4 ـ إلقاء روح القدس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
3 ـ الاتصال بالملائکة 5 ـ النور الإلهی

المصدر الرابع لعلم الأئمّة هو فیض روح القدس .

وتوضیح ذلک: إنّ الحدیث قد تکرر فی آیات القرآن عن تأیید «روح القدس» فقد ورد ثلاث مرات بشأن المسیح (علیه السلام)، (البقرة / 87 و 253 والمائدة / 110) ومرّة واحدة بشأن النبی (صلى الله علیه وآله) (البقرة / 110).

فمن هو أو ما هو «روح القدس» ؟ ثمّة جدل کثیر بین المفسرین ، فقد فسّره جماعة من المفسرین بـ«جبرائیل» ، وفسّر بالروح المقدسة الطاهرة للمسیح (علیه السلام) ، أو بمعنى الانجیل الذی اُنزل علیه ، وتارة قالوا : إنّ المراد هو اسم الله الأعظم الذی کان المسیح یحیی به الموتى(1).

ولکن یستفاد من تعابیر القرآن الکریم، وکذا مختلف الروایات، أنّ روح القدس له عدّة معان وربّما یحمل معنىً خاصاً فی کل مکان، ففی احدى آیات القرآن الکریم: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِنْ رَبِّکَ بِالحَقِّ). (النحل / 102)

یعنی بحسب الظاهر «جبرئیل» الذی کان ینزل بالقرآن على النبی (صلى الله علیه وآله) من قبل الله تعالى .

لکن یبدو أنّه یحمل مفهوماً آخر فی الموارد الثلاثة الاُخرى والتی جمیعها بحق المسیح(علیه السلام) ، فالتعبیر «إذ أیدتک بروح القدس» ـ أو ـ «وأیدناه بروح القدس» یدل على أنّه إشارة إلى الروح التی کانت ترافق المسیح (علیه السلام) وتؤیده وتسدده .

ویفهم من الروایات التی وردت فی مصادر أهل البیت (علیهم السلام) أنّ روح القدس هی الروح التی کانت مع الرسل والأنبیاء والمعصومین (علیهم السلام) دائم ، وکانت تنقل إلیهم الامدادات الغیبیة فی مختلف الحالات ، بل یستفاد من الروایات العدیدة التی وردت فی مصادر السنّة أیض ، أنّهم کانوا یصفون الکلام أو الشعر ذی المغزى الذی یصدر عن شخص ما: «کان هذا بتأیید من روح القدس» .

ومن هذا الکلام ما نقرأه فی الروایة الواردة فی تفسیر الدر المنثور أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)قال بحق الشاعر الإسلامی المعروف «حسان بن ثابت» : «اللّهم أیّد حساناً بروح القدس کما دافع عن نبیّه»(2).

ونقرأ بشأن شاعر أهل البیت المعروف «الکمیت بن زید الأسدی» أنّ الإمام الباقر(علیه السلام)قال له : کما قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) لحسان بن ثابت ، «لن یزال معک روح القدس ما ذَبَیْتَ عنّا»(3).

وورد فی روایة اُخرى أنّ الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) بکى کثیراً عندما أنشده الشاعر دعبل الخزاعی بعض أبیات قصیدته المعروفة «مدارس آیات» ثم قال له : «نطق روح القدس على لسانک بهذین البیتین» (4).

من هنا یتضح جیدا أنّ «روح القدس» روح معینة تعین الإنسان أثناء ادائه للاعمال المعنویة الإلهیّة ، وبطبیعة الحال فإنّها متفاوتة بتفاوت مراتب الأشخاص ، فهی لدى الأنبیاء والأئمّة المعصومین تکون فعالة وتعمل بشکل استثنائی وأکثر وضوح ، ولدى الآخرین تکون وفقاً لقابلیاتهم وإن کنّا نفتقد العلم بماهیتها وتفاصیله .

وجاء عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی تفسیر (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * اُوْلَئِکَ المُقَرّبونَ ).(الواقعة / 10 ـ 11)

فقال : «فالسابقون هم رسل الله(علیهم السلام)وخاصة الله من خلقه ، جعل فیهم خمسة أرواح ، أیدّهم بروح القدس فبه عرفوا الأشیاء...»(5).

وجاء فی روایة اُخرى عن الإمام الباقر (علیه السلام) بهذا الصدد حیث قال بعد تعداده للأرواح الخمسة الموجودة لدى الأنبیاء والأوصیاء: «فبروح القدس .. عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى»(6) .

وهناک روایات کثیرة اُخرى بهذا المجال فی اُصول الکافی وسائر الکتب ، حیث لا یسع المجال لشرحها هن .

نعم فالإمداد الإلهی عن طریق روح القدس مصدر آخر من مصادر علم المعصومین(علیهم السلام) .


1. جاءت هذه المعانی الأربعة فی تفسیر کنز الدقائق ، ج2، ص 78 ، ولکن فی بعض التفاسیر المعروفة ذکر التفسیر الأول فقط ، واکتفى فی تفسیر الکبیر بذکر ثلاثة معان وهی، جبرئیل، والانجیل، والاسم الأعظم (تفسیر الکبیر، ج3، ص 177) .
2. تفسیر در المنثور ، ج 1 ، ص 87 (ذیل الآیة 87 من سورة البقرة) وجاء فی صحیح مسلم، ج4 ، ص 19 و32 باب فضائل حسان بن ثابت ما یشبه هذا المضمون .
3. سفینة البحار ، ج2، ص 4954 .
4. کشف الغمة ، ج3، ص 118; واعلام الورى ، ص 331 ، وذانک البیتان هم ،
خروج إمام لا محالة خارج *** یقوم على اسم الله والبرکات
یمیز فیّنا کلَّ حق وباطل *** ویجزی على النعماء والنقمات
5. اصول الکافی ، ج1، ص 271 .
6. المصدر السابق، ص 272 .

 

3 ـ الاتصال بالملائکة 5 ـ النور الإلهی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma