لو کنت ظالماً ومضطهداً کیف یمکن أن أنتظر فرداً تکون دماء الظلمة طعمة لسیفه ؟
لو کنت ملوثاً نجساً کیف بوسعی أن أکون فی انتظار ثورة ستأتی شرارتها على حضائر النجسین والملوثین ؟
فالجیش الذی ینتظر أن یخوض حرباً شعواء یجب أن یعمل على رفع الاستعداد القتالی لأفراده، ویؤجج فیهم روح الثورة ، ویعمل على إصلاح أی نقطة ضعف فیه .
لأنّ کیفیة «الانتظار» تتناسب دائماً مع الهدف الذی نحن بانتظاره .
انتظار مسافر عائد من سفره .
انتظار عودة أحد الأحبّة الأعزاء .
انتظار حلول موسم جنی الثمار من الأشجار وحصاد المحصول .
وکل نوع من حالات الانتظار هذه ممزوج بنوع من الاستعداد، ففی احداها لابدّ من اعداد البیت وتوفیر وسائل الاستقبال، وفی الاُخرى تهیئة الأدوات اللازمة، کالمنجل .
من هنا لکم أن تنظروا إلى أنّ الذین ینتظرون قیام مصلح عالمی کبیر فإنّهم ینتظرون فی الواقع ثورةً وانقلاباً وتحولاً یعدُ من أوسع واشمل الثورات الإنسانیة على مرّ تاریخ البشریة .
إنّهم ینتظرون انقلاباً مغایراً للثورات السابقة التی کانت تفتقر إلى الصیغة المنطقیة فی محتواه ، بل ثورة عامة شاملة لجمیع الشؤون والجوانب الحیاتیة للبشریة، ثورة سیاسیة وثقافیة واقتصادیة وأخلاقیة .