المنتظرون الصادقون مکلفون فی نفس الوقت بأن لا یرکّزوا اهتمامهم بأنفسهم فحسب ، بل بمراقبة أحوال بعضهم البعض، وأن یبادروا فی إصلاح الآخرین وإصلاح أنفسهم، لأنّ البرنامج العظیم والثقیل الذی ینتظرونه لیس برنامجاً فردی ، بل إنّه برنامج ینبغی أن تساهم فیه جمیع عناصر الثورة، ولابدّ أن یکون طابع العمل طابعاً جماعیاً وجماهیریاً، ولابدّ أن تتناغم الجهود والمساعی، وینبغی أن یکون عمق الانسجام وسعته بعظمة ذلک البرنامج الثوری العالمی الذی یعیشون انتظاره .
وفی هکذا میدان واسع للمنازلة الجماعیة، لیس بوسع أی فرد أن یبقى غافلاً عن أحوال الآخرین، بل إنّه مکلّف بإصلاح أی نقطة ضعف فی أی مکان یراها، وأن یرمم أی موضع متضرر، وأن یقوی کل جزء ضعیف، لأنّه بدون الاشتراک الفعّال والمنسجم لکل المناضلین فإنّ تطبیق مثل هذا البرنامج یعدُ اَمراً مستحیلاً .
وبناءً على هذا فإنّ المنتظرین الواقعیین واضافة لسعیهم فی إصلاح أنفسهم ، مکلفون أیضاً بإصلاح الآخرین.
هذا هو الأثر البنّاء الآخر لانتظار قیام مصلح عالمی، وهذه هی فلسفة کل تلک الفضائل المعدّة للمنتظرین الحقیقیین.