الإخلاص روح العبادة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أسئلة قرآنیة
شروط الإنفاققلیل دائم

کما أنّ الإنسان جسم وروح فإنّ للعبادات کذلک جسماً وروحاً.

جسم الصلاة یتمثل فی التکبیرات والرکوع والسجود والأذکار والقراءة والتشهد والتسلیم وأمثالها، أمّا روح الصلاة فهو حضور القلب والتوجه لله فحسب وقطع ارتباط القلب بغیر الله، وأنّ الصلاة المقبولة عند الله هی التی تقرّب الإنسان إلى الله، وتبعده عن الفحشاء والمنکر والأعمال القبیحة، وتعرج بالمؤمن إلى سماء الفضیلة.

لذا نقرأ فی الروایات أنّه لا تقبل من الصلوات إلاّ ما کان فیها حضور القلب (1).

وهناک طرق لنیل حضور القلب فی الصلاة ذکرناها فی ج14 من تفسیر الأمثل ص204 وما بعد.

وإنّ جسم الصیام یتمثّل فی ترک الطعام والشراب وباقی المبطلات، أمّا روح الصیام فیظهر فی الوصول إلى قمة التقوى یقول تعالى: (لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ ) (2)، فإن أحیا الصیام روح التقوى فی الصائم، عندها یکون صیامه جسماً وروحاً، أمّا إن کان صیامه کما قال علی (علیه السلام): «کَمْ مِنْ صائِم لَیسَ مِنْ صِیامِهِ إلاّ الجُوعُ وَالعَطشُ، وَکَم مِنْ قَائم لَیسَ مِنْ قِیامِهِ فِی اللّیلِ إلاّ التَّعبة وَالسَّهرُ» (3).

إنّ المهمّ هو الاهتمام بروح العبادات بالإضافة إلى أجسامها، لأنّ من یهتمون بجسم العبادات فحسب ویغفلون عن روحها یرتکبون أخطاء جسیمة فی هذا المجال، وکذلک من لا یهتمون بجسم العبادات ویتخیلون أنّهم یرکزون على روح العبادات، فإنّهم قد ارتکبوا أیضاً أخطاء وسلکوا الطریق الخطأ، فجسم الحج یتمثل بالإحرام والوقوف فی عرفات والمشاعر وأعمال منى والطواف والسعی والحلق والتقصیر وأمثال ذلک، أمّا روح الحج فیتمظهر بأنّه عندما یرجع الحاج من مکة

یجب أن یکون إنساناً جدیداً کیوم ولدته أمه، لا أن یرجع من هناک قد ملأ جیوبه بالأموال أو اشترى أدوات وأجهزة غیر مطلوبة قد صنِّعت فی دول غیر معروفة مثل الصین وأمریکا واسرائیل، نعم، إنّ روح الحج تتمثل فی إیجاد وخلق التحول والتغییر فی روح الإنسان، عبر النظر إلى آثار رسول الله (صلى الله علیه وآله) والتاریخ الحیّ للإسلام فی مکة والمدینة المنورة، وعبر السفر والسیر الروحی إلى قلب تاریخ الإسلام وزمن رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی صدر الإسلام، وأن ینظر بعین القلب کیف وقف رسول الله وحیداً مع خدیجة وعلی (علیهما السلام) مقابل أنظار المشرکین وأعداء الإسلام قائمین یصلّون لله عزّ وجلّ، ولا یفکّرون فی ذلک إلاّ برضى الله عزّ وجلّ.

ولکن للأسف الشدید، فإنّ الوهابیة المتعصّبة المتحجِّرة الفاقدة للتفکیر قامت بتخریب الکثیر من الآثار التاریخیة فی مکة والمدینة وهم فی سعی دائم للقضاء على الآثار الباقیة الأخرى.

إنّ إحدى المشاکل الأساسیة فی عالم الإسلام التی ینبغی على علماء الإسلام أن یفکّروا فیها، تتمثّل بأنّ الآثار الإسلامیّة فی مکة والمدینة قد وقعت فی أیدی عدّة أشخاص منحرفین ومبتلَیْنَ بأخطاء عدیدة، ممن حمَّلوا الإسلام ضربات کثیرة فی سائر أنحاء العالم.

وللإنفاق کذلک، جسم وروح، فجسمه یتمثّل بالمساعدات المادیة وغیرها من قبل الناس القادرین وإعطائها للمحتاجین، أمّا روحه فهو الإخلاص وقصد القربة إلى الله تبارک وتعالى.

سؤال: لا دخل لأحد فی نیة الناس، فعندما یقوم شخص خیّر ببناء مدرسة أو مسجد أو حسینیة أو مستشفى، فما الذی یغیّر من ذلک الشیء إذا کانت نیّته الریاء أو القرب إلى الله؟

جواب: إنّ هناک فرقاً شاسعاً بین من یقوم ببناء المستشفى بقصد رضى الله عزّ وجلّ وخدمة المحتاجین وبین من یقوم بذلک رئاء الناس والتظاهر أمامهم، فالأوّل

یکون فی سعی دؤوب للتقرّب إلى الله تعالى وجسر الهوّات بینه وبینه تعالى، وأمّا الآخر فدائب لاستغلال هذا الأمر عبر التظاهر به أمام الناس، أنّ هذا الفرق هو کالفرق بین من یبنی مکاناً لرضى الله أو یسافر إلى منطقة محرومة، وبین ذلک الشخص الذی یعمل ویذهب إلى مکان آخر حتى یجتمع حوله الناس ویمدحوه، وأنّ الفرق بین هذین المثالین لا یمکن أن یکونا خافیین عن أحد.

فالمهندس والمعماری المرائی یفکر فقط بنفسه واللحظة التی یعیشها وذلک عبر الانتهاء من البناء واستلام النقود والوصول إلى الشهرة حتى لو أدى ذلک الأمر إلى انهدام ذلک البناء بعد مدّة قصیرة وما یؤدی من خسائر مادیة وجسدیة فی المستقبل، أمّا ذلک الذی یعمل لرضا الله عزّ وجلّ فإنّه یفکر أیضاً فی مستقبل عمله أیضاً، وقد صادفنا أثناء وقوع الزلزال فی مدینة (بم) هذین النوعین من التفکیر وما أدیا إلیه، إذ کم من مؤسسات إداریة تمّ بناؤها من قبل متعهّدین لم یفکر بنّاؤوها إلاّ بجمع الأموال حیث کانت فاقدة لأنظمة الأمان والقوة اللازمة فدمِّرت، أمّا المسجد الجامع للمدینة الذی کان قد بنی بنیّة خالصة لله عزّ وجلّ وبقصد القربة فلم یتعرض للدمار، لذا فإنّ الإخلاص والریاء فی العمل لهما تأثیر على العمل ونتائجه ولا یقتصر تأثیرهما فی النیّة فحسب.


1 . میزان الحکمة، ج 5، ص 2165، باب 2290، ح 9 ـ 10636.
2 . سورة البقرة، الآیة 183.
3 . میزان الحکمة، ج 5، ص 2230، الباب 2356، ح 41 و 10939.

 

شروط الإنفاققلیل دائم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma