تمهید :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
5 ـ النور الإلهی مَنْ هم أهل البیت ؟

التوقی من الخطأ والسهو والمعصیة شرطٌ آخر من الشروط العامة للأئمّة المعصومین، وفی الحقیقة أنّ القرائن کافّة التی تدل على عصمة الأنبیاء(علیهم السلام) تدل على عصمة الأئمّة(علیهم السلام)أیض ، لأنّ مسؤولیتهم تتشابه إلى حد کبیر.

صحیح أنّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) الواضع لاُسس الشریعة ویتصل بعالم الوحی ، أمّا الأئمّة فهم بمثابة الامتداد لوجود النبی (صلى الله علیه وآله) وهم حماة حراس الشریعة بالرغم من عدم نزول الوحی علیهم ، لأنّهم یتبعون أثر النبی (صلى الله علیه وآله) فی هدایة الناس ، والدفاع عن الأحکام والحدود الإلهیّة وجمیع ما یتعلق بالشریعة، من هنا فهم یشترکون فی الکثیر من الصفات ویتشابهون فیما بینهم .

بناءً على ذلک فإنّ جمیع الأدلة الرئیسة التی ذکرناها فی بحث عصمة الأنبیاء(1) تصدق فیما یتعلق بالائمّة أیض .

بعد هذه اللمحة المختصرة نرجع إلى بعض آیات القرآن الواردة بهذا الصدد ونبدأ بالکلام من القرآن :

1 ـ (اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجسَ اَهْلَ البَیْتِ وَیُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً). (الأحزاب / 33)

فی البحوث السابقة وأثناء تفسیر الآیة 124 من سورة البقرة ، قرأنا ما یتعلق بعظمة مقام الإمامة والولایة فی قصة إبراهیم (علیه السلام) حیث أنّ الله تبارک وتعالى قد أخضع هذا النبی العظیم إلى العدید من الاختبارات المهمّة ، ولما خرج منها ظافراً قال له: (اِنِّى جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ اِمَاماً)(فالإمامة تعنی الهیمنة على الجسم والروح، وتربیة النفوس والمجتمعات البشریة ) .

وعندما سأل إبراهیم (علیه السلام) هذا المقام لبعض ذریته وأبنائه، جوبه بالرد الإلهی المشروط ، فقال تعالى: (لاَ یَنَالُ عَهدِىِ الظَّالِمیِنَ) ، أی (أنّ الرهط الطاهر والمعصوم من أبنائک یستحقون هذا المقام فقط ) .

وقد تبیّن فی تلک البحوث کیف أنّ هذا المقطع من الآیة دلیل على عصمة الأئمّة ، وأنّ الذین أمضوا عمرهم فی طریق الکفر والشرک من ناحیة الاعتقادات، أو من ناحیة أعمالهم حیث ارتکبوا الظلم بحق أنفسهم أو الآخرین ، لا یستحقون هذا المقام ، لأنّ الظلم بالمعنى الشامل للکلمة یشمل الظلم والشرک والکفر والانحرافات العقائدیة، وکذلک جمیع أشکال التجاوز على الآخرین، وظلم النفس عن طریق ارتکاب المعصیة .

وحیث إنّ هذه البحوث قد جاءت هناک بشکل مفصل ومستفیض فلا نرى حاجة للتکرار ، وعلیه فقد وضع القرآن الکریم الرکیزة الأساسیة لشرط عصمة الأئمّة فی هذه الآیة الکریمة .

والآن نعود إلى آیة التطهیر وبحث مسألة العصمة الواردة فی هذه الآیة :

صحیح أنّ هذه الآیة تتوسط الآیات المتعلقة بنساء النبی (صلى الله علیه وآله) إلاّ أنّها تحمل نغمة مختلفة عنها، وتشیر إلى معنى آخر، فجمیع الآیات التی سبقتها وتلتها جاءت بضمیر «جمع المؤنث» بینما جاءت الآیة محل البحث بضمائر «جمع المذکر»!

ففی مستهل هذه الآیة خاطب تعالى نساء النبی (صلى الله علیه وآله) وأمرهنّ بالمکوث فی بیوتهن ، وأن لا یخرجن بین الناس کما کان سائداً فی الجاهلیة ، ویحافظن على معاییر العفة، وأن یقمن الصلاة ویؤتین الزکاة ویطعن الله ورسوله (وَقَرنَ فِى بُیُوتِکُنَّ وَلاَتَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلیَّةِ الاُولَى وَاَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِینَ الزَّکَاةَ وَاَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) . (الاحزاب / 33)

فجمیع الضمائر الستة التی وردت فی هذا المقطع من الآیة هی على صورة جمع المؤنث (تأملوا جیداً) .

ثم یتبدل لحن الآیة ، ویقول: (اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذهِبَ عَنْکُم الرِّجسَ اَهلَ البَیتِ وَیُطهرِّکُم تَطهِیراً).

وقد استخدم فی هذا المقطع من الآیة ضمیرین جمع بصورة جمع المذکر .

صحیح أنّ مطلع ونهایة کل آیة یستهدف امراً واحد ، إلاّ أنّ هذا الکلام یجری فی المکان الذی لا تتوفر فیه قرینة على الخلاف ، وعلى هذا فالذین رأوا أنّ هذا الجانب من الآیة ناظرٌ إلىّ نساء النبی (صلى الله علیه وآله) أیضاً فقد نطقوا خلافاً لظاهر الآیة والقرینة التی فیه ، أی تباین الضمائر .

بالإضافة إلى ذلک نمتلک روایات عدیدة فیما یتعلق بهذه الآیة حیث نقلها أکابر علماء المسلمین سواء الشیعة أم السنّة عن النبی (صلى الله علیه وآله) وجاءت بشکل وآخر فی أشهر کتب الفریقین التی تحظى بقبولهم .

