إنّ الذین یلعبون القمار ویجعلونه حرفتهم، فإنّ مصیرهم فی النهایة إمّا الجنون أو الإصابة بالأمراض العصبیة، لأنّهم یعیشون دائماً حالة من التوتر ویرتفع ضغطهم وینزل نتیجة لذلک، ویعیشون تحت الضغط سواء ربحوا أو خسروا فیصابون بأنواع الأمراض، وفی النهایة یلجأ بعضهم إلى الانتحار، إذ إنّ شخصاً یدخل أماکن لعب القمار لیلاً مع ثروة عظیمة ویخرج منا صباحاً دون أن یکون فی جیبه شیء لیس له طریق إلاّ الانتحار.
وبعض لاعبی القمار لا یخسرون کل أموالهم فحسب، بل یخسرون أعراضهم
أیضاً ففی الروایة عن الإمام الصادق (علیه السلام) یقول: «کَانَتْ قُریشُ تُقامِرُ الرَّجلَ فِی أَهلِهِ وَمـالِهِ» (1).
وقد أصدر الإسلام حکم تحریم القمار فی مثل هذه البیئة الفاسدة، ألا یعد مثل هذا الحکم معجزة؟
إنّ لاحظنا الإحصائیات الموجودة حول أضرار القمار المختلفة نرى: 90% من عملیات النشل، 50% من الجرائم المختلفة، و 10% من المفاسد الأخلاقیة، 30% من حالات الطلاق، و 40% من النزاعات الدامیة، و 5% من حالات الانتحار تتم من قبل لاعبی القمار!
والعجب کل العجب، أنّ عالم الیوم قد اعترف بالقمار رسمیاً وصار للاعبی القمار فی فرنسا مدینة خاصة بهم، حیث یذهب المقامرون من کل أطراف العالم إلى هناک، ولکن الإسلام حرم جمیع أنواع القمار، حتى إنّه حرّم اللعب بالجوز بین الأطفال التی تتم فیها الربح والخسارة (2)، لأنّ الأولاد ومن یلعبون هذه اللعبة لا یقومون بعمل إنتاجی أو توزیعی أو خدماتی
1 . بحار الأنوار، ج 79، ص 234، ح 11 و 12.
2 . میزان الحکمة، ج 8، ص 3485، الباب 3419، ح 17103.
