5 ـ آیة القربى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
4 ـ آیة الصادقینآیة القربى فی الروایات الإسلامیة :

یخاطب تعالى النبی (صلى الله علیه وآله) قائلاً فی الآیة : ( قُلْ لاَّ أَسأَلُکُم عَلَیهِ اَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِى القُربَى ) . (الشورى / 23)

إنّ المراد من «القربى» فی هذه الآیة ، حسب ما قاله جمیع مفسری الشیعة وطائفة من مفسری السنّة : هم قرابة النبی(صلى الله علیه وآله) .

وفی قبال هذا التفسیر ذکرت احتمالات وتفاسیر اُخرى یبدو أنّ الدافع الحقیقی لها هو التقلیل من أهمیّة الإمامة وخلافة النبی (صلى الله علیه وآله) والاقلال من شأن أهل البیت (علیهم السلام) ، منها التفاسیر الثلاثة الآتیة :

1 ـ المراد من اجر وثواب الرسالة هو حب الاُمور التی تدعوکم إلى القرب من الله، وعلیه فإنّ «القربى» هی الاُمور التی تؤدی إلى القرب من الله تعالى، ومن الواضح أنّ هذا التفسیر لایتلائم وظاهر الآیة على الاطلاق ، لأنّ المهم فیما یتعلق بالصلاة والصوم والجهاد ونحو ذلک من عوامل القرب الإلهی هو العمل بها لا مودتها ومحبته ، فالتعبیر بالمودة لا یتناسب وهذه القضیة بای شکل من الأشکال ، إلاّ أن یکون هنالک شخص بین مخاطبی النبی (صلى الله علیه وآله)لم یحب هذه الاُمور حتى الذین کانوا یقصرون فی عملهم منهم مَنْ کانوا یحبون هذه الاُمور بحکم تعلقهم بالله والقرآن ، وإن لم یکونوا یعملون .

فضلاً عن جمیع ذلک ، فـ«القربى» تعنى : القرب والدنو لا «المقرِّب» ، لذا فإنّها جاءت فی جمیع الحالات التی استخدمت فیها هذه الکلمة فی القرآن الکریم (15 مرة بالاضافة الى هذه الآیة التی هی مورد بحثنا ) بمعنى الأشخاص الذین یتمتعون بالقرابة (وأساساً ذوی القربى النسبیة) .

فلماذا ولأی سبب تفسر آیة البحث خلافاً لجمیع حالات استعمال القرآن والمفهوم اللغوی لهذه الکلمة ؟ هل هنالک دافع غیر ماأشیر إلیه آنف ؟!

الجدیر بالاهتمام أنّ الکثیر من أرباب اللغة قد صرحوا بأنّ القربى ، أو ذی القربى تعنی قرابة النسب ، فیقول صاحب مقاییس اللغة : فلان ذو قربتی ، هو من یقرب منک رحم ، ثم یضیف : «القربى والقرابة» أی أنّ کلاهما بمعنى واحد وجاء فی لسان العرب ، والقرابة والقربى : الدنو فی النسب .

2 ـ وقال البعض الآخر : إنّ المقصود هو ایها المسلمون أحبّوا قرباکم کأجر للرسالة ، والحال أنّ مودّة قرباهم لا علاقة لها بالرسالة .

عجبٌ ، کیف تُتْرک محبّة قربى رسول الله (صلى الله علیه وآله) التی هی انسب معنى هن ، وتطرح مودة قرباهم على أنّها أجر الرسالة ؟!

3 ـ وقال بعض من المفسرین : إنّ المقصود هو احفظوا قرابتی منکم کأجر للرسالة ، وحیث إنّ لی قرابة سببیة أو نسبیة مع الکثیر من قبائلکم فلا تؤذونی .

إنّ هذا التفسیر هو اسوء تفسیر لهذه الآیة ، لأنّ أجر الرسالة مطلوب من الذین تقبلوا رسالته فقط ، ولا یعنی أولئک الذین یؤذون النبی (صلى الله علیه وآله) ، وأمّا إذا کان المراد أعداؤه الذین یؤذونه ، فأولئک لم یتقبلوا رسالته أبد ، ناهیک عن أجرهم واحسانهم! فکیف یمکن أن یقول إنّ أجری أن لا تؤذونی لقرابتی منکم .

النقطة الأساسیة فیما یخص الآیة هی أنّ القرآن الکریم ـ من ناحیة ـ ینقل عن الکثیر من الأنبیاء أنّهم کانوا یقولون بصریح القول ( وَمَا أَسْأَلُکُم عَلَیهِ مِنْ أَجر اِنْ أَجرِىَ إلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِینَ )(1) .

ومن ناحیة اُخرى تقول آیة البحث فیما یتعلق بالنبی (صلى الله علیه وآله) : ( قُلْ لاَ اَسأَلُکُمْ عَلیهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدّةَ فىِ القُربَى ) .

ومن ناحیة ثالثة : نقرأ بشأن النبی (صلى الله علیه وآله) فی الآیة : ( قُلْ مَا أَسأَلُکُمْ عَلَیهِ مِنْ أَجرِ إلاَّ مَنْ شَاءَ اَنْ یَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِیلاً ) . (الفرقان / 57)

ومن ناحیة رابعة جاء بشأن رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی الآیة : ( قُلْ مَا سَأَلْتُکُمْ مِّنْ أَجر فَهُوَ لَکُم إِنْ أَجرِىَ إلاَّ عَلَى اللَّهِ ) . (سبأ / 47)

من خلال جمع هذه الآیات الأربعة مع بعضها یمکن الاستنتاج جیداً أنّ النبی(صلى الله علیه وآله)شأنه شأن بقیة الأنبیاء لم یطلب أجراً لشخصه من الناس ، بل إنّ فی مودة قرباه مرضاة الله ، وهو امر یصب فی صالح هؤلاء تمام ، لأنّ هذه المودة نافذة فی الإمامة وخلافة النبی (صلى الله علیه وآله)واستمرار خط قیادة رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی الأمة ، وهدایة الناس فی ظلها (تأملوا جیداً) .

نعم فحیثما فسرنا هذه الآیات الأربع بهذا الشکل لم تبق فیها نقطة غموض وتعقید واشکال ، وإلاّ فسیشاهد تضاد فیما بینها من ناحیة ، ومن ناحیة اُخرى نضطر إلى تفاسیر طویلة وعریضة لا تتلائم وظاهر الآیات بأی شکل من الأشکال .

ولکن بما أنّ هذا التفسیر لا یروق لبعض من المفسرین ، لأنّه لایتفق مع حکمهم المسبق فقد ترکوه ، فتارة قالو : إنّ طلب الأجر لا یتلائم ومقام النبی (صلى الله علیه وآله) ، وعلى هذا الأساس فآیة (إِلاَّ المَوَدَّةَ فِى القُربَىَ) یجب اعتبارها استثناءً منقطع ، وتارة قالوا : إنّ هذه الآیة لاتتفق بالآیة: ( قُل مَا اَسأَلُکُم عَلَیهِ مِن اَجر وَمَا اَنَا مِنَ المُتَکَلِّفِینَ). (ص / 86)

وتارة یتورطون فی تبریرات معقدة .

إنّ هذه الحقیقة تتضح أکثر فیما لو رجعنا إلى الروایات الواردة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) ، فی شرح وتفسیر هذه الآیة ونضعها إلى جانب هذه الآیات .

من مجموع الروایات الواردة فی تفسیر الآیة نستنتج مایلی :

لا شک أنّ أیّة البحث ناظرة إلى قضیة الإمامة والخلافة حیث یمکن اعتبارها أجراً للرسالة ، الأجر الذی یقرب الناس إلى الله ، وتعود فائدته إلیهم .

وممّا قیل آنفا یتضح الرد على بعض المفسرین الذین طالما یتخذون موقفاً ملؤه العصبیة ازاء الآیات المتعلقة بالإمامة .

یقول «الآلوسی» فی «روح المعانی» فی تفسیر هذه الآیة :

«علی کرم الله وجهه واجب المحبّة وکل واجب المحبّة واجب الطاعة وکل واجب الطاعة صاحب الإمامة وینتج علی رضی الله تعالى عنه صاحب الإمامة وجعلوا الآیة دلیل صغرى»(2) .

ولکن کما فهم من البحوث الآنفة فنحن لا نرید أبداً استغلال هذه الآیة من خلال الصغرى والکبرى الواهیتین ، والأمر المهم فی الآیة شیء آخر وهو أنّ مودة ذوی القربى عدّت أجراً للرسالة ، وفی الآیات الأخرى ذکر الاجر المذکور على أنّه وسیلة للتقرب من الله وفی صالح الناس ، ومن مجموع ذلک تتضح مسألة الإمامة والخلافة بالتفصیل الذی ورد أعلاه ، وأحادیث النبی (صلى الله علیه وآله) التی یشار إلیها سند لهذا الاستدلال .


1. بالتسلسل ، الآیة 109 و127 و145 و164 و180 من سورة الشعراء .
2. تفسیر روح المعانی ، ج 25، ص 30 .
4 ـ آیة الصادقینآیة القربى فی الروایات الإسلامیة :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma