3 ـ آیة ظهور الحق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
2 ـ آیة سورة النور آثار انتظار المهدی (علیه السلام):

نقرأ فی قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِى اَرسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ المُشرِکُونَ ). (التوبة / 33)

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الآیة تأتی بعد آیة : ( یُرِیدُونَ اَنْ یُطفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِاَفواهِهِم وَیَأَبَى اللَّهُ اِلاَّ اَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ کَرِهَ الکَافِرُونَ ) .

وأعطى الله فی هذه الآیات ـ کما فی الآیات السابقة ـ الوعد فی غلبة وانتصار الإسلام على کافة الأدیان فی العالم.

وحول السؤال القائل : ما هو المقصود بانتصار الإسلام على کافة الأدیان ؟ اعطى المفسرون عدّة احتمالات.

فالفخر الرازی یعطی خمسة تفاسیر هنا تعد جواباً على الاسئلة المرتبطة بکیفیة هذه الغلبة :

1 ـ المقصود بالغلبة هو الغلبة النسبیة والموضعیة، ذلک إنّ الإسلام انتصر بمنطقه على جمیع الأدیان والمذاهب.

2 ـ المراد هو الانتصار على الأدیان فی الجزیرة العربیة .

3 ـ المراد إخبار النبی (صلى الله علیه وآله) بجمیع الأدیان الإلهیّة ( فسّرت جملة «لیظهره» هنا بمعنى الإخبار ) .

4 ـ المراد النصر والغلبة المنطقیة، أی أنّ الله ینصر منطق الإسلام على سائر الأدیان .

5 ـ المراد النصر النهائی على جمیع الأدیان والمذاهب عند نزول عیسى (علیه السلام) وقیام المهدی (علیه السلام) إذ سیصبح الإسلام عالمیاً .

ولا شک بأنَّ تفسیر الآیة بالنصر المنطقی وبصورة وعد مستقبلی لا ینطوی على مفهوم صحیح، لأنّ النصر المنطقی للإسلام کان واضحاً منذ البدایة، إضافة إلى ذلک فإنّ مادة «الظهور» و«الاظهار» ( لیظهره على الدین کُلِّهِ ) وکما یستفاد من موارد استعماله فی القرآن المجید، بمعنى الغلبة الخارجیة والعینیة کما نقرأ ذلک فی قصة أصحاب الکهف : (اِنَّهُم اِنْ یَظْهَرُوا عَلیَکُم یَرجُمُوکُم). ( الکهف / 20)

ونقرأ فی قوله تعالى: ( کَیفَ وَاِنْ یَظْهَرُوا عَلَیْکُمْ لاَیَرقُبُوا فِیکُم اِلاًّ وَلاَ ذِمَّهً ). (التوبة / 8)

ومن البدیهی أنّ عَبَدة الأصنام من قوم أصحاب الکهف، ومشرکی مکة لم ینتصروا منطقیاً على المؤمنین بالله اطلاقاً، واقتصرت غلبتهم على الغلبة الخارجیة فقط، وبناءً على هذا فإنّ المراد بغلبة الإسلام على جمیع الأدیان هی الغلبة الخارجیة والعینیة، ولیس الغلبة المنطقیة والفکریة.

إنَّ هذه الغلبة ـ وکما ورد نظیر ذلک فی البحث الماضی ـ لها مراحل مختلفة :

حصلت احدى مراحلها فی عصر الرسول (صلى الله علیه وآله)، ومرحلتها الأوسع حصلت فی القرون

التالیة، ومرحلتها النهائیة ستحصل عند قیام المهدی (علیه السلام)، لأنّ الآیة الشریفة تتحدث عن غلبة الإسلام على جمیع الأدیان دون أی قید وشرط، والغلبة المطلقة دون أی قید أو شرط إنّما تتحقق بشکل کامل عندما تلقی ظلالها على جمیع أرجاء المعمورة ، کما ورد فی روایة رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله) إذ قال : «لا یبقى على ظهر الأرض بیتُ مَدَر ولا وَبَر اِلاّ أدخَلَهُ اللهُ کلمة الإسلامِ» (1) .

ونقل شبیه هذا المعنى فی تفسیر «الدرّ المنثور» عن «سعید بن منصور، و« ابن المنذر » و«البیهقی» فی سننه عن «جابر بن عبد الله» أنّه قال فی تفسیر هذه الآیة :

«لا یکون ذلک حتى لا یبقى یهودیٌّ ولا نصرانیٌّ صاحبُ ملة اِلاّ الإسلام»(2) .

أجل سیتحقق هذا الوعد الکبیر فی ذلک الیوم الکبیر .

ونقل هذا المعنى عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی تفسیر الآیة السابقة، إذ قال: «والله ما نزل تأویلها بَعْدُ ولا ینزلُ تأویلها، حتى یخرُجَ القائمُ، فاذا خرجَ القائمُ لم یبق کافرٌ بالله العظیم » (3) .

وهذه الملاحظة على جانب من الأهمیّة إذ إنّ الآیة: (هُوَ الَّذِى اَرسَلَ رسُولَهُ بِالهُدَى وَدِینِ الحَقِّ لِیُظهِرَهُ عَلَى الّدِینِ کُلِّهِ) قد ورد فی ثلاث سور من القرآن : الاُولى فی التوبة الآیة 33 ( کما مرَّ سابقاً )، والثانیة فی سورة الفتح الآیة 28 ، والثالثة فی سورة الصف الآیة9 .

هذا التکرار یبیّن أنّ القرآن المجید قد تابع هذه المسألة بتأکید متزاید .

ونقرأ فی حدیث آخر نُقل فی مصادر السنّة عن أبی هریرة : المقصود من الآیة: (لِیُظهِرَهُ عَلَى الدِّینِ کُلِّهِ)، خروج عیسى بن مریم (علیه السلام) (ونحن نعلم أنّ خروج عیسى ابن مریم (علیه السلام)وطبقاً لما ورد فی الروایات الإسلامیة سیکون أثناء قیام المهدی(علیه السلام))(4) .

ونختم هذا البحث بحدیث منقول عن «قتادة» المفسّر المعروف، إذ یقول فی تفسیر هذه الآیة : «الأدیانُ ستَّةٌ : الَّذین آمنوا، والذین هادو ، والصابئون ، والنصارى ، والمجوس ، والذین اشرکوا، فالأدیان کُلُّها تدخل فی دین الإسلام»(5) .

ومن الواضح أنّ هذا المعنى لم یتحقق بَعْدُ بشکل نهائی، ولن یتحقق إلاّ فی عصر قیام المهدی (علیه السلام) .

وهذه الملاحظة جدیرة بالاهتمام أیضاً، وهی : أنّ المقصود بزوال الدیانة الیهودیة والمسیحیّة لیس بشکل کامل، بل المقصود حاکمیة الإسلام على العالم اجمع ( تأملوا جید ) .


1. تفسیر مجمع البیان ، الآیة التی نحن بصددها.
2. تفسیر در المنثور ، ج 3، ص 231 .
3. تفسیر نور الثقلین ، ج 2، ص 212 .
4. تفسیر در المنثور ، ج 3، ص 231 .
5. تفسیر در المنثور، ج 3، ص 231.
2 ـ آیة سورة النور آثار انتظار المهدی (علیه السلام):
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma