الجواب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
مؤاخذاتهم على آیة المباهلة:2 ـ آیة خیر البریة

فی الرد على هذا السؤال نلفت انتباهکم إلى عدّة اُمور:

1 ـ کما ذکر بالتفصیل فیما سبق فقد وصلتنا روایات کثیرة فی العدید من المصادر الإسلامیة المعتبرة والمعروفة سواء من الشیعة أو السنّة بصدد نزول هذه الآیة بشأن أهل البیت، حیث صرّح فیها أنّ النبیّ (صلى الله علیه وآله) لم یصطحب معه إلى المباهلة غیر علی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام)، وهذا بذاته سیکون قرینة واضحة لتفسیر الآیة، فإننا نعلم أنّ من بین القرائن التی تفسّر آیات القرآن هی ( السنّة وسبب النزول القطعی).

على هذا الأساس، فالمؤاخذة المذکورة لا تثیر اهتمام الشیعة فحسب، بل یجب على علماء الإسلام جمیعاً الرد علیها.

2 ـ إنّ اطلاق (صیغة الجمع ـ على «المفرد» أو «المثنى») لیس أمراً مستجداً، وکثیراً ما یشاهد هذا المعنى فی القرآن وغیره من الأدب العربی وغیر العربی.

وتوضیح ذلک هو: کثیراً ما یحصل عند تفصیل قانون ما، أو تنظیم وثیقة ما، ایراد الحکم بصیغة العموم أو الجمع، فمثلاً یدوّنون فی الوثیقة أنّ : المسؤول على تنفیذها هم الموقّعون علیها وأبناؤهم، بینما ربّما یکون لأحد طرفیها ولدٌ واحدٌ أو ولَدَان، فهذا الموضوع لا یتعارض أبداً مع تنظیم القانون أو الوثیقة بصیغة «الجمع».

خلاصة الأمر لدینا مرحلتان : «مرحلة ابرام العقد»، و«مرحلة التنفیذ».

ففی مرحلة ابرام العقد تذکر الألفاظ بصیغة الجمع لکی تنطبق على کافة المصادیق، أمّا فی مرحلة التنفیذ فربّما ینحصر المصداق بشخص واحد، وهذا الحصر فی المصداق لا یتعارض وعمومیة القضیة.

وبعبارة اُخرى فقد کان النبیّ(صلى الله علیه وآله) مکلّفاً على ضوء العهد الذی کان أبرمه مع نصارى نجران أن یصطحب معه أبناءه ونساءه والذین هم بمنزلة نفسه جمیعاً إلى المباهلة، ولکن لم یکن مصداقاً لهؤلاء سوى ابنین وامرأة واحدة ورجل واحد.

وفی القرآن الکریم لدینا موارد اُخرى عدیدة بأنّ تأتی العبارة بصیغة الجمع إلاّ أنّ مصداقها یختص بشخص واحد لسبب ما، مثل الآیة: (الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَکُمْ فَاخْشَوهُمْ). (آل عمران / 173)

فالمراد فی کلمة الناس فی هذه الآیة وعلى ضوء تصریح فریق من المفسّرین هو «نعیم بن مسعود» الذی کان قد أخذ الأموال من «أبی سفیان» لِیُرْعِبَ المسلمین من قوّة المشرکین!

کما نقرأ فی الآیة: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِینَ قَالُواْ اِنَّ اللَّهَ فَقِیرٌ وَنَحنُ أَغْنِیَآءُ).(آل عمران / 181)

فالمراد من «الذین» فی الآیة وبناءً على ما صرّح به بعض المفسّرین هو «حی بن اخطب» أو «الفنحاص»، وأحیاناً یشاهد اطلاق کلمة الجمع على المفرد أیضاً من باب الإکبار، کما نقرأ بشأن إبراهیم: (إِنَّ إِبرَاهِیمَ کَانَ أُمَّةً قَانِتاً لّـِلَّهِ). (النحل / 120)

فهنا اطلقت کلمة «اُمّة» وهی جمع على شخص واحد ( وکان لنا بحث مفصّل أیضاً بهذا الصدد).

3 ـ یُستفاد من آیة المباهلة أیضاً أن یقال لأبناء البنت «ابن» على العکس ممّا کان شائعاً فی الجاهلیة حیث کانوا یعتبرون أبناء الابن فقط أبناءهم، وکانوا یقولون :

بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا *** بنوهنّ أبناء الرجال الأباعدِ

فهذا النمط من التفکیر کان ولیداً لتلک السنّة الخاطئة حیث إنّهم لم یکونوا یرون أنّ الانثى عضواً رئیساً فی المجتمع البشری، ویعدونهن أوعیة لحمل الأولاد فقط .

کما یقول شاعرهم :

وإنّما امهات الناس أوعیة *** مستودعاتٌ وللانساب آباءُ

بیدَ أنّ الإسلام قضى على هذا النمط من التفکیر قضاءً مبرماً واجرى حکم الابن على أبناء الولد والبنت على حدّ سواء.

ونقرأ فی القرآن الکریم بشأن أبناء إبراهیم : (وَمِن ذُرِّیَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَیمَــنَ وَأَیُّوبَ وَیُوسُفَ وَمُوسَى وَهَــرُونَ وَکَذَلِکَ نَجزِى الُمحسِنِینَ * وَزَکَرِیَّا وَیَحیَى وَعِیسَى وَإِلیَاسَ کُلٌّ مّـِنَ الصَّــلِحِینَ). (الأنعام / 85 ـ 84)

ففی هذه الآیة عدّ المسیح من أبناء إبراهیم والحال أنّه کان ابن من البنت.

وفی الروایات الواردة عن طرق الشیعة والسنّة بحقّ الإمام الحسن والإمام الحسین(علیهما السلام)کثیراً ما یلاحظ تکرار اطلاق کلمة «ابن رسول الله».

ونقرأ فی الآیات المتعلقة بالنساء اللواتی یحرّم الزواج منهن: (وحلائل أبنائکم...)، فهذه المسألة من المسلّم بها بین فقهاء الإسلام حیث إنّ زوجات الأبناء والأحفاد أولاداً کانوا أم بنات محرمات على الشخص ومشمولات بالآیة أعلاه.

ومن الاُمور الجدیرة بالاهتمام بشأن آیة المباهلة ما ورد فی الروایة المشهورة أنّ المأمون العباسی سأل الإمام علیاً بن موسى الرضا (علیه السلام): ما الدلیل على خلافة جدک علی بن أبی طالب ؟ قال : «آیة انفسنا»، قال : «لولا نسائنا» قال: «لولا أبنائنا».

یقول العلاّمة الطباطبائی فی تفسیر هذه الجمل القصیرة :

«آیة «أنفسنا» یرید أن الله جعل نفس علی (علیه السلام) کنفس نبیّه (صلى الله علیه وآله)، وقوله: لولا نسائنا. معناه : أنّ کلمة نسائنا فی الآیة دلیل على أنّ المراد بالأنفس الرجال فلا فضیلة فیه حینئذ، وقوله : لولا أبنائنا، معناه : أنّ وجود أبنائنا فیها یدل على خلافه، فإنّ المراد بالأنفس لو کان هو الرجال لم یکن مورداً لذکر الأبناء»(1) ( تأملوا جیداً ) .

ونُقلت هذه الحادثة فی بحار الأنوار بنحو آخر، والظاهر أنّ السؤال وجواب الإمام الرض(علیه السلام) عنه کان فی موضع آخر، تقول هذه الروایة: قال المأمون یوماً للرض(علیه السلام): أخبرنی بأکبر فضیلة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) یدل علیها القرآن، فقال له الرضا (علیه السلام) : «فضیلة فی المباهلة، قال الله تعالى : (فمن حاجک فیه ...) الآیة، فدعا رسول الله(صلى الله علیه وآله) الحسن والحسین(علیهم السلام) فکانا

ابنیه، ودعا فاطمة(علیها السلام) فکانت فی هذا الموضع نساءَه، ودعا أمیر المؤمنین (علیه السلام) فکان نفسه بحکم الله عزّ وجلّ، فقد ثبت أنّه لیس أحد من خلق الله تعالى أجلَّ من رسول الله (صلى الله علیه وآله)وأفضل فوجب أن لا یکون أحد أفضل من نفس رسول الله (صلى الله علیه وآله)بحکم الله تعالى...».

فقال له المأمون : هل بالإمکان أن یذکر الدعاء لمن هو نفسه، ویکون المراد نفسه فی الحقیقة دون غیره فلا یکون لأمیر المؤمنین(علیه السلام) ما ذکرت من الفضل ؟ قال (علیه السلام): «لیس یصحّ ما ذکرت، وذلک أنّ الداعی إنّما یکون داعیاً لغیره، کما أنّ الآمر آمر لغیره، لم یدع رسول الله(صلى الله علیه وآله) رجلاً فی المباهلة إلاّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) فقد ثبت أنّه نفسه التی عناها الله سبحانه فی کتابه وجعل حکمة ذلک فی تنزیله»(1).


1. بحار الأنوار ، ج 10، ص 350، مع الاختصار .

 

مؤاخذاتهم على آیة المباهلة:2 ـ آیة خیر البریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma