یقول تعالى فی الآیة (34) من سورة التوبة حول من یکنزون الثروات ما یلی: (وَالَّذِینَ یَکْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا یُنْفِقُونَها فِی سَبِیلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذاب أَلِیم ).

إذ إنّ تلک الدراهم والدنانیر التی تم کنزها تصهر یوم القیامة وتوضع على جباه وظهور وأکتاف من قاموا بکنزها.

سؤال: ما المقصود من کنز الثروة؟

جواب: ذکر المفسّرون فی هذا المجال احتمالات متعددة (1) نشیر إلى نموذجین
منها:

1. إنّ المقصود من ذلک عدم دفع الزکاة وسائر الحقوق الشرعیة، لذا فإنّ من یقوم بدفع زکاته وسائر حقوقه الشرعیة لیس ممن یکنز الثروة مهما بلغت أمواله.

2. لا یکفی دفع الزکاة وسائر الحقوق الشرعیة الواجبة، لأنّه إذا أصبح المجتمع فقیراً ومحتاجاً ولم تلبِّ الزکاة وسائر الحقوق الشرعیة الأخرى حاجات المجتمع، عندها یجوز للحکومة الإسلامیّة أن تحدد مستوىً معیناً لثروات الأفراد، بحیث یعدّ ما فاض عن ذلک کنزاً للثروة ینبغی تعدیلها وإصلاحها، ثم إنّ استخدام الثروة بهدف الإنتاج وتأسیس مراکز المساعدة وأمثال ذلک لا إشکال فی ذلک، ولکن المهم أن لا تبقى تلک الثروات خارج عجلة الاقتصاد ومحصورة بالادّخار فحسب (2).

1 . التفسیر الأمثل، ج 5، ذیل الآیة المذکورة.
2 . مجمع البیان، ج 5، ص 47.