لمناسبة البحث حول حرمة القتال فی الأشهر الحرم یلزم أن نتعرف على نظرة الإسلام حول الحرب والسلام مستفیدین ومستعینین بالآیات القرآنیة وذلک بصورة مختصر ومضغوطة، لأنّ لهذا البحث سببین للزوم البحث فیه:
1. إنّ الغربیین لا سیما مسؤولی الکنائس ورؤساء المسیحیة، یسعون بشکل دائم إلى الترویج بأنّ الإسلام دین الحرب والعنف ولم یتقدم إلاّ فی ظلّ السیف وذلک بهدف إبعاد الناس عن الإسلام وخوفاً من استقطاب هذا الدین للناس، الذی مُلئ رحمة وعاطفة، فی حین إننا سوف نثبت بالاستعانة بالآیات القرآنیة خلاف ما یدّعون، إذ إنّ الدول الإسلامیّة الکبرى مثل: إندونیسیا ومالیزیا وسائر الدول الإسلامیّة فی شرق آسیا قد اعتنق سکانها الإسلام مع أنّه لم یطأ قدم جندی مسلم أراضی تلک البلاد، بل وصل الإسلام إلى هناک بعد اطلاع أهل تلک المناطق على المعارف العالیة التی یختزنها هذا الدین الإسلامی ففتحوا قلوبهم وعقولهم لقبول هذا الدین الجدید، وبالتالی یجب أن نبیّن رأی الإسلام فی هذا البحث بالاستعانة بالنصوص الدینیة الأصلیة حول الحرب والسلام حتى نحبط هذه الدعایة المسمومة الکاذبة.
2. إنّ ما یدفعنا للبحث حول هذا الموضوع، ما نشهده من أفکار وأعمال وأسالیب غیر سلیمة وخاطئة من قبل بعض المسلمین، أو بتعبیر أصح من بعض من یتظاهرون بالإسلام، نعم إنّ الأعمال المخالفة للدین والأفکار المغلوطة للوهابیین السلفیین المتعصبین الذین یقدّمون الإسلام على أنّه دین العنف والحرب والقتال، یوضح لنا ضرورة هذا البحث أکثر ممّا سبق، وأنّ الضربة التی أوقعتها هذه
المجموعة الجاهلة المتحجّرة بالإسلام لم یسبق لها مثیل طوال تاریخ هذا الدین، إذ إنّ الإسلام یدعو إلى وقف القتال فی الأشهر الحرم حتى مع الکفار الذین نحاربهم، ولکن هل التزم هؤلاء الإرهابیون الوهابیون فی العراق بالهدنة فی تلک الأشهر أو لا؟
هل حفظوا حرمة الأشهر الحرم لمنع سفک دماء المسلمین؟
إذاً فالنقطة الأولى تبیّن لنا ضرورة البحث فی رأی الإسلام حول القتال والسلام وذلک لمواجهة دعایات الأعداء المغرضة، أمّا النقطة الثانیة فتحتّم علینا البحث حوله لمواجهة تلک التصرفات والسلوکیات التی تبدر من مجموعة صغیرة متظاهرة بالإسلام.
