الفلسفة الاولى: بناء الذات فردیاً

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
الانتظار یعنی الاستعداد التام:الفلسفة الثانیة: أعمال الرعایة الاجتماعیة

إنَّ مثل هذا التحول یحتاج قبل کل شیء إلى العناصر الإنسانیة المستعدة والأمینة لکی یکون بوسع القائمین به تحمّل أعباء تلک الإصلاحات الواسعة فی العالم، ویحتاج ذلک بالدرجة الاُولى إلى رفع مستوى التفکیر والوعی والاستعداد الروحی والفکری للمساهمة فی تطبیق ذلک البرنامج العظیم، إنّ النظرات الضیقة والمحدودة ، والأفکار المنحرفة، والحسد، والنزاعات الصبیانیة وغیر العقلائیة، وبشکل عام کل نوع من النفاق والتشتت لا ینسجم مع مکانة «المنتظرین الواقعیین».

والملاحظة المهمّة هی أنّ المنتظر الحقیقی لیس بوسعه أن یتخذ دور المتفرّج أمام هذا

البرنامج المهم اطلاقاً، ولابدّ أن ینخرط من الآن فی صفوف الثوریین .

إنّ الإیمان بنتائج وعاقبة هذا التحول لا یسمحان له بأنّ یکون فی خندق المعارضین اطلاقاً، کما أنّ الانضمام لخندق المؤیدین أیضاً لا یحتاج فقط إلى امتلاک «اعمال نظیفة»، وروح أنظف، والتحلّی «بالشهامة» و«الوعی»، إذ إنّ ذلک وحده لا یکفی .

فلو کنت شخصاً فاسداً وغیر مستقیم کیف بوسعی أن أعدّ الأیّام فی انتظار نظام لیس فیه للفاسدین وغیر الصالحین أی دور أو أثر، بل سیکونون مطرودین وغیر مرغوب فیهم .

ألا یکفی هذا الانتظار لتصفیة الروح والفکر، وغسل الجسم والروح من الدرن والنجاسات ؟

إنّ الجیش الذی یعیش الانتظار لخوض جهاد التحریر لابدّ وأن یکون فی حالة الانذار القصوى، والاستعداد الکامل، ویعمل جاهداً للحصول على السلاح اللائق بساحة القتال هذه، ویبنی المواضع اللازمة، ویرفع المستوى القتالی لمنتسبیه،

ویقوی معنویة أفراده، ویعمل على ابقاء شعلة الحب والشوق لمثل هذه المنازلة حیّة فی قلوب جنوده، والجیش الذی لا یتحلى بمثل هذا الاستعداد لا یمکن أن یعیش حالة الانتظار مطلقاً، وإن ادّعى ذلک فإنّما یکذب.

إنّ انتظار مصلح عالمی بمعنى الاستعداد الفکری والأخلاقی، المادی والمعنوی الکامل ، إنّما هو من أجل إصلاح العالم اجمع، تأملوا کم أنّ هذا التهیؤ والاستعداد یُعدّ بنّاءً .

إنّ إصلاح جمیع أرجاء الأرض وإنهاء کل أنواع المظالم والاضطرابات لیس مزاحاً، ولا یمکن أن یکون عملاً بسیطاً، فالاستعداد والتهیؤ لمثل هذا الهدف العظیم یجب أن یکون متناسباً مع حجمه، أی : یجب أن یکون بسعته وعمقه !

ومن أجل تحقیق هذه الثورة، لابدّ من رجال عظماء جداً یمتازون بالتصمیم العالی والاقتدار الرفیع ولا یقبلون الهزیمة، طاهرین وبعیدی النظر وبشکل استثنائی ، وعلى استعداد کامل، ویمتلکون نظرة ثاقبة للاُمور.

ویستلزم البناء الذاتی لمثل هذا الهدف استخدام اعمق البرامج الأخلاقیة والفکریة

والاجتماعیة، هذا هو معنى الانتظار الواقعی، فهل یتسنى لاحد الادّعاء بأنّ مثل هذا الانتظار لیس بنّاءً ؟

 

الانتظار یعنی الاستعداد التام:الفلسفة الثانیة: أعمال الرعایة الاجتماعیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma