وصف القرآن الکریم الأراضی الخصبة الصالحة للزراعة فی بعض من آیاته بالطیبات ووصف الأرض المالحة التی لا تصلح للزراعة بالخبائث، حیث یقول تعالى فی الآیة (58) من سورة الأعراف: (وَالْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إِلاَّ نَکِداً کَذلِکَ نُصَرِّفُ الآیاتِ لِقَوْم یَشْکُرُونَ ).

الأرضیة الطیبة شرط أیضاً:

لا ریب أنّ المطر الذی یهطل على الأرض الخصبة هو نفسه الذی ینزل على الأرض المالحة، ولکن الأُولى تتمتع بأرضیة وقابلیة نمو النباتات والثمار الطیبة والمفیدة، أمّا الأخرى فلا تمتلک تلک الأرضیة.

لا ریب أنّ أبا جهل وأبا لهب وأمثالهما، سمعوا آیات القرآن الکریم والأحادیث والمواعظ والنصائح من لسان رسول الله (صلى الله علیه وآله) کثیراً جدّاً ولکنهم لم یتأثروا أبداً بها!

ولا شک فی لطافة طبع کلام رسول الله (صلى الله علیه وآله)، ولکن الإشکال والمانع یکمن فی عدم وجود الأرضیة الصالحة لقبول أبی جهل وأبی لهب وأمثالهما، لهذا الکلام الطیب، فی المقابل فهناک أشخاص قد اهتدوا إلى الإسلام بعد ألف سنة من ظهوره، بسبب سماع حدیث من رسول الله (صلى الله علیه وآله)، لأنّهم کانوا یمتلکون الأرضیة الطیبة الصالحة لذلک، لذا فإنّ فیوضات ونعم الله عزّ وجلّ وعنایات الإمام الحجة (علیه السلام) لا محدودة، ولکن لا تتلقاها إلاّ القلوب الطاهرة، التی تمتلک تلک الأرضیة والأرواح الصافیة التی تستفید منها.