الرحمة الإسلامیّة فی میدان القتال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
السلم فی القرآنالخمر والمیسر

یقول الإمام الصادق (علیه السلام): «عِندَما أرادَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله علیه وآله) أنْ یُرسِلَ الجُنُودَ إِلئ مَیدانِ القِتَالِ دَعـاهُم وَنَبّهَهُم إِلى نُقاط أَساسیة إذا قَامَ جُندِی مِنْهُم بِمُخالَفتِها فإنّهُ سَوفَ یُحاسبُ عَلَیهِ حَیثُ قَالَ: سِیرُوا بِاسمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفی سَبِیلِ اللهِ وَعلَى مِلَةِ رَسُولِ اللهِ».

(لا تغلّوا): وهنا توجد ثلاثة احتمالات لهذا المعنى:

أولاً: أی لا تخونوا أثناء تقسیم الغنائم، کما أشیر إلى ذلک فی بعض آیات القرآن الکریم، مثل سورة الأنفال الآیة (41)، ویأخذ کل واحد حقّه فحسب ولا یخون فی الغنائم.

ثانیاً: على المقاتلین فی الإسلام بغضِّ النظر عن الغنائم الحربیة، ألاّ یخونوا بعضهم بعضاً فی سائر الأمور.

ثالثاً: على المقاتلین ألاّ یخونوا أعداءهم أیضاً، لا زملاءهم فحسب متصرّفین

معهم بمروءة وکرامة، ویقاتلونهم ببطولة وشجاعة.

(وَلا تمثِّلُوا): أی بعد انتصارکم على أعدائکم، لا تمثّلوا بأجسادهم، بل وردت روایات عن رسول الله (صلى الله علیه وآله) ینهى عن المثلة حتى بالکلب العقور (1).

ثم یقول رسول الله (صلى الله علیه وآله): (وَلا تَغدُرُوا) فإن قمتم بالصلح مع العدو أو وقّعتم معه هدنة احترموا ما تعاهدتم علیه، ولا تضعوه تحت أرجلکم، أو تستخفوا به، فالمسلم الحقیقی من یفی بعهوده ومواثیقه حتى مع أعدائه، ولذلک فقد کتب الإمام علی فی عهده إلى مالک الأشتر (رحمه الله) کتاباً فیه ما یلی:

«وَإِنْ عَقَدْتَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ عَدُوِّکَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْکَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَکَ بِالْوَفَاءِ، وَارْعَ ذِمَّتَکَ بِالاَْمَانَةِ، وَاجْعَلْ نَفْسَکَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَیْتَ، فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ شَیْءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَیْهِ اجْتَِماعاً، مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَتَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِیمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ» (2).

ثم یقول رسول الله (صلى الله علیه وآله): «وَلا تَقْتُلُوا شَیخاً فَانِیاً وَلا صَبیّاً وَلا امرَأةً، وَلا تَقْطَعُوا شَجراً إلاّ أنْ تَضطَرُوا إِلَیها»، إنّ الإنسان حینما یلاحظ تلک القوانین الراقیة والتوجیهات العالیة، یدرک عظمة الإسلام وسعة رحمته، إذ فی مرکز العنف فی القتال، یشمل فی رحمته الأشجار، فیأمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) رسول الرحمة والإنسانیة جنوده ألا یقطعوا شجرة أثناء القتال ویحترموا البیئة، حتى فی تلک الظروف إلاّ أن تکون تلک الشجرة والأشجار عقبة أمام تقدّم جنود الإسلام ومقاتلی القرآن، عندئذ لا مانع من قطعها من باب الضرورة وذلک بالمقدار الذی تقتضیه.

أمّا التعلیمات الأخرى للرسول (صلى الله علیه وآله) فهی تشیر إلى عظمة الرأفة والرحمة التی یدعو إلیها فی میدان القتال حیث یقول:

«وَأیَّما رَجُل مِنْ أَدنى المُسْلِمِینَ وَأَفضَلَهُم نَظَرَ إِلى أَحدِ المُشرِکِینَ فَهُو جـار حَتّى

یَسمَعَ کَلامَ اللهِ، فَإنْ تَبِعَکُم فَأخوکُم فِی الدِّینِ فإنْ أِبى فَأبِلِغُوهُ مَأمَنَهُ» (3).

فإذا قام أحد الجنود المسلمین سواء کان من القیادات العلیا او من الدرجات الأدنى، بإعطاء الأمان لأحد الأعداء فإنّ ذلک العدو فی أمان، ویجب أن ینقل إلى خلف خطوط الجبهة ویعرض علیه بکل صبر وأناة وسعة صدر وأسلوب رحیم معارف الإسلام وتعلیماته وأحکامه، فإذا قبل الإسلام فهو یعتبر کسائر المسلمین له ما لهم وعلیه ما علیهم، وإن لم یقبل الإسلام أو أراد مهلة للتفکیر حول تعالیم الإسلام فیجب إرجاعه إلى بلده سالماً غانماً، ولا یحقّ لأحد أن یؤذیه أو یعذبه، طبعاً إنّ تنفیذ مثل هذه التعلیمات لیست من الأمور السهلة إذ تتطلب سعة صدر وإیماناً قویاً راسخاً، ولهذا أمر رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی ختام کلامه جنوده أن یستمدوا القدرة والمساعدة والعون من الله عزّ وجلّ لتنفیذ هذه التعلیمات والمهامّ التی تمثّل قمة الرأفة والرحمة الإسلامیّة.

فهل یراعی عالم الیوم الذی یصمّ الآذان حول ضرورة مراعاة حقوق الإنسان ویطرح شعاراتها مثل الأمور المذکورة أعلاه فی میدان القتال؟ وقد شهدنا فی الحرب التی شنتها إسرائیل على الفلسطینیین أنّه لم تتم مراعاة تلک الأمور فحسب، بل إنّ هؤلاء المجرمین القساة قاموا بتدمیر بیوت الفلسطینیین ومستشفیاتهم على رؤوس من کانوا فیها، وأحرقوا مزارعهم، وقضوا على أشجارهم، ولم یرحموا صغیرهم ولا کبیرهم أو عجوزهم، أو شبّانهم ومع ذلک فإنّهم یدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان ویتهموننا بالعنف وإشعال الحروب!.


1 . بحار الأنوار، ج 42، ص 246 - 257.
2 . نهج البلاغة، الکتاب 53.
3 . وسائل الشیعة، ج 11، ص 43.

 

السلم فی القرآنالخمر والمیسر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma