نحن المسلمین نمتلک تعالیم وثقافة قویة وغنیة وراسخة، ولکننا نعانی فی المقابل من ثلاث مشاکل أساسیة یجب أن نعمل جاهدین لرفعها وهی:
1. عدم تضامننا وانسجامنا، لأننا لم نعمل بالآیات القرآنیة والأحادیث الإسلامیّة الداعیة إلى الوحدة والاتحاد والتضامن، إذ أحیاناً نلاحظ أنّ جمیع رؤساء الدول الإسلامیّة یجتمعون فی مؤتمر واحد ویتباحثون ویتفاوضون فیما بینهم ظاهریاً، ولکنهم بعد انفضاض الجلسة والاجتماع یطعنون ظهور بعضهم بعضاً.
2. عدم تمییز الصدیق من العدو، لذا یقوم بعض المسلمین المنحرفین بمدّ أیدیهم ووضعها فی ید أمریکا وإسرائیل حتى یقضوا على حزب الله فی جنوب لبنان الذی یشکل رمزاً للمقاومة والصمود.
وقد شهدنا ذلک أثناء الحرب المفروضة التی شنّها النظام العراقی على إیران إذ شهدنا أنّ أغلب الدول الإسلامیّة قد وضعت یدها فی ید بعض لدعم النظام العراقی للقضاء على الثورة الإسلامیّة وإیران، فهل تعتبر إیران عدواً للدول الإسلامیّة على الرغم من أنّها لم تحتل شبراً واحداً من أرضهم أو تقتل شخصاً واحداً منهم بدون
حق؟ أو أمریکا وإسرائیل اللتین تحتلان أجزاء واسعة من أراضی دول کلبنان وسوریا والأردن وفلسطین، متسببة بقتل أکثر من ملیون شخص فی العراق ألیس هؤلاء هم الأعداء؟
من الذی أفشل خطة إسرائیل وجعلها تتخلى عن خریطتها دائمة التوسع لتنکفئ وتکفّ عن التوسع فی الأراضی الإسلامیّة؟ ألم یکن حزب الله الذی حطّم أسطورة العدو الإسرائیلی فی أنّه لا یقهر أثناء حرب الثلاثة والثلاثین یوماً وأجبر إسرائیل على الانسحاب؟
نعم، لو عرفنا ومیَّزنا نحن المسلمین بین أعدائنا وأصدقائنا لما وصل حالنا إلى هذا السوء.
3. إنّ وسائل إعلامنا نحن المسلمین تعانی ضعفاً شدیداً، على العکس من الیهود الذین یسیطرون على وسائل الإعلام العالمیة، ویقومون بتحلیل ونشر وبثّ أخبار العالم بالشکل الذی یناسب أهدافهم وسیاساتهم، فإذا کان لدى مسلمی العالم الذین یشکّلون ربع عدد سکانه وسائل إعلام قویة وشاملة، لاستطاعوا أن یوصلوا حقائق الدین الإسلامی، منها الآیات التی نقوم ببحثها إلى العالم، ممّا کان یؤدی بلا شک إلى إحباط الدعایات المسمومة والکاذبة للأعداء.
نعم، إنّ فرقة المسلمین وعدم تضامنهم وعدم تمییزهم بین العدو والصدیق وعدم وجود وسائل إعلام قویة وشاملة بتصرُّفهم هی المشکلات الثلاث الأساسیة للمسلمین.
