إنّ الغطاء الکاذب الآخر لمشعلی الحروب یتمثل فی عدم وجود حالة الحریة فی الدولة التی ینوون الهجوم علیها، فیحتلون الدول الأخرى للتبشیر بالحریة، وباسم الحریة یسیطرون على شعوب وحکومات تلک الدول بهدف تحقیق أهوائهم الشخصیة.
ولعل من المثیر للاهتمام أن مشعلی الحروب أنفسهم لیسوا متمسکین أبداً بحقوق الإنسان والدیمقراطیة والحریة، إذ ما هو حجم مراعاة حقوق الإنسان فی أمریکا؟
وما هی الهوة التی تفصل أصحاب البشرة البیضاء عن الزنوج فی أمریکا؟
وهل توجب حقوق الإنسان أن نلاحظ فی کثیر من مدنهم وجود فنادق ومطاعم ومواقف للسیارات خاصة بالسودوأخرى خاصة بالبیض،منفصلة بعضها عن بعض بحیث لایحقّ لأصحاب البشرة السوداء أن یستفیدوا أو یستعملوا الأماکن الخاصة بالبیض؟
ألم تجر انتخابات حرّة فی فلسطین المحتلة، ولکن بما أن نتیجة تلک الانتخابات جاءت على خلاف رغبات أمریکا أو إسرائیل فإنّهم لم یقبلوا الحکومة الفلسطینیة الشرعیة؟ وکذلک فی العراق المحتل فإنّه على الرغم من سعی الأمریکیین والإسرائیلیین للحیلولة دون وصول حکومة منبثقة عن الشعب، لکنهم فشلوا فعملوا على معارضتها لأنّها لا تطابق میولهم.
وحول الحریة فإنّ ملف هؤلاء مظلم وشدید السواد، إذ عندما یقوم شخص ما بإنکار ارتکاب النازیین لمجازر بحق الیهود أو المحرقة الیهودیة، أو أراد أن یتحدث فی هذا المجال أو یبحث فیه أو أن یکتب مقالة فإنهم یلجؤون إلى قتله أو إلقائه فی السجن، ما هذه الحریة التی تتعامل مع العالم بهذا الشکل؟ تلک کانت أهداف الحروب فی عالم الیوم، والتی تُشعَل تحت ستار حقوق الإنسان والدیمقراطیة والحریة فی أنحاء العالم.
