1. التوازن فی الإنفاق... لا إسراف ولا تبذیر (1):
استعدّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) لصلاة الظهر فی منزله لیتوجّه نحو المسجد للصلاة بالمسلمین، فانتظره المسلمون لکنّه تأخر ولم یأت، فتبیّن أنّه (صلى الله علیه وآله) کان قد غسل أحد ملابسه، ونشره لیجفّ، وأعطى لباسه الآخر لمحتاج طرق باب منزله طالباً المساعدة، فلم یبق له ما یلبسه للتوجّه إلى المسجد، عند ذلک نزلت الآیة (29) من سورة الإسراء علیه: (وَلا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) (2).
لا ریب أنّ أغلب الناس لا یبالغون فی الإنفاق، لذا فهم لیسوا بحاجة إلى نصح، ولکنهم مصابون بالبخل والتقصیر فی الإنفاق، ویتردّدون حتى بدفع مبلغ قلیل من المال، وبناءً على هذا التفسیر فالآیة الشریفة لا تحبّذ البخل فی الإنفاق ولا المبالغة فیه، بل توصی بالاعتدال فی الإنفاق.