إنّ هذا الحدیث الشریف یرسم خطوطاً مهمّة أمام المسلمین، وسنشیر إلى جانب منها بشکل مختصر :
1 ـ إنّ القرآن وأهل البیت (علیهم السلام) متلازمان دائماً ولا یمکن فصلهم ، والذین یبحثون عن حقائق القرآن یتحتم علیهم التمسک بأهل البیت (علیهم السلام) .
2 ـ کما أنّ اتّباع القرآن واجبٌ على المسلمین بلا قید أو شرط فإنّ اتّباع أهل البیت (علیهم السلام)واجبٌ أیضاً بلا قید أوشرط .
3 ـ إنّ أهل البیت معصومون(علیهم السلام) ، فعدم افتراقهم عن القرآن من ناحیة ، ووجوب اتباعهم بلا قید أو شرط من ناحیة اُخرى ، دلیل واضحٌ على عصمتهم من الزلل والخطأ والذنب ، فلو کانوا یذنبون أو یخطئون لانفصلوا عن القرآن ، وأنّ اتباعهم لم یؤمِّن المسلمین من الضلالة والانحراف ، وأنّ قوله (صلى الله علیه وآله) : «ما إن تمسکتهم بهما لن تضلوا» ، دلیل جلیٌّ على عصمتهم .
4 ـ والأهم من کل ذلک أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) قد رسم هذا الخط للمسلمین على مر الزمان إلى یوم القیامة ، فیقول : «إنهما لن یفترقا حتى یردا علیَّ الحوض» فهذا یوضح بجلاء أنّ هناک
شخصاً من أهل البیت (علیهم السلام) بعنوان أمام معصوم على مرّ التاریخ ، وکما أنّ القرآن نبراس هدایة فإنّهم کذلک ، إذن لابدّ أن نسعى ونبحث عنهم فی کلِّ عصر وزمان .
5 ـ یستفاد من هذا الحدیث الشریف أنّ الانفصال عن أهل البیت (علیهم السلام) أو التقدم علیهم یمثل أساس الضلال ، ولا ینبغی تقدم شیء على ما یختارونه .
6 ـ إنّهم أفضل وأعلم من الناس کافّة.
نعم ، فلا غموض فی استجلاء هذه الاُمور من الحدیث المذکور أبد .
واللطیف أنّ «السمهودی» والشافعی (1) وهما من علماء القرن التاسع والعاشر الهجری المعروفین، وصاحب کتاب «وفاء الوفاء» یقول فی احدى مؤلفاته باسم «جواهر العقدین» الذی کتبه حول حدیث الثقلین : إنّ ذلک یفهم وجود مَنْ یکون أهلاً للتمسک به من أهل البیت والعترة الطاهرة فی کلّ زمان وُجدوا فیه إلى قیام الساعة ، حتى یتوجه الحثُ المذکور إلى التمسک به کما أنّ الکتاب العزیز کذلک (2).