عمّ الفساد والإفساد فی عالم الیوم عن طریق الأقمار الصناعیة ومواقع الانترنت، وأخیراً عن طریق الهواتف النقالة، حتى انطبق على عالم الیوم الحدیث المعروف: «کَما مُلئَتْ ظُلماً وَجَوراً» (1).
وقد عکست الإحصاءات التی نشرت أخیراً من قبل بعض المسؤولین المطلعین على هذا الأمر، أنّ الأُسر الإیرانیة تشاهد عن طریق الأقمار الصناعیة والصحون اللاقطة 1700 قناة تلفزیونیة من بینها عدد محدود لا یتجاوز أصابع الید مختص بالمسائل العلمیة والإخباریة، أمّا باقی تلک القنوات بشکل عام تحوی برامج فاسدة یمکن وصفها بأنّها مخجلة وتخدش الحیاء، فکیف إذا تمّ بثها ومشاهدتها! إنّ هذه البرامج القبیحة تؤدی إلى تدمیر الأسر وتعلیم السرقة والفحشاء وبیع الأجساد والمثلیة وأمثال ذلک وتنقل الفساد إلى مشاهدیها، وأنّ مثل هذه الأقمار الصناعیة والمواقع الفاسدة، وبغرض الحصول على دخول أکثر فإنّها تجر العالم إلى الفساد، ومن الغریب
أنّه عندما تصدر فتوى بتحریم مثل هذه الوسائل المفسدة والمنتجة للمعاصی، فإنّه تتمّ مواجهتها من قبل بعض الأشخاص الجاهلین بأنّها مخالفة للحریة، فهل تعتبر الوسیلة التی تؤدی إلى إفساد أعراض الناس والشباب شیئاً مناسباً؟
وهل یقبل الناس الحریة التی تکون ثمرتها فساد الشباب وانحرافهم؟
وإنّی أخاطب أولئک الأشخاص الذین ینصبون الصحون اللاقطة على سطوح منازلهم بشکل مخفی أو ظاهر. إنّکم حین تخلدون للنوم تارکین ابنکم وبنتکم یشاهدان بعد منتصف اللیل تلک البرامج المفسده التی تثیر شهواتهم ،فأدى ذلک إلى اعتداء أحدهم على الآخر فأین تذهبون بهذا العار؟ وقد وصلت إلینا نماذج من مثل هذه العلاقات القبیحة فی بعض رسائل الاستفتاءات ، بحیث وصل الأمر أنّه تقام علاقات بین الأخ والأخت أو بین الأب وبنته وتؤدی إلى الحمل بجنین من ذلک! ولهذا أوصی الآباء والأمهات ألا یهیئوا أرضیة الفساد والإفساد بأیدیهم لأسرهم ولأنفسهم عبر وسائل وأدوات تؤدی إلى الشقاء والعار لهم، بل یجب علیکم أن تراقبوا أکثر فأکثر أولادکم الذین هم أمانة إلهیة بین أیدیکم.
1 . المصدر السابق، ج 1، ص 247، الباب 252، ح 1244.
