شبهات حول العصمة :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
أجوابة عن عدّة أسئلة:خصائص الأئمّة (علیهم السلام)

تثار عدّة أسئلة فیما یتعلق بعصمة الأنبیاء والأئمّة المعصومین (علیهم السلام) أهمها هو : ألیس العصمة صفة إجباریة ؟ فاذا کانت العصمة موهبة إلهیّة تمنح فقط إلى هؤلاء ، ولیس بمقدور الأنبیاء والأئمّة المعصومین (علیهم السلام) ارتکاب الذنب، أو أنّ الله یحول دون عوامل الذنب بشکل حازم ، فما الفضیلة والفخر فی ذلک ؟

لقد تمّ تقدیم الاجابة عن هذا السؤال بشکل مفصّل فی الجزء السابع من نفحات القرآن فی بحث عصمة الأنبیاء وهو باختصار:

إنّ إثارة هذه الشبهة سببه عدم التمعُّن باُصول عصمة المعصومین (علیهم السلام) ، فهم لم یلتفتوا إلى أنّ هذه «التقوى الراسخة» تنبع من «إیمانهم القوی وعلمهم ومعرفتهم الخارقة» التی یکون جانب منها اکتسابیاً والآخر هبة، فمثلاً : إنّ الإنسان الذی یبلغ درجة عالیة فی الطب ، محال أن یشرب ماءً ملوثاً بالجراثیم، بینما ربّما یفعل الإنسان الاُمی هذا الأمر ، إنّ امتناع الطبیب عن شرب الماء الملوث کان باختیاره، فهو یستطیع شرب ذلک الماء ، إلاّ أنّ إیمانه ومعرفته بعواقب الأمر تحول دون ذلک ، فهو شبیه المعصوم فی حریة إرادته ازاء القیام بهذا العمل(1).

السؤال الآخر هو : إنّ الأئمّة اعترفوا بالخطأ والذنب من خلال کلماتهم ، فکیف یمکن اعتبارهم معصومین ؟ ففی أدعیتهم یسألون الله أن یغفر لهم ذنوبهم ، وهذا بحد ذاته دلیل على عدم عصمتهم .

یقول أمیر المؤمنین الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) فی الخطبة 216 من نهج البلاغة: «إنّی لستُ فی نفسی بفوق أن اخطیء ولا آمن ذلک من فعلی إلاّ أن یکفی الله من نفسی ما هو أملک بی منّی» (2).

ویثار نظیر هذا الاعتراض بشأن الکثیر من الآیات المتعلقة بقصص الأنبیاء فی القرآن الکریم أیض ، حیث ذکرناها جمیعا فی نفس الجزء السابع تحت عنوان «تنزیه الأنبیاء» ، وأعطینا الجواب عنه ، وتعقَّبنا هذه القضایا من خلال الإشارة إلى جزئیات تاریخ الأنبیاء وما یمکن أن یتعرض إلى هذه الشبهات .

ولابدّ من الإشارة إلى بعض النقاط بشکل مختصر :

1 ـ فی الکثیر من الحالات کان الأئمّة (علیهم السلام) یتحدثون لتعلیم الناس باعتبارهم الاُسوة، وأنّ أقوالهم کانت تحمل طابعاً تعلیمی ، واللطیف أنّ تفسیر روح المعانی وبعد إثارة هذا الاعتراض بشأن علی (علیه السلام) یأتی بهذا الجواب ، ثم یقول : وقصد الکلام کما فی بعض الأدعیة النبویة بعید (3) فلماذا لا یکون مستبعداً فی کلام النبی (صلى الله علیه وآله) بینما یستبعد فی کلام علی(علیه السلام) . إنّ هذا لا یدل إلاّ على تعصب هذا المفسر المعروف .

2 ـ کان الغرض فی بعض الحالات هو أنّهم (علیهم السلام) یریدون أن یقولوا : إنّنا لا نملک شیئاً بدون الاعتماد على اللطف الإلهی ، وهذه هی عطایاه ومواهبه وفیوضاته التی تجعلنا معصومین، وبتعبیر آخر : إنّ ما نقل عن علی (علیه السلام) فی العبارة یعاکس ما یقوله المشککون تماماً فهو یدل على عصمته بالاعتماد على الألطاف الإلهیّة ، فالإمام یقول : لست معصوماً عن الخطأ «بدون اللطف الإلهی» ، وهذه الموهبة لیست سوى لطف إلهی ، أو وفقاً للتعبیر الذی ورد فی سورة یوسف لیس إلاّ.

3 ـ فی الکثیر من الاُمور التی وردت فی الآیات أو الأدعیة باعتبارها ذنب ، فهی لیست سوى ترک الأولى ، ومصداق للقول المعروف : «حسنات الأبرار سیئات المقربین» .

وهذه النکتة جدیرة بالذکر أیضاً وهی أنّ المراد من ترک الأولى لیس ترک عمل واجب ، أو ارتکاب محرم أو مکروه ، بل أراد الفعل المباح أو المستحب فی قبال عمل أکثر استحباباً منه ، وواضح أنّ ترک المستحب الأولى والإتیان بمستحب آخر لیس فی فعله خلاف ، إلاّ أنّه ترک للأولى ، لکن لیس هذا الفعل بالنسبة للآخرین لا یعتبر خلافاً فحسب، بل إنّ أداء المستحب بحد ذاته یعدُّ فضیلة ، وربّما یؤدّی إلى اللوم بالنسبة إلى المقربین لدى الله تعالى .

فالصلاة المقبولة من شخص عادی ، تعد ترکاً للأولى بالنسبة للعالم الکبیر ، وصلاة ذلک العالم لا تلیق بالمعصوم ، للمزید من التوضیح راجعوا الجزء السابع من نفحات القرآن.


1. للمزید من الایضاح راجعوا ج 7، ص 155 ـ 160 من هذا التفسیر.
2. یصرُ الآلوسی فی تفسیره ، ذیل آیة التطهیر اصراراً عجیباً فی انکار أنّ مفهوم الآیة یتعلق بعصمة أهل البیت (علیهم السلام) ویثیر هذه الشُبهة (تفسیر روح المعانی ، ج 22، ص 17) .
3. تفسیر روح المعانی ، ج 22، ص 18 .

 

أجوابة عن عدّة أسئلة:خصائص الأئمّة (علیهم السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma