یقول تعالى فی الآیة (261) من سورة البقرة:
(مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللهِ کَمَثَلِ حَبَّة أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی کُلِّ سُنْبُلَة مِائَةُ حَبَّة وَاللهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ).
إنّ الإنفاق من المنظور القرآنی یتمتع بدرجة من الأهمیة حتى إنّه ینمو إلى
700 ضعف على الأقل وإذا کان إخلاص المنفق أکثر وأولویاته التی یختارها فی الإنفاق تمتاز بحاجة المجتمع أکثر فإنّه من الممکن أن ینمو حتى 1400 ضعف أو أکثر.
ومن اللافت للانتباه أنّ هذا النمو المذکور مختص بالمنفق، إذ یمکن أن یبلغ المنفق من حیث الفضائل الأخلاقیة والصفات الروحیة الحسنة حتى ذلک الحد من النمو.
سؤال: هل وجد حتى الآن حبة یمکن أن تنتج 700 حبة أخرى، أو أنّه کما هو متعارف فإنّ المحاصیل لا یمکن أن تتجاوز فی إنتاجیتها فی الأراضی الخصبة حتى عشر أضعاف فحسب، وأنّ ما طرح فی الآیة الکریمة لیس إلاّ فرضیة فحسب؟
جواب: قبل عدّة سنوات نمت فی مزرعة من منطقة بوشهر حبة قمح وأعطت سنابل فیها أکثر من ألف حبّة، ولهذا فإنّ ما ورد فی الآیة الکریمة لیست فرضیة فحسب بل له مصداق خارجی أیضاً.
سؤال: هل ما ورد حول فضیلة الإنفاق والنمو الذی قلّ نظیره فی الآیة الکریمة مختص بالدنیا فحسب أم أنّه یشمل الدنیا والآخرة کلیهما؟
جواب: إنّ الآیة الکریمة مطلقة وما ورد فیها من فضائل الإنفاق لا یختصّ بالدنیا أو الآخرة فقط، لذا فإنّ الإنفاق یؤدی إلى الخیر والبرکة فی الدنیا، والأجر والثواب والنجاة فی الآخرة.
وقد وردت فی الروایة عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام) أنّه عندما تتعقّد
حیاتک وتواجه مشکلات مالیة فبادر إلى حل تلک المشکلات بالصدقة (1).
ومعنى هذا الحدیث أنّ الصدقة فی الدنیا حل للمشکلات وحتى عندما یواجه الإنسان حالة الفقر والفاقة یستطیع أن ینفق بما یستطیع من إمکانات موجودة فی یده حتى یحل الله عزّ وجلّ مشکلاته بلطفه وکرمه.