لقد قرأنا فی آخر جملة من الآیات التی بحثنا عنها أنّ المؤمنین الصالحین لا یخافون ظلماً ولا هضماً ، وذکر بعض المفسرین أنّ فی (الظلم) إشارة إلى عدم خوف هؤلاء عندما تقام المحکمة الإلهیّة العادلة، أن یحیق بهم ظلماً أو یؤاخذوا بمعاص وذنوب لم یرتکبوها، أمّا فی (الهضم) إشارة إلى أنّهم لا یخافون من نقصان ثوابهم، لأنّهم یعلمون أن جزاءهم سوف یصلهم بدون نقص.
وقد ذکر البعض الآخر احتمالاً آخر:
الأول: إشارة إلى أنّهم لا یخشون ولا یخافون من ذهاب کل حسناتهم، أمّا الثانی: فإشارة إلى أنّه لا یسمحون للخوف أن یأخذ طریقه إلى قلوبهم حتى من نقص مقدار قلیل من تلک الحسنات، لأنّ الحساب الإلهی دقیق.
کما یوجد احتمال آخر وهو أنّ هؤلاء المؤمنین الصالحین یمکن أن یکونوا قد ارتکبوا زلات، وهم على یقین أنّه لا یکتب فی صفحة أعمالهم أکثر من تلک الزلات التی ارتکبوها ،وإنّ هذه الزلات لا تقللّ من ثواب أعمالهم الصالحة شیئاً، ولا یوجد تناف بین التفاسیر المذکورة أعلاه ومن الممکن أن تکون الجملة المذکورة أعلاه فی الآیة القرآنیة إشارة إلى جمیع تلک المعانی.