20 ـ آیة المحبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
النتیجة :21ـ آیة المنافقین

(اِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الَّرحمَنُ وُدّاً). (مریم / 96)

لهذه الآیة دلالة واضحة على أنّ الإیمان والعمل الصالح هما مصدر المحبة بین فئات المجتمع .

أجل، للإیمان والعمل الصالح جاذبیة عجیبة، ذلک أنّها تجذب القلوب نحو بعضها کما یجذب المغناطیس الحدید نحوه، وحتى الأفراد الملوثون والنجسون یستأنسون بالطاهرین والصالحین من الأفراد.

ونقلت روایات کثیرة فی تفسیر هذه الآیة الشریفة فی المصادر المعروفة لأهل السنّة بواسطة عدّة رواة عن شخص الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) تنص على أنّ هذه الآیة نزلت فی علی بن أبی طالب (علیه السلام) وقد قلنا مراراً بأنّ نزول الآیة فی أحد الأفراد ، یراد منه بأنّ ذلک الشخص هو المصداق الأتم لتلک الآیة، ولا یتنافى مع شمولیة معنى الآیة.

ونتوجه هنا نحو المنابع الإسلامیة متناولین جوانب من هذه الروایات بالبحث والدراسة:

فی «شواهد التنزیل» ینقل روایات متعددة عن «البراء بن عازب»، و«أبو رافع »، و«جابر بن عبد الله الأنصاری»، و«ابن عباس»، و«أبو سعید الخدری»، و«محمد بن الحنفیة»، وبطرق متعددة على أنّ هذه الآیة نزلت فی علی بن أبی طالب(علیه السلام)بأنّ جعل الله محبته فی قلب کل مؤمن .

وجاء فی حدیث عن أبی سعید الخدری أنّ الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) قال لعلی (علیه السلام): «یا أبا الحسن ! قل اللّهم اجعل لی عندک عهداً واجعل لی فی صدور المؤمنین مودةً »(1) .

فنزلت الآیة الکریمة : (اِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیجَعَلُ لَهُمُ الرَّحمَنُ وُدّاً)، ثم أردف قائلاً : «لا تلقى مؤمناً إلاّ فی قلبه حبُّ لعلی بن أبی طالب»(2) .

ویلاحظ هذا المعنى فی حدیث آخر عن «جابر بن عبد الله الأنصاری» باختلاف قلیل جدّاً(3).

ونقل هذا المضمون أیضاً عن «البراء بن عازب» عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) (4) .

وکذلک نقل هذا المعنى عن «محمدبن الحنفیة» (بعدة طرق) مع هذا الفارق أنّه فی هذه الروایات وردت محبّة ذریة وأهل بیت علی (علیه السلام) إلى جانب محبّته(5) .

وقد وردت فی هذا الکتاب عشرون روایة تقریباً وکلها تتناول هذا المعنى بطرق متعددة.

ونقل «السیوطی» هذا الحدیث أیضاً فی «الدر المنثور» بطرقه المختلفة عن «البراء بن عازب»، وعن «ابن عباس»(6) .

ونقل «الزمخشری» فی تفسیر «الکشاف» هذه الروایة فی نهایة الآیة الشریفة أنّ الرسول (صلى الله علیه وآله) قال لعلی (علیه السلام) :

«یا علی قل اللهم اجعل لی عندک عهداً واجعل لی فی صدور المؤمنین مودة فأنزل الله هذه الآیة»(7) .

وأورد المفسر المعروف «القرطبی» عین هذا المضمون فی تفسیره، ولم یشکل علیه أیضاً مثل الکشاف(8).

ومن الشخصیات المعروفة التی نقلت هذا الحدیث فی نهایة الآیة «سبط ابن الجوزی» فی «التذکرة» (9)، و«محب الدین الطبری» (10)، و«ابن الصباغ المالکی» فی «الفصول المهمّة»،(11)و «الهیثمی» فی «الصواعق» (12)، و«ابن صبان» فی «اسعاف الراغبین» (13)، وقد وردت اسماؤهم فی الکتب المبسوطة حول الإمامة والولایة .

والمفسر الوحید الذی اتخذ موقفاً سلبیاً ازاء هذا الحدیث بین المفسرین المعروفین «هو الالوسی» فی «روح المعانی»، حیث إنّه ینقل الحدیث طبقاً لما هو معمول به ثم یسعى إلى التقلیل من شأنه أو اهماله بالکامل .

إنّه وبعد أن ینقل الحدیث عن «البراء بن عازب» ویؤیده مع حدیث «محمد بن الحنفیة» یقول : «المعیار فی تفسیر الآیة عموم اللفظ دون خصوص سبب النزول » (14) .

قلنا مراراً ونعود فنقول مرة اُخرى : لا یدعی أحد أنّ سبب النزول یحدد المفهوم الشامل للایات، بل إنّ سبب النزول هو الاتم والاکمل للایة .

وبتعیبر آخر : إنّ ما جاء فی هذه الروایات بشأن علی (علیه السلام) على أنّ الله تعالى جعل محبته فی قلوب المؤمنین جمیعاً، لم یأت بشأن أی فرد آخر من امة محمد (صلى الله علیه وآله)، وهذه فضیلة کبرى لأمیر المؤمنین علی (علیه السلام) حیث لا یجاریه احد فی هذه الفضیلة .

یا ترى ألیس من جعل الله تعالى قلوب المؤمنین جمیعاً تطفح بمودته ومحبته، أجدر من الجمیع لمنصب الإمامة الإلهی ، وخلافة الرسول (صلى الله علیه وآله) ؟


1. هذا التعبیر إشارة للآیة 87 من هذه السورة التی تقول حول مسألة الشفاعة أنّهم لایملکون الشفاعة إلاّ من اتخذ عند الرحمن عهداً.
2. شواهد التنزیل ، ج 1 ص 365، ح 504 .
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق، ص 359، ح 489 و 490 .
5. شواهد التنزیل ، ج 1، ص 366 و 367 الأحادیث 505 و 506 و507 و 508 و 509 .
6. تفسیر در المنثور ، ج 4، ص 287 .
7. تفسیر الکشاف ، ج 3، ص 47 .
8. تفسیر القرطبی ، ج 6 ص 420 ( ذیل آیة مورد البحث ) .
9. التذکرة ، ص 20 .
10. ذخائر العقبى ، ص 89 .
11. الفصول المهمة ، ص 106 .
12. الصواعق المحرقة ، ص 170 .
13. اسعاف الراغبین المدون فی حاشیة نور الابصار، ص 118 .
14. تفسیر روح المعانی ، ج 16، ص 130 .
النتیجة :21ـ آیة المنافقین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma