کما أسلفنا سابقاً، أننا فی هذه البحوث لانتقصى الآیات القرآنیة التی تحدثت، مباشرة عن قضیة الخلافة والولایة، بل نبحث فی الآیات التی ورد فیها ذکر لفضائل على بن أبی طالب(علیه السلام) والتی بمجموعها توضح زوایا هذه القضیة لمن فاتهم الاطلاع علیها، وجمیع هذه الآیات تشیر إلى أن أمر الإمام على(علیه السلام) مستثنىً عن الآخرین، ومع وجود علی بن أبی طالب فی هذه الأمة فإنّ الإمامة والخلافة لاتناط أمورها بغیره.

بعبارة اُخرى : إنَّ من خلال حوار بین الإنسان وعقله یمکن استنتاج مسألة الإمامة والخلافة منها، وهی : إنّ الله الحکیم لا یجعل «المفضول» حاکماً وقائداً على الأفضل، بل وحتى عقلاء الدنیا فإنّهم یوجهون اللوم والتأنیب لمن یقوم بعمل کهذ ، ویعتبرون فعله هذا دلیلاً على ضعف إدارته وعدم تدبیره لأنّه جعل الأفضل تابعاً لمن هو أدنى منه .

إنّ هذه الآیات من الکثرة بحیث إنّ بعض العلماء ألّفوا کتباً مستقلة بهذه المسألة ، إلاّ أننا اخترنا من بینها آیة تضم مفاهیم واضحة ، کما أنّها تنسجم واختصار الکتاب .

وهنا نتجه نحو المصادر المعروفة لدى أهل السنة ونختزل الکلام عما ورد فی مصادر أتباع مذهب أهل البیت (علیهم السلام) لئلا یتصور أحد أنّ أتباع هذا المذهب قد نطقوا بشیء بدافع التعصب .

وعلى أیّة حال فإنّ هذه الآیات کثیرة، وقد اخترنا منها 24 آیة .