هذه الروایات بأجمعها تفید أنّ المخاطب فی هذه الآیة هو النبی (صلى الله علیه وآله) وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) (لا نساء النبی) کما سیأتی بالتفصیل فیما بعد .

ولکن قبل الدخول فی البحث لابدّ من التطرق إلى تفسیر العبارات :

إنّ التعبیر بـ«إنّما» الذی عادة ما یستعمل للحصر دلیل على أنّ الموهبة الواردة فی هذه الآیة تخص آل النبی (صلى الله علیه وآله) ولا تشمل غیرهم .

وعبارة «یرید» إشارة إلى إرادة الله التکوینیة ـ أی أنّ الله تعالى شاء من خلال أمر تکوینی أن یطهرکم ویحفظکم من کل قذارة ـ لا الإرادة التشریعیة ، فالإرادة التشریعیة تعنی تکلیفهم بصیانة أنفسهم طاهرة، ونحن نعلم أنّ هذا التکلیف لا یختص بآل الرسول(صلى الله علیه وآله)بل إنّ المسلمین جمیعاً مکلفون بتطهیر أنفسهم .

ربّما یتصور أنّ الإرادة التکوینیة تفرض نوعاً من الجبر ، وفی هذه الحالة لن تکون العصمة فضیلة وفخر .

لقد ذکرنا الاجابة عن هذا السؤال بالتفصیل فی الجزء السابع فی بحث عصمة الأنبیاء ، ولابدّ من التعرض إلیه باختصار : إنّ المعصومین یمتلکون نوعین من القابلیة «قابلیة ذاتیة موهوبة» و«قابلیة اکتسابیة من خلال أعمالهم وملکاتهم الداخلیة»، ومن مجموع هاتین القابلیتین اللتین لا تخلو إحداهما على أقل تقدیر من صبغة اختیاریة لتحصیل هذا المقام السامی ، وبتعبیر آخر فإنّ المشیئة الإلهیّة توفر الأرضیة للتوفیق من أجل بلوغ هذا المقام الشامخ ، واستثمار هذا التوفیق یتعلق بإرادتهم (تأملوا جیداً) .

فترک الذنب بالنسبة لهم محال عادی لا عقلی ، فمثلاً، محال عادیٌ أن یصطحب إنسان عالم ومؤمن الخمر إلى المسجد ویحتسیه بین صفوف الجماعة، إلاّ أنّه من المسلم به أنّ هذا الأمر لیس محالاً عقلی ، ولا یتعارض مع کون هذا الفعل اختیاری ، أو على سبیل المثال، أنّ الإنسان العاقل لا یخرج إلى الزقاق والشارع عاریاً کما ولدته اُمه أبد ، فالقیام بهذا العمل لیس محالاً بالنسبة له ، بل مستوى تفکیره ومعرفته لا یسمح له بالقیام بمثل هذا الفعل وإن کان فعله وترکه باختیاره .

وهکذا حالة ارتکاب الذنوب بالنسبة للأنبیاء والأئمّة ، صحیح أنّ العصمة من الألطاف الإلهیّة، بَیدَ أنّ الألطاف الإلهیّة تخضع لحساب ، کما یقول القرآن الکریم بشأن إبراهیم (علیه السلام): لن تنال منزلة الإمامة ما لم تفلح فی الابتلاءات الإلهیّة (وَاِذِ ابْتَلى ابْرَاهِیمَ ربُّه بِکَلِمات...)(2).(البقرة / 124)

وأمّا کلمة «الرجس» فتعنی لغةً، الشیء القذر سواء من ناحیة کونه قذراً ومقززاً لطبع الإنسان، أو بحکم العقل، أو الشرع ، أو جمیعه .

من هنا فبعد أن یفسر «الراغب» فی «المفردات» الرجس بأنّه الشیء القذر ، یذکر له أربع حالات (نفس الحالات الاربع التی ذکر ت أعلاه من ناحیة طبع الإنسان ، أو العقل ، أو الشرع ، أو جمیعها)، وإذا ما فسّر الرجس فی بعض تعابیر العلماء بالذنب أو «الشرک» أو «العقیدة الباطلة» أو «البخل والحسد» فهو فی الحقیقة بیان لمصادیق من هذا المفهوم الواسع الشامل .

على أیّة حال ، نظراً لمجیء «الف ولام الجنس» فی بدایة هذه الکلمة «الرجس» والتی تفید العموم، یکون مفهوم الآیة : إن الله شاء أن یبعد کل أنواع الرجس عنهم .

وفی عبارة : «ویطهرکم تطهیرا»، فبما أنّ «التطهیر» تعنی التزکیة فهی تمثل تأکیداً آخر على قضیة نفی الرجس وکافة الاقذار التی وردت فی العبارة السابقة ، وکلمة «تطهیراً» التی هی بعنوان مفعول مطلق فهی تأکید آخر على هذا المعنى .

والنتیجة : هی أنّ الله تعالى شاء وبمختلف التأکیدات أن یُطهر ویُنزه آل النبی (صلى الله علیه وآله) من کل أشکال القذارة والرجس ، ومن المسلم أنّه یشمل النبی (صلى الله علیه وآله)بالمرتبة الاُولى باعتباره صاحب الدار ومن ثم البقیة ، والآن لنعرف من هم أهل البیت ؟


1. للمزید من الایضاح راجعوا ج 7، ص 145 ـ 160 من هذا التفسیر.
2. للمزید من الایضاح فی مجال أنّ العصمة لا تتنافى واختیاریة أفعال المعصومین راجعوا، ج 7، ص 155 وما بعدها من هذا التفسیر.

 

5 ـ النور الإلهی مَنْ هم أهل البیت ؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma