الأحداث المهولة لقیام الساعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
الجبالما الفرق بین الظلم والهضم؟

بما أنّ الآیات المذکورة سابقاً تتحدث عن الأحداث المتعلقة بنهایة الدنیا وقیام الساعة، فإنّ الآیات التی نبحث عنها کذلک تتابع البحث فی هذا الموضوع.

ویفهم من الآیة الأولى أنّ الناس سألوا رسول الله (صلى الله علیه وآله) حول مصیر الجبال عند نهایة الدنیا، إذ لعلهم لم یکونوا یصدقون أن تنهار موجودات عظیمة لها جذور فی أعماق الأرض ومرتفعة إلى السماء أو تکون قابلة للتزلزل، وإذا حل بها ذلک فما هی تلک الریح العظیمة أو العاصفة الهوجاء أو الطوافان الکبیر الذی یقوم بذلک؟

لذا یقول تعالى: (ویسألونک عن الجبال ).

فیقول فی الجواب: (فَقُلْ یَنْسِفُها رَبِّی نَسْفاً ) ومن مجموع الآیات القرآنیة حول مصیر الجبال نستفید ما یلی: على أعتاب القیامة تمر الجبال بمراحل مختلفة هی:

الاُولى: مرحلة الرجفة: حیث یقول تعالى: (یَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبالُ ) (1).

وفی المرحلة الثانیة: مرحلة السیر والحرکة: یقو ل تعالى: (وَتَسِیرُ الْجِبالُ سَیْراً ) (2).

فی المرحلة الثالثة: مرحلة التلاشی والتحول إلى رکام من الرمل: حیث یقول تعالى: (وَکانَتِ الْجِبالُ کَثِیباً مَهِیلاً ) (3).

وفی المرحلة الأخیرة: تقوم الریاح والعواصف بتحریکها من أماکنها ونشرها فی السماء کالعهن المنفوش، حیث یقول تعالى: (وَتَکُونُ الْجِبالُ کَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) (4).

ثم تذکر الآیة بعد ذلک، بأنّ الجبال بعد أن تتلاشى وتذرو ذراتها فی الفضاء فإنّ الله عزّ وجلّ یقول: (فَیَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً ) (5) أی: فإنّ سطح الأرض تتحول إلى أرض مستویة بلا ماء أو نبات ، بحیث لا یوجد فیها أی اعوجاج أو تضاریس یمکن ملاحظتها ویقول تعالى: (لا تَرى فِیها عِوَجاً وَلا أَمْتاً ) (6) وفی هذه الأثناء یدعو داعی الله عزّ وجلّ الناس إلى الحیاة والجمع فی المحشر والحساب، فیجیبون هذا الداعی بدون أی تباطؤ أو تقصیر ویتبعونه، یقول تعالى واصفاً ذلک: (یَوْمَئِذ یَتَّبِعُونَ الدَّاعِیَ

لا عِوَجَ لَهُ ) فهل هذا الداعی هو إسرافیل أو ملاک آخر من ملائکة الله عزّ وجل؟

لم یحدد ذلک الملاک فی القرآن بشکل دقیق، ولکن بغضِّ النظر عمَّن یکون، فإن أمره نافذ بحیث لا یستطیع أحد مخالفته.

وإنّ جملة (لا عوجاً له) من الممکن أن تکون وصفاً لدعوة هذا الداعی أو أن تکون وصفاً لاتباع من سمع نداء هذا الداعی أو وصفاً لکلیهما.

ومن اللطیف أنّه کما أنّ سطح الأرض تصبح مستویة بدون أقل اعوجاج أو تضریس، فإنّ الدعوة الإلهیّة تکون مستقیمة وواضحة بدون أی انحراف، واتباع هذا النداء الإلهی یکون کذلک بحیث لا یجد أی انحراف أو طریقاً له.

عندها یحدث ما یلی: یقول تعالى: (وَخَشَعَتِ الأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً ) (7).

وإنّ هذا الصمت لیس إلاّ نتیجة سیطرة العظمة الإلهیّة على مشهد الحشر، حیث یخضع لها الجمیع، أو یکون السبب الخوف من الحساب والکتاب ونتیجة الأعمال أو یکون سبب هذا الصمت المطبق کلیهما معاً.

ومن هنا یمکن لبعض الأشخاص أن یصابوا بهذا الخطأ المتمثل بما یلی:

هل من الممکن للأشخاص الذین ارتکبوا المعاصی أن ینالوا الشفاعة من قبل شفعائهم عند ذلک یأتی الجواب مستقیماً بقوله تعالى: (یَوْمَئِذ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِیَ لَهُ قَوْلا ) وفی ذلک إشارة إلى أنّ الشفاعة لا تأتی عبثاً بل بناء على برنامج دقیق یشمل الشفیع والمشفع له، إذ لا معنى للشفاعة إذا لم یکن البعض أهلاً لتلک الشفاعة.

و الحقیقة تکون کما یلی:

إنّ هناک مجموعة من الناس عندهم تصورات خاطئة عن الشفاعة، ویشوهونها بما یجری فی الدنیا من المحسوبیات، فی حین أنّ الشفاعة فی المنطق الإسلامی مدرسة علیا فی التربیة، هی تربیة لهؤلاء الذین یطوون طریق الحق بالسعی والعمل والجد، وفی سعیهم هذا قد یصابون ببعض الزلاّت والنقائص التی یمکن أن تؤدی إلى إصابة قلوبهم بغبار الیأس.

عندها تأتی الشفاعة محرکة لهم لتقول لهم: (لا تیأسوا واستمروا فی طریق الحق، ولا تتخلّوا عن سعیکم وجهادکم فی هذا الطریق، وإذا بدرت منکم زلّة ما، فهناک شفعاء بإذن الله عزّ وجلّ یقومون بالشفاعة لکم من قبل الله الذی تشمل رحمته کافة الناس).

فالشفاعة لیست دعوة إلى الکسل أو هروباً من تحمل المسؤولیة أو ضوءاً أخضر لارتکاب المعاصی والذنوب، وأنّ الشفاعة هی دعوة للاستقامة فی طریق الحق وتقلیل المعاصی حتى الإمکان، وإن کان البحث فی الشفاعة بحاجة إلى طرح مواضیع کثیرة لا مجال لبحثها فی هذا المجال، ولکننی أوجه انتباههم إلى قصة لطیفة فی هذا المجال، حتى یعلم أنّ الشفاعة کذلک لا تتم عبثاً (8).

نقل أحد علماء طهران المحترمین (رحمة الله علیه) إنّه کان هناک شاعر یدعى (حاجب) مبتلى ببعض الأفکار الخاطئة العامة حول الشفاعة فقرض مبیتاً من الشعر یقول فیها:

بما معناه: إنّی لا أخاف أن ارتکب أی شیء من المعاصی ما دمت أضمن أنّ المحاسبة یوم الحشر تکون بید علی (علیه السلام)! وفی اللیل رأى علیاً (علیه السلام) فی حال من الغضب یقول له: لم تقل شعراً جیداً، فقال له الشاعر: ما کان علیّ أن أقول؟ فقال: أصلح شعرک وقل: إذا کان الأمر بید علی (علیه السلام) یوم الحشر فیجب عَلَیّ أن أقلِّل ما

استطعت من ذنوبی حتى لا أخجله!

وفی الآیة التالیة یضیف الله عزّ وجلّ: (یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً )، وبهذا الترتیب فإن إحاطة علم الله عزّ وجلّ یکون بأعمالهم وجزاء تلک الأعمال، وهذان الأمران فی الحقیقة رکنان أساسیان للحکم الکامل والعادل حیث یجب على القاضی أن یکون على درایة کاملة عن الأحداث بالإضافة إلى أحکامها وعقوباتها.

وفی الآیة التالیة یقول تعالى: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ ) و(عَنَتَ) من مادة (عنو) بمعنى الخضوع والذلة لا یطلق على الأسیر لفظ (العانی) لأنه فی أسره خاضع وذلیل.

ونلاحظ أنّه تعالى قد نسب الخضوع للوجوه،لأن جمیع آثار الظواهر النفسیة فی الإنسان أول ما تظهر فی صفحة وجهه منها الخضوع.

وقد ذکر بعض المفسرین احتمالاً آخر بأنّ الوجوه فی هذه الآیة بمعنى الرؤوساء، إذ إنّ جمیع الخلق عند الله عزّ وجلّ فی ذلک الیوم یکونون أذلاء وخاضعین ولکن التفسیر الأول هو الأنسب برأینا.

