هائلة فی لیلة واحدة بتوجههم إلى أماکن لعب القمار، وخرجوا من تلک الأماکن فی الصباح صفر الیدین، قد أضاعوا کل ما جمعوه طوال حیاتهم وخسروه وخرجوا فی تلک اللیلة فقراء، ألا یعدّ هذا العمل جنوناً؟!

إنّ عبادة الأصنام أیضاً نوع من الجنون، فهل یمکن أن نعتبر شخصاً ما أشرف المخلوقات الذی یجب أن یکون خلیفة الله فی أرضه إذا قام بصنع صنم بیده، ویسجد له أو یقدم ولده قرباناً لهذا الصنم وعند الفقر والحاجة یقوم بأکل الصنم الذی صنعه من التمر فهل یعدّ مثل هذا الإنسان عاقلاً؟! ولهذا فإنّ شاربی الخمر ولاعبی القمار وعابدی الأصنام کلهم یشترکون فی قاسم مشترک واحد، وهو الجنون وعدم العقل، فکما أنّ شرب الخمر وعبادة الصنم محرّم فإنّ لعب القمار محرم أیضاً.