(وأصلحوا ذات بینکم ):
ما علاقة هذه الجملة بالأنفال والغنائم الحربیة؟
عندما نقرأ سبب نزول هذه الآیة تتضح لنا تلک العلاقة:
اختلف شخصان مقاتلان من المسلمین فی أحد الحروب على الغنائم، حیث تطوّر هذا الاختلاف بینهما إلى العنف وتبادل الکلمات النابیة، نزلت هذه الآیة لتوضیح أنّ هذه الغنائم لیست لکم، بل لله وللرسول، وکل من یراه رسول الله (صلى الله علیه وآله)صالحاً لذلک فله حصّة منها، ثم أمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) أن یحلّ النزاع بین الشخصین
ویدعوهما للصلح (1).
والمعنى الآخر للأنفال هی تلک الأملاک التی لا صاحب لها فی أرجاء المعمورة، والتی یمکن أن تکون بشکل أساسی ما یلی:
1. الأراضی الموات.
2. الغابات.
3. سواحل البحار.
4. الجبال.
5. الودیان.
6. الأحراج.
7. المراتع التی لاتتواجد فی ضواحی العمران.
8. الأراضی التی ترکها أصحابها وأعرضوا عنها (أی الأراضی التی باد أهلها).
إنّ جمیع مثل هذه الأراضی هی للحکومة الإسلامیّة، وکل من یرید أن یتملکها ویصلحها ویستفید منها یجب أن یحصل على إذن من تلک الحکومة، حیث یستطیع بعد ذلک أن یصبح مالکاً شرعیاً لها بعد إحیائها.
وفلسفة مثل هذه الإجازة ألاَّ تصبح تلک الأراضی نصیباً وملکاً لفئة قلیلة من أصحاب الثروات الذین یمتلکون تلک الأراضی ویحیونها ویتصرفون بها، بل یجب إعطاؤها من قبل الحکومة الإسلامیّة لأشخاص حتى یحیوها بناءً على المصالح وضمن حدود مصلحة المجتمع الإسلامی.
1 . مجمع البیان، ج 4، ص 425.