وإنّ اختیار صفة (الحی والقیوم) من بین صفات الله عزّ وجلّ ثمّ بسبب التناسب بین هاتین الصفتین ویوم القیامة حیث یکون یوم الحیاة والقیام لجمیع الناس.

وفی ختام الآیة یضیف تعالى (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ).

وکأن الظلم حمل ثقیل عظیم على ظهر الإنسان تثقل کاهله وتمنعه من التقدم نحو النعم الإلهیّة الخالدة، وإنّ الظالمین بسبب ظلمهم أنفسهم أو الآخرین حینما یرون بأعینهم ذلک الیوم الذی قد خفت فیه کواهل البعض من الذنوب یمضون إلى الجنّة، أمّا من یدفعون إلى جهنم تحت تأثیر ثقل ظلمهم فإنّهم یلقون نظرة حسرة إلى هؤلاء! وبما أنّ الأسلوب القرآنی غالباً ما یتخذ الأسلوب التطبیقی فی طرح المسائل، فإنّه یذکر حال المؤمنین بعد ذکر مصیر الظالمین والمجرمین فی ذلک الیوم

حیث یقول: (وَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا یَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً ) (9).

وإنّ تعبیر هذه الآیة بالقول (من الصالحات) إشارة إلى أنّهم لم یستطیعوا أن یقوموا بجمیع الأعمال الصالحة حیث قاموا بجزء منها على الأقل لأنّ الإیمان بدون عمل صالح کشجرة بلا ثمرة، کما أنّ العمل الصالح بدون إیمان کالشجرة التی لا أصل لها،إذ من الممکن أن تبقى عدّة أیّام وتستمر ولکنها فی النهایة تجفّ ولهذا فإنّ الله عزّ وجلّ فی هذه الآیة ذکر العمل الصالح مقیداً بقوله (وهو مؤمن).

ومن المعلوم أنّ العمل الصالح لا یمکن أن یوجد بلا إیمان، وإذا رأینا أحیاناً بعض الأفراد الذین لا إیمان لهم یقومون بأعمال حسنة فإنّ هذا الأمر بلا شک ضعیف ومحدود واستثنائی، وبتعبیر آخر، فإنّ العمل الصالح إذا أُرید له أن یستمر ویدوم متجذراً ومتعمقاً، فیجب أن یکون ملیئاً بالعقیدة السلیمة والاعتقاد الصحیح.


1 . سورة المزمل، الآیة 14.
2 . سورة الطور، الآیة 10.
3 . سورة المزمل، الآیة 14.
4 . سورة القارعة، الآیة 5.
5 . القاع وهی الأرض الجرداء المستویة، وفسّرها البعض بالمحل الذی یتجمع فیه الماء، وأمّا الصفصف، بمعنى الأرض الجرداء، ویستفاد من هذین الوصفین ما یلی: فی ذلک الیوم تُمحى الجبال والنبات جمیعاً من سطح الأرض وتبقى الأرض جرداء.
6 . العوج، بمعنى الانحراف والتقعر، والأمت، بمعنى الأرض المرتفعة والتلة، بناءً على هذه الآیة فإنّه یصبح المعنى بمجموعه کما یلی: فی ذلک الیوم لا یُرى فی الأرض أی تضریس مقعّر أو مسطح.
7 . الهمس، على وزن اللمس ویقول الراغب فی مفرداته: إنّه الصوت الخفی والخافت، وفسّره البعض بصوت الأقدام العاریة الخفیة، وفسّره البعض الآخر بحرکة الشفتین دون أن یُسمع منها صوت، حیث لیس بینها اختلاف کثیر.
8 . للبحث أکثر فی الموضوعات المتعلقة بالشفاعة ذکرناها فی التفسیر الأمثل، ج 1، ذیل الآیات 47 و 48 من سورة البقرة، وج 2، ذیل الآیة 255 من سورة البقرة.
9 . الهضم فی اللغة، بمعنى النقص، وعندما یطلق على هضم الطعام فی البدن کذلک فلأنّه یقل ظاهریاً ویبقى منه الثفالة.

 

الجبالما الفرق بین الظلم والهضم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma