سؤال: قد یتساءل البعض عن سبب جعل بعض الأمور مجهولة وغیر معلومة، ولِمَ جعل قیام الساعة ووقتها غیر معلوم؟ وما فلسفة ذلک؟
جواب: إذا کان قیام الساعة ووقتها معلوماً ومحدداً لأصیب الناس بالغفلة، ولکنه إذا کان مجهولاً وغیر معلوم عندما یکون الناس دائماً فی انتظار ذلک الیوم لحظة بلحظة ولا یبتلون بالغفلة، فکما أنّ نهایة عمر الإنسان غیر معلوم ولا یستطیع أی
شخص أن یعرف لحظة موته وما یمنعه عن الغفلة عن نفسه.
أیّها القارئ المحترم! إنّ الموت یأتی بغتة، ویأخذ بتلابیب روح الإنسان فجأة، وإنّ السکتات القلبیة والجلطات الدماغیة التی کثرت فی هذه الأیّام لهی من أکثر الشواهد على ذلک، إذ إنّ الجلطة لا تختص بشخص یعانی من مرض قلبی أو دماغی، بل إنّه قد یصیب الشخص السلیم الذی لیس له سابقة فی المرض القلبی والدماغی، فلذا یجب على الإنسان أن یکون مستعداً للموت کل لحظة وأن یهیئ نفسه لذلک السفر.
على الرغم من أنّ الإنسان لا یعلم ساعة ولحظة موته، فإنّه یرتکب المعاصی والسیئات والجرائم، فإن کان مطلعاً بلحظة موته ویعلم مثلاً أنّه سوف یموت بعد عشرین سنة فهل یرتکب مثل هذه الجرائم والمعاصی والسیئات؟
ولکی لا نصاب بالغفلة، علینا أن نعمل على حفظ سجل أعمالنا طاهراً ونظیفاً وأن نتوب بأسرع ما یمکن من ذنوبنا ومعاصینا وأن نخفف عن کاهلنا أثقال تلک الذنوب.