مفاد حدیث السفینة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
2 ـ حدیث سفینة نوح 3 ـ حدیث النجوم

من أجل إدراک المعنى الدقیق لهذا الحدیث لابدّ من إلقاء نظرة على أحوال سفینة نوح .

یقول القرآن الکریم : (فَفَتَحْنَا اَبْوابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِر * وَفَجَّرنَا الاَرضَ عُیُونًا فَالتَقَى المَاءُ عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ). (القمر / 11 ـ 13)

لقد دمر هذا الفیضان الشامل وغطى الماء کل شیءً ولم یبق مأوى یلتجیء الإنسان إلیه سوى سفینة نوح التی ضمن الله تعالى لمن رکبها النجاة من الغرق ، بحیث عندما قال ابن نوح بغرور : ( سَآوِى اِلَى جَبَل یَعْصِمُنِى مِنَ المَاءِ)فلیس هناک فیضان یصل إلى قمم الجبال، جُوبه برد أبیه الحازم والرادع حیث قال له : (لاَعَاصِمَ الیَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ اِلاَّ مَنْ رَّحِمَ ) ! إشارة إلى المؤمنین الذین رکبوا فی السفینة، وظهر صدق کلام نوح مباشرة إذ : (وَحَالَ بَیْنَهُمَا المَوجُ فَکَانَ مِنَ المُغرَقینَ ). ( هود / 43 )

إنّ تشبیه أهل البیت بمثل هذه السفینة وفی تلک الظروف، زاخرٌ بالمعانی التی تعلَّمنا منها الکثیر من الحقائق ، ومن بینه :

1 ـ إنّ العواصف ستعصف بالاُمة الإسلامیة بعد النبی(صلى الله علیه وآله) وتجرف الکثیر معها ویغرق فی أمواجها الکثیر أیضاً.

2 ـ هنالک طریق واحد فقط للخلاص من مخالب الأخطار التی تهدد الدین والإیمان وارواح الناس، ألا وهی سفینة أهل البیت (علیهم السلام) التی یُعتبر التخلف عنها أو ترکها سبباً للهلاک .

3 ـ إنّ الانفصال عن واسطة النقل فی الصحراء قد لا یؤدّی إلى الموت دائم ، إلاّ أنّه یُعرِّض الإنسان إلى العناء ، بَیدَ أنّ التخلف عن سفینة النجاة فی بحر متلاطم لا ینتج عنه سوى الموت والهلاک .

4 ـ لقد کان شرط الرکوب فی سفینة نوح (علیه السلام) الإیمان والعمل الصالح ، من هنا فقد عرض نوح على ابنه الإیمان، والانفصال عن الکافرین، والرکوب معه ومع أصحابه فی السفینة : (یَابُنَیَّ ارْکَبْ مَّعَنَا وَلاَ تَکُنْ مَّعَ الکَافِرینَ ) . (هود / 42)

بناء على ذلک فشرط نجاة هذه الاُمه من العواصف والانحرافات هو الإیمان والیقین بمقام سفینة النجاة هذه .

5 ـ لیست محبتهم فقط التی تؤدّی إلى النجاة، حیث طرح بعض علماء الإسلام ذلک بادّعائهم أنّ جمیع المسلمین یحبون أهل البیت (علیهم السلام) ویعظمونهم ، من هنا فهم جمیعاً من الناجین . بل إنّ الکلام الذی جاء فی الروایة هو عن اتباعهم ( مقابل التخلف عنهم ) ، فإنَّ ابن نوح کان یحبُّ أباه إلاّ أنّه لم یکن یتبعه ، ولم تؤدّ محبتُه إلى نجاته ابداً (تأملوا جیداً) .

6 ـ کما استفید من «حدیث الثقلین» خلال البحوث الآنفة أنّ التمسک بولاء أهل البیت (علیهم السلام) مستمرٌ حتى نهایة العالم ، وأنّ القرآن وأهل البیت (علیهم السلام) لن یفترقا حتى یردا على رسول الله (صلى الله علیه وآله) الحوض فی الجنة ، یستفاد أیضاً من «حدیث السفینة»، أنّ هذا الخط مستمرٌ حتى نهایة الکون ، لأنَّ الدنیا دائماً مرکز الابتلاءات والعواصف، أی أنّ الشیاطین ودعاة الضلالة والتائهین فی وادی الحیرة موجودون فی کل زمان ، ولاتهدأ هذه العواصف أبداً، وهی قائمة إلى یوم القیامة حیث یحکم الله تعالى بین عباده ، فتزال الاختلافات (1) على هذا الأساس، فإنّ وجودالسفینة سفینة النجاة هذه ضرورىٌ إلى الأبد والتخلف عنها یؤدّی إلى الهلاک .

7 ـ إنّ التمسک المطلق بأهل البیت (علیهم السلام) (فی قبال التخلف عنهم) یمکن أن یکون شاهداً جلیاً على وجود الإمام المعصوم فی کل زمان من أهل البیت (علیهم السلام) ، حیث یؤدّی اتّباعه إلى النجاة والتخلف عنه إلى الهلاک .

8 ـ إنّ هذا الحدیث تفسیرٌ للحدیث المعروف «ستفترق اُمّتی على ثلاث وسبعین فرقة ، فرقة ناجیة والباقون فی النار» (2).

ویبرهن على أنّ الفرقة الناجیة هم الذین یتمسکون بمذهب أهل البیت (علیهم السلام) ، ویهتدون بهداهم فی اُصول وفروع الدین .

من مجموع ما قیل یمکن الاستفادة أیضاً من هذا الحدیث المعروف : إنّ مسألة أهل البیت (علیهم السلام) یجب أن تکون مسألة بسیطة وعلى الهامش، بحیث یأخذ المسلمون ما یریدونه فی اُمور الدین والدنیا من الغیر ویکتفون بمحبة أهل البیت (علیهم السلام) .


1. یصرح القرآن فی آیات عدیدة أنّ یوم القیامة یوم یزال فیه الاختلاف وأنّ الله یفصل بین الاُمم .
2. لقد روى هذا الحدیث طائفة کثیرة من علماء الشیعة والسنّة ، وجاء فی بعض طرق الحدیث أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) قال فی جوابه لعلی (علیه السلام) الذی سأله ، من هی الفرقة الناجیة ؟ ، المتمسک بما تمسکت به أنت وشیعتک وأصحابک (احقاق الحق ، ج 7، ص 185) .

 

2 ـ حدیث سفینة نوح 3 ـ حدیث النجوم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma