سؤال: لِمَ تحدثت الآیات القرآنیة والأحادیث الواردة عن المعصومین الأطهار (علیهم السلام) بهذا القدر فی مذمة الخمر؟ وما فلسفتها؟
جواب: توجد أسباب کثیرة لذلک نشیر إلى نموذج منها:
إنّ الخمر یسلب عقل الإنسان الذی یعدّ جوهر وجوده، وقد یظن البعض أنّ شرب الخمر یسلب عقل الإنسان أثناء الإسکار فحسب، ولکن الإحصاءات والأرقام تشیر إلى أنّ شاربی الخمر یتحولون بالتدریج نحو الجنون، وأنّ 85% من المجانین الموجودین فی مستشفیات الأمراض العقلیة، تحولوا إلیها على أثر شربهم للخمر وأنّ 15% فقط منهم فقدوا عقولهم نتیجة عوامل وعلل أخرى.
فی بریطانیا، یوجد 53 مجنوناً غیر کحولی فی مقابل 2249 مجنوناً کحولیاً، بمعنى أن مقابل 40 مجنون یوجد 39 منهم على أثر إدمانهم لشرب الخمر فتعرضوا للجنون بسبب ذلک (1).
نعم، إنّ الخمر یقضی على أهمّ وأثمن جوهر للوجود الإنسانی وهو العقل، ویجعله إنساناً فی مصافی الحیوانات، ولابدّ من الإشارة أنّه بتعطیل العقل
لاتنتهی مشکلات شارب الخمر عند حد، بل یمکن أن یکون ذلک سبباً لبدایة تعاسته، ویمکن أن یقوم بارتکاب جرائم أخرى کالقتل ونهب أموال الناس
والسرقة والتعرض لأعراض الآخرین، وترک العبادات والطاعات، وعشرات الأعمال المحرمة الأخرى التی یمکن أن نتوقعها من إنسان فاقد لعقله
وشعوره.
فإذا قام الإنسان بحساب الجرائم والأمراض والسجون ومشافی الأمراض العقلیة وباقی الجرائم الأخرى والغرامات الأخرى التی یتم دفعها هذه الأیّام بسبب الخمر، فإننا سوف نواجه بإحصاءات مهولة فی هذا المجال، وقد قام الإسلام
بإصدار حکم تحریم شرب الخمر لمنع إصابة البشر وابتلائه بهذا المشروب الخطر وذلک بعد إطلاعه على جمیع مفاسده وعواقبه.
1 . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة 90 من سورة المائدة
