5 ـ أفضل الحسنات

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
4 ـ وسیلة قبول توبة آدم (علیه السلام)التصریح باسماء أئمّة أهل البیت(علیهم السلام):

( مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَع یَوْمَئذ آمِنُونَ ). (النمل / 89)

للحسنة هنا، مفهوم واسع بأنّها تشمل جمیع الحسنات، وتبشّر مَن یأتی بحسنة ، فله خیرٌ منها، وأحد آثارها المهمّة الأمان من خوفِ وفزعِ یوم المحشر وهو أعظم الفزع .

ولکن ورد فی بعض الروایات «إنّ محبّة أهل بیت النبی(صلى الله علیه وآله) تعتبر واحدة من أهم وأبرز مصادیق الحسنة فی هذه الآیة، وتبیّن أنّ هذه المحبّة تعد من أفضل وسائل الأمان فی یوم المعاد ».

ونقلت عدّة روایات فی «شواهد التنزیل» فی نهایة هذه الآیة بهذا المعنى، أنّ المراد من «الحسنة» فی الآیة أعلاه محبّة أهل البیت(علیهم السلام).

ومنها أنّه یُنقل عن «أبی عبد الله الجدلی» عن علیٍّ (علیه السلام) أنّه قال له : «ألا أُخبرک بقول الله تعالى : ( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِّنْهَا ـ إلى قوله ـ تعملون ) ؟ قال : بلى جُعلت فداک . قال : «الحسنة حبّنا أهل البیت والسیئة بغضنا»، ثم قرأ الآیة»(1) .

ونقل نفس هذا المعنى فی الحدیثین 582، و587 مع هذا الفارق أنّه جاء فی نهایة الحدیث الثالث : «ألا اُخبرکَ بالسیئةِ التی مَن جاء بها أَکبَّهُ اللهُ على وجهِهِ فی نارِ جهنَّمَ ، بُغْضَنا أهلَ البیتِ »! ثم تلا أمیر المؤمنین (علیه السلام) الآیة الثانیة وقال : (وَمَنْ جَاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَکُبَّتْ وَجُوهُهُمْ فِى النَّارِ )(2) . (النمل / 90)

ویُنقل فی حدیث آخر عن «أبو امامة الباهلی»(3) أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) قال : «إِنَ الله خلق الأنبیاء من شجر شتّى وخلقنی وعلیاً من شجرة واحدة فانا أصلها وعلیٌّ فرعها، والحسنُ والحسینُ ثماره ، واشیاعنا اوراقُها، فمَن تعلقَ بغُصْن من أغصانها نجا، ومَنْ زاغَ هوى، وَلَوا أنّ عابداً عَبَد اللهَ الفَ عام، ثم الف عام ، ثم ألف عام ثم لم یدرک محبَّتَنااَکَبَّهُ اللهُ على مِنْخرَیْهِ فی النار!»(4) .

وینقل العلاّمة القندوزی أیضاً مضمون الحدیث الأول عن علیٍّ (علیه السلام) ویختم الحدیث، أنّه قال : «الحسنَةُ حبّنا والسَّیئَةُ بغضنا»(5) .

وینقل عن «ابن کثیر» عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی ذلک الکتاب نفسه أنّه قال (آیة) : ( مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ اَمثَالَهَا )، قال : هی للمسلمین عامة واما الحسنة التی من جاء بها فله خیر منها وهم من فزع یومئذ آمنون فهی ولایتنا وحبن ».

وبالرغم من أنّ طائفة من المفسرین وأرباب الحدیث لم یوردوا مودة أهل البیت (علیهم السلام)على أنّها حسنة کبیرة فی نهایة الآیة التی نحن بصددها، إلاّ أنّهم نقلوا هذا المضمون لهذه الاحادیث فی نهایة الآیة : (وَمَنْ یَقتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِیهَا حُسناً) . (الشورى / 23)

ومن جملة هؤلاء«السیوطی» إذ نقل فی «الدر المنثور» عن «ابن أبی حاتم» عن « ابن عباس» أنّه قال فی تفسیر هذه الآیة : «المودَّةُ لآلِ محمَّد (صلى الله علیه وآله)» (6) .

ویقول «الآلوسی» فی «روح المعانی» فی نهایة هذه الآیة 23 من سورة الشورى، بعد أن یقول : إنّ بعض المفسرین قالوا : المراد من «الحسنة» المودّة لذوی قربى رسول الله(صلى الله علیه وآله)یقول : هذا المعنى نُقل عن «ابن عباس» و«السدّی»، ثم یضیف قائل : محبّة آل الرسول من أعظم الحسنات، وجاء عنوان «الحسنة» فی صدر هذه الآیة(7) .

وهناک أحادیث اُخرى شبیهة بالأحادیث السابقة وردت فی کتب اُخرى، لو أردنا ذکرها لطال بنا المقام .

ونختم هذا البحث بحدیث ورد بشأن محبّة أهل البیت (علیهم السلام) ( وإن لم یرد فی نهایة الآیة ) :

نقل «الشبلنجی» حدیثاً عن الرسول (صلى الله علیه وآله)، فی کتاب «نور الأبصار» وصرّح بأنّه حدیث صحیح ، وقد ورد ضمن الحدیث أنّ الرسول (صلى الله علیه وآله) قال : «واللهِ لا یدخُلُ قَلب رجل ، الإیمان حتى یحبَّهُم ( اهلَ بَیتی ) لِقرابتهِم مِنّی» (8).

وهذه الملاحظة أیضاً لها أهمیتها، إذ إنّ المحبّة العادیة والمألوفة لا یسعها اِطلاقاً أنّ تصبح وسیلةً للنجاة من فزع یوم القیامة ، أو أن تکون شرطاً من شروط الإیمان ، إنّ هذه التعابیر توضح بشکل جلیّ أنّ محبّة أهل البیت إنّما هی إشارة لمسألة الولایة والإمامة الهامة لبناء الدین ، إذ تعد سبب بقاء الدین واستمراریة خط النبوّة وحفظ الإیمان .

ومن مجموع ما ورد بنحو الإشارة فی الآیات السابقة، وما ورد بشکل صریح فی الروایات الواردة فی تفسیر تلک الآیات، تتّضح لنا هذه المسألة ، وهی : إنّ آل محمد (صلى الله علیه وآله)وأهل بیت الرسول (صلى الله علیه وآله) خاصةً علی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) یحظون بمقام رفیع جداً وذلک لأنّهم:

أولئک الذین تعد محبتهم اَجراً على الرسالة .

من لم یصلّ ویسلّم علیهم لا صلاة له .

تعد منزلتهم بمثابة الصراط المستقیم .

إنّ آدم(علیه السلام) ومن أجل الفکاک من غضب الله تعالى علیه بسبب «ترکه الأولى» أقسم بأسمائهم على الله تعالى وتاب لکی تقبل توبته !

وأخیراً فإنّ مودتهم حسنة تنقذ کل مؤمن من خوف وفزع یوم القیامة .

نعم، إنَّ الذین یتصفون بهذه الصفات الحمیدة، ویحظون بهذا المقام الشامخ کما ورد فی
الروایات المعروفة للسنّة والمصادر المشهورة لأهل البیت، لا یمکن أن یجاریهم الآخرون اطلاقاً، وبالنتیجة لا یمکن الذهاب لغیرهم مع وجودهم، ویقیناً فإنّ هذه المحبّة والمودةَ تعد مقدمةً لمسألة الولایة والقیادة والتی بدورها تعد استمراراً لخط قیادة الرسول (صلى الله علیه وآله) .

وکذلک الذین ذکروا فی الروایات المتواترة لحدیث الثقلین وأصبحوا إلى جوار القرآن الکریم یمثلون أحد الثقلین ، واصبح الاثنان یمثلان وسیلتی النجاة من الضلال ، تلک الوسیلتان اللتان ستبقیان قائمتین فی الاُمّة الإسلامیة حتى قیام الساعة ، ولابدّ للمسلمین أن یلجأوا إلیهما.

والذین عُرفوا بأنّهم سفینة النجاة، ونجوم الهدایة الساطعة هم خیر البریّة وأفضل الناس ، هذه الأوصاف التی وردت فی أغلب المصادر المعروفة والمشهورة لکلا الفریقین .

نعم، إنّنا نعتقد بأنّ الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) وتأکیداً على الإشارات الواردة فی آیات القرآن الکریم بهذا الشأن أتمّ الحجة بحدیثه على جمیع المسلمین ، وبقی على المسلمین أن یختاروا سبیل نجاتهم بعیداً عن مشاعر التعصب والأحکام المسبقة، أی أن یلجأوا إلى آل محمد (صلى الله علیه وآله) لیصلوا من خلال هدایتهم وقیادتهم إلى السعادة وبر الأمان ، والذین لا یعتنون بکل هذه الإشارات والتصریحات المستندة إلى هذا الکم من الوثائق المعتبرة أو یبررون ویؤوّلون ویفسّرون بالرأی، علیهم أن یجیبوا عن أعمالهم هذه .


1. شواهد التنزیل ، ج 1، ص 548، ح 581 .
2. المصدر السابق ، ص 552، ح 587 .
3. أبو امامة الباهلی کان من أصحاب الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله)، وذکروا أنّ وفاته کانت سنة 81، وهو آخر مَن توفی فی الشام ( اسد الغابة، فی مادة صَدَیَهْ )، ولکن فی کتاب الکنى والالقاب ذکروا أنّ وفاته کانت سنة 86 واسمه صُدَی على وزن رُجَیل، وکان من جملة الذین جعل علیهم معاویة العیون لئلا یذهب إلى علیٍّ (علیه السلام) .
4. شواهد التنزیل ، ج 1 ص 553، ح 588 .
5. ینابیع المودّة ، ص 98 .
6. تفسیر در المنثور ، ج 6، ص 7 .
7. تفسیر روح المعانی ، ج 25، ص 31 .
8. نور الأبصار ، ص 126 .
4 ـ وسیلة قبول توبة آدم (علیه السلام)التصریح باسماء أئمّة أهل البیت(علیهم السلام):
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma