3 ـ متى بدأ البحث فی الإمامة ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
2 ـ هل الإمامة من الاُصول أم من الفروع؟اصطلاح «الإمام» فی اللغة والقرآن:

بعد رحیل النبی (صلى الله علیه وآله) جرى جدلٌ حول من یخلف النبی ، فطائفة کانوا یعتقدون بأنّ النبی (صلى الله علیه وآله) لم ینصب احداً لخلافته ، واوکل هذا الأمر إلى الأمة ، بأنْ یجلسوا ویختاروا قائداً من بینهم ، القائد الذی یمسک بزمام الحکم ، ویحکم الناس باعتباره موکلاً من قبلهم ، وإن لم یجر هذا الاختیار أبداً، بل إنّ مجموعة صغیرة من الصحابة قامت باختیار الخلیفة فی مرحلة ، وفی المرحلة الاُخرى اتخذ انتخاب الخلیفة طابعاً تعینی ، وفی المرحلة الثالثة أُوکِلَ هذا الاختیار إلى مجلس من ستة أشخاص کلهم معینون .

ویطلق على اتباع هذا المنحى «أهل السّنة» .

وفریق آخر کانوا یعتقدون بوجوب تعیین الإمام وخلیفة النبی (صلى الله علیه وآله) من قبل الله تعالى ، لأنّه یجب أن یکون مثل النبی (صلى الله علیه وآله) معصوماً من الزلل والخط ، وذا علم خارق للعادة لکی یتحمل قیادة الأمة معنویاً ومادی ، ویحفظ أساس الإسلام ، ویبیّن مشاکل الأحکام، ویشرح دقائق القرآن، ویعمل على استمرار الإسلام .

ویطلق على هذه الطائفة «الإمامیة» أو «الشیعة»، وقد أخذت هذه الکلمة من الأحادیث المعروفة والصادرة عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) .

فقد روی فی تفسیر الدر المنثور وهو من المصادر المعروفة لدى أهل السنّة عن جابر بن عبد الله الأنصاری تعقیباً على الآیة الکریمة : (اُولئکَ هُم خَیرُ البَرِیّةِ) ، أنّه قال : کنّا عند النبی فأقبل علی (علیه السلام) فقال النبی (صلى الله علیه وآله) : «والذی نفسی بیده أنّ هذا وشیعته لهم الفائزون یوم القیامة» ، ونزلت: (اِنَّ الَّذینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اُولئکَ هُمْ خَیْرُ البَریَّةِ ) . (البینة / 7)

فکان أصحاب النبی (صلى الله علیه وآله) إذا أقبل علی، قالوا جاء خیر البریة (1).

ویروی الحاکم النیسابوری وهو من علماء أهل السنة المعروفین فی القرن الخامس الهجری هذا المعنى فی کتابه المعروف شواهد التنزیل بطرق مختلفة عن النبی (صلى الله علیه وآله) ، وقد تجاوز عدد روایاته العشرین .

منها مانقله عن ابن عباس ، لما نزلت آیة: (اِنَّ الَّذینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اُولئکَ هُمْ خَیْرُ البَریَّةِ ) ، قال النبی (صلى الله علیه وآله)لعلی (علیه السلام) : «هم أنت وشیعتک» (2).

وجاء فی روایة اُخرى عن أبی بریدة: لما تلا النبی (صلى الله علیه وآله) هذه الآیة، قال لعلی (علیه السلام) : «هم أنت وشیعتک یاعلی» (3).

کما ذکر هذا الحدیث الکثیر من علماء الإسلام لاسیما من أهل السنّة مثل ابن حجر فی صواعقه ومحمد الشبلنجی فی نور الأبصار (4).

بناءً على شهادة هذه الروایات ، فإنّ النبی (صلى الله علیه وآله) هو الذی إختار لأتباع علی (علیه السلام)ومحبیه هذه التسمیة «الشیعة» ، فهل یبقى مجال للعجب فی انزعاج البعض من هذا الاسم ویعتبرونه شؤماً ونحس ، ویعدون حرف (الشین) الذی فی مطلعه سبباً «للشر» و«الشؤم» وسائر الألفاظ التی تبتدئ بحرف الشین ؟ ! على الرغم من أنّ حرف (السین) فی مطلع اسم المذهب الآخر، تبترئ به کلمات من قبیل (السُمّ) و(السَرطان) و(السِلّ) و(السَفاحة) وغیر ذلک.

إنّ هذه التعابیر تعتبر بحق مثیرة للدهشة بالنسبة للباحث الذی یرغب فی أن یسیر فی ظل البراهین المنطقیة دائم . والحال یمکن اختیار کلمات حسنة أو سیئة لکل حروف الهجاء بدون استثناء .

على أیّة حال فتاریخ ظهور الشیعة لیس بعد ارتحال النبی (صلى الله علیه وآله) بل فی حیاته (صلى الله علیه وآله) ، حین اطلق هذه الکلمة على محبی واتباع علی (علیه السلام) ، وکلُّ الذین یعتقدون بالنبی (صلى الله علیه وآله) أنّه رسول الله ، یعرفون أنّه لا یتکلم عن الهوى ،(وَمـَا یَنطِقُ عَنِ الهَوى * إنْ هُوَ إِلاَّ وَحیٌ یُوحى).(النجم / 3 ـ 4)

وإذا ما قال لعلی (علیه السلام): أنت وشیعتک المفلحون یوم القیامة فهذه حقیقة .


1. تفسیر در المنثور ، ج6 ، ص379، ذیل الآیة 7، من سورة البینة.
2. شواهد التنزیل ، ج2 ، ص357 .
3. المصدر السابق، ص359 .
4. الصواعق ، ص96; ونور الابصار ص 70 و 101 ، ومن أجل المزید من الاطلاع على رواة هذا الخبر والکتب التی ذُکر فیها راجعوا من احقاق الحق ، ج 3، ص 287 وما بعدها والجزء 14 ، ص258 .
2 ـ هل الإمامة من الاُصول أم من الفروع؟اصطلاح «الإمام» فی اللغة والقرآن:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma