شبهات واعتراضات:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
کیفیة دلالة الآیة على الخلافة :3 ـ آیة اُولی الأمر

إنّ دلالة الآیة على الإمامة والخلافة ـ کما رأینا ـ واضحةٌ، ولو کانت هذه الآیة قد نزلت بحق الآخرین ربّما لم یجرِ حولها أَدنى جدال ! ولکن لکونها قد نزلت بحق علی (علیه السلام)ولا تنسجم مع الغایة الناشئة عن الطائفیة ، فقد أصر البعض على إیراد الشبهات على صدر الآیة وذیلها وسبب نزولها ودلالتها من کل جانب .

ویمکن تصنیف هذه الشبهات إلى صنفین : فبعضها ذات صبغة علمیة ظاهراً فیجب الرد علیها بصورة علمیة ، إلاّ أنّ البعض یستند إلى ما یُستَشَهدُ بهِ، وکذلک وجود المبررات حسب زعم مثیریها فینبغی أیضاً بحثها ونقدها بشکل إجمالی :

1 ـ الشبهة الاُولى التی تعتبر من الصنف الأول هی أنّ الضمائر والأسماء الموصولة التی فی الآیة جاءت بصیغة ضمیر الجمع ، مثل «الذین آمنوا» و«الذین یقیمون الصلاة» و«یوتون الزکاة» و«هم راکعون» فکیف والحالة هذه تنطبق على فرد واحد .

فالآیة تقول : إنّ أولیاءکم هم الذین یتمتعون بهذه المزایا أی علی بن أبی طالب (علیه السلام) .

والجواب : بالنظر إلى أن سبب نزول الآیة الذی نقل بشکل مستفیض بل متواتر فی کتب الشیعة والسنّة لم یبق مجال للشکّ فی أنّها ناظرةٌ إلى شخص واحد ، وبتعبیر آخر : إنّ الروایات والتاریخ الإسلامی یشهد بأنّ التصدق على السائل فی حال الرکوع یختص بعلی (علیه السلام) لأنّ القائم بالتصدّق واحد، ولم تقم به مجموعة، من هنا لابدّ من القول : إنّ التعبیر بصیغة الجمع جاء من أجل احترام وتعظیم منزلة ذلک الشخص .

وکثیراً ما یُشاهد فی الأدب العربی أنّ لفظ الجمع جاء تعبیراً عن المفرد ، فمثلاً جاءت کلمة «نسائنا» فی آیة المباهلة بصورة الجمع ، بینما المقصود منها فاطمة الزهراء (علیها السلام)فقط طبقاً لصریح سبب النزول ، وفی نفس الآیة جاءت کلمة «أنفسنا» بصیغة الجمع ، والحال أنّ الجمیع یسلّمون بأنّ لا أحد شارک فی المباهلة غیر النبی (صلى الله علیه وآله) وعلی (علیه السلام) ، وجاء فی القرآن أیضاً فی قصة «غزوة حمراء الأسد» : (الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِیمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَکِیلُ) (آل عمران / 173)

وهنا ذکر الناطق بهذا الکلام کلمة «الناس» التی تفید الجمع بینما جاء فی التاریخ أنّ القائل لیس سوى «نعیم بن مسعود» .

وجاء أیضاً بشأن نزول الآیة : (فَتَرَى الَّذِینَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ یُسَارِعُونَ فِیهِم یَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِیبَنَا دَائِرَةٌ...). (المائدة / 52)

إذ نعلم هنا أنّها نزلت بشأن «عبد الله بن أبی»، والحال أنّ الضمائر هنا جاءت بصیغة الجمع .

کما أنّ الخطاب فی الآیة الاُولى من سورة الممتحنة عامٌ بینما نزلت بشأن رجل یدعى «حاطب بن أبی بلتعة» ، وفی الآیة التالیة جاء الضمیر بصیغة الجمع أیضاً: (یَقُولُونَ لَئِنْ رَّجَعنا إِلَى المَدِینَة...) بینما کان القائل هو «عبد الله بن أُبى ). (المنافقون / 8)

وکذلک فی الآیة : (الَّذِینَ یُنِفقُونَ اَمَوَالَهُمْ بِالَّلیلِ وَالنَّهَارِ). (البقرة / 274)

التی نزلت فی حق علی (علیه السلام)طبقاً للکثیر من الروایات، بینما ضمائرها جمیعاً جاءت بصیغة الجمیع .

وجاءت الآیة 215 من سورة البقرة المتعلقة بالسؤال عن الأشیاء التی یجب أن ینفقوها : (یَسْأَلُونَکَ مَاذَا یُنْفِقُونَ ) بصیغة الجمع بینما کان السائل هو شخص یدعى «عمرو بن الجموح» (1).

ولکن ما السبب فی أن یأتی الکلام بصیغة الجمع فی هذه الحالات مع أنّ المراد شخص واحد ؟ ربّما یکون سببه فی بعض الحالات ، الاحترام ، وفی بعضها إشارة إلى مؤازرة الآخرین لذلک الشخص ، وبالتمعّن فی الحالات أعلاه یمکن تمییز حالات الاحترام عن حالات المؤازرة .

فضلاً عن کل ذلک فنحن نعلم أنّ ضمیر الجمع «المتکلم مع الغیر» قد استخدم فی آیات القرآن فی حالات لا حصر لها أثناء حدیث الله عن نفسه، مع أنّ ذاته المقدّسة لا نظیر لها فی الوحدانیة والتفرد ، وهو «أحد واحد» من جمیع الجوانب ، وهذا مرده إلى أنّ العظیم یمتلک جنوداً مطیعین وممثلین لأوامره فی أداء ما یشاء ، وهذا یؤدّی إلى استخدام ضمیر الجمع مع کونه مفرد ، وبتعبیر آخر أنّ ضمیر الجمع هذا دلیلٌ على عظمته وسمو مقامه .

3 ـ الشبهة الثانیه هی أنّ من المُسلَّم به أنّ علی (علیه السلام) لم تکن له ولایة بمعنى الحکم وقیادة المسلمین فی عصر النبی (صلى الله علیه وآله) ، فکیف یتعین تفسیر الآیة هکذ ؟ الجواب عن هذا السؤال واضح ، فکثیراً ما شاهدنا خلال التعابیر الیومیة بأنّ یطلق اسم أو عنوان على أشخاص مرشحین أو منتخبین لذلک المنصب وإن لم یمارسوا العمل به بعد ، أو بتعبیر آخر : إنّهم یتمتعون بذلک المقام بالقوة لا بالفعل .

فمثلاً یقوم إنسان فی حیاته بتعیین شخص ما «وصیاً» له ، وبالرغم من کونه حیاً فإننانقول : إنّ فلاناً وصیّه أو القیِّم على أطفاله .

فإطلاق الوصی والخلیفة على علی (علیه السلام) فی عهد النبی(صلى الله علیه وآله) کان من هذا القبیل أیض ، حیث اختاره النبی (صلى الله علیه وآله) فی حیاته لهذا الأمر بإذن من الله ، وأثبت له الخلافة بعد رحیله .

ویلاحظ هذا المعنى أیضاً فی الآیة الکریمة إذ یطلب زکریا من الله تعالى : (هَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیّاً) . (مریم / 5)

واستجاب الله له ووهبه یحیى ، ومن المسلم به أنّ یحیى لم یکن خلیفته وولیه ووارثه فی حیاته ، بل عُیّنَ لما بعد حیاته .

ویشاهد نظیر هذا الکلام فی واقعة «یوم الانذار» (الیوم الذی جمع به النبی (صلى الله علیه وآله)أقرباءَه لیدعوهم إلى الإسلام للمرة الاُولى) ، فطبقاً لما ذکره «المؤرخون» الإسلامیون سواء من السنّة أو الشیعة ، أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) أومأ إلى علی (صلى الله علیه وآله) فی ذلک الیوم وقال :

«إن هذا أخی ووصیی وخلیفتی فیکم فاسمعوا له واطیعوه»(2) .

فهل یتسبب التعبیر أعلاه فی خلق مشکلة فی عهد النبی (صلى الله علیه وآله) ؟

فلا شکّ فی أنّ الجواب سیکون بالنفی، فالتعبیر بالولی فی آیة البحث هو کما أشرنا إلیه.

أمّا شبهات الفریق الثانی (التبریرات) فهی عدیدة أیضاً منه :

1 ـ قولهم : أی زکاة واجبة کانت متعلقة بذمة علی (علیه السلام) وهو الذی لم یکن یجمع لنفسه من مال الدنیا أی شیء؟ وإذا کان المراد الصدقة المستحبة فلا یقال لها زکاة ؟

الجواب : أول : إنّ موارد إطلاق الزکاة فی القرآن الکریم على الزکاة المستحبة کثیرة ، فکثیراً ماورد فی العدید من السور المکیة اسم «الزکاة» والمراد منها الزکاة المستحبة ، إذ إنّ وجوبها کان بعد هجرة النبی (صلى الله علیه وآله) إلى المدینة .

والآیات 3 من سورة النمل ، و39 من سورة هود ، و4 من سورة لقمان من جملة الموارد التی جاءت فیها کلمة الزکاة ، ونظراً لکون هذه السور مکیة فإنّ المراد هو الزکاة المستحبة .

ثانی : صحیح أنّ علی(علیه السلام) لم یدخر من مال الدنیا إلاّ أنّه کانت تأتیه حصة من بیت المال ، ومن المتیقن أنّه کان یمتلک وارداً بسیطاً من مجهوده أیض ، وأنّ الخاتم المذکور من الفضة والظاهر أنّه کان رخیص ، على هذا الأساس فإنّ تعلق هذا القدر من الزکاة البسیطة به (علیه السلام)لیس مستبعداً أبد ، وأنّ المبالغة بما قالوه بشأن قیمة ذلک الخاتم لا أساس لها من الصحة على الاطلاق .

ثالثاً: ألا یتعارض الانتباه إلى السائل مع حضور القلب فی الصلاة والاستغراق فی مناجاة الخالق جل وعلا مع القول السائد عنه: (حتى عرف بأنّ نصلاً وقع فی رجله فأخرجوه أثناء الصلاة ولم یُحسّ)(3) فکیف یتسنى له الانتباه إلى السائل أثناء الصلاة ؟!

الجواب : إنّ الذی یورد هذا الإشکال غافل عن سماع صوت السائل ومساعدته فما قام به علیٌّ(علیه السلام) لا یعتبر توجها إلى غیر الله، أو إلى الذات أو الاُمور الدنیویة ، بل إنّه فی واقع الأمر توجّه إلى الله .

فقد کان القلب المقدس لعلی (علیه السلام) یشعر بالسائلین ، ویستجیب لندائهم فقد مزج عمله العبادی هذا بعبادة اُخرى ، وتصدق أثناء الصلاة ، وکلاهما کان لله وفی سبیله .

ومثل هذا الإشکال فی الحقیقة إشکال على القرآن الکریم ، لأنّ الله تعالى قد امتدح فی هذه الآیة اعطاء الزکاة أثناء الرکوع ، ولو کان هذا العمل دلیلاً على الغفلة عن ذکر الله فلا ینبغی أن یستند إلیها کصفة سامیة وفائقة الأهمیّة .

فهؤلاء المتعصبون یریدون فی الواقع انکار فضل علی (علیه السلام) فیُشکلون على الله عزّ وجلّ .

انتبهوا هنا إلى کلام الرازی فهو یقول : «وهو أنّ اللائق بعلی (علیه السلام) أن یکون مستغرق القلب بذکر الله حال ما یکون فی الصلاة ، والظاهر أنّ من کان کذلک فانّه لا یتفرغ لاستماع کلام الغیر ولفهمه»(4) .

علینا أن نسأل الفخر الرازی أن إذا کان هذا العمل خلافاً لآداب الصلاة وحضور القلب ، فلماذا اثنى علیه الباری جلّ وعل ، واعتبر ولایة المؤمنین حقیقة بمثل هذا الشخص ؟!

على أیّة حال ، فلا مجال للشک فی أنّ سماع صوت المحتاج والاستجابة له فی حال الصلاة عبادة مضاعفة حصلت فی آن واحد ، وعلینا أن نعوذ بالله من التعصب الذی یبعدنا عن الحقائق .

3 ـ ومن جملة التبریرات التی طرحت هنا بصیغة إشکال هو : إنّ التصدق بالخاتم على السائل فعل کثیر ویتعارض مع الصلاة !.

لیس هناک ما یدعو للعجب، فعندما یرید الإنسان أن لا یذعن للواقع فإنّه یصطنع التبریرات لیحاجج بها، وهو على یقین بأنَّ تبریراته واهیة ؟!

والجواب : أول : إنّ عملیة اخراج الخاتم تمّت باشارة بسیطة وعلى ضوء جمیع الفتاوى فإنّ هذا العمل لایعتبر فعلاً کثیراً ولا یوجب الإشکال فی الصلاة ، لا سیما إذا أشار الإمام(علیه السلام)إشارة بسیطة، والسائل اخرجه بنفسه .

ثانی : لقد صرح الفقهاء بأنّ حتى قتل الحیوان اللادغ مثل «العقرب» أثناء الصلاة ، أو رفع الطفل أثناء الصلاة ، أو حساب عدد الرکعات عن طریق الحصى ، بل وحتى غسل جانب من اللباس أو الید إذا تنجست أثناء الصلاة ، لایضر بالصلاة ، بینما یعتبر اعطاء الخاتم للسائل أو اخراجه أبسط من ذلک بکثیر .

4 ـ یقول المبررون: من این جاء علی (علیه السلام) بذلک الخاتم النفیس ؟ وألم یکن التختم به إسراف ؟

الجواب : من الذی قال : إنَّ ذلک الخاتم کان نفیس ، ولماذا نصغی ونصدّق بمثل ذلک الهراء الفارغ، ونسیر رویداً رویداً نحو إنکار آیة قرآنیة؟

لقد ورد فی روایة واحدة مرسلة وضعیفة أنّ قیمة ذلک الخاتم کانت تعادل خراج الشام ! حیث من المسلم به أنّها أکثر شِبهاً بالخرافة لا بالحقیقة ، ولعلها جعلت من قبل الذین وضعوها بقصد التقلیل من قیمة هذه الفضیلة العظیمة .

إنَّ فی مثل هذه الحالات لیس المهم أن ینفق فیها بل المهم هو أنّ الإنسان نفسه محتاج إلى الشیء ویغضُّ الطرف عنه فی سبیل الله، ویکون هذا الفعل مقروناً بغایة الاخلاص فی النیّة.

فعندما تنزل سورة کاملة فی القرآن وهی (سورة هل أتى) بسبب اعطاء بضعة اقراص من الخبز (وفی حالة من الجوع طبعاً) إلى المسکین والیتیم والأسیر فی سبیل الله ، فما العجب فی أن تنزل آیة بشأن التصدق بخاتم على فقیر أثناء الصلاة .

وأمثال هذه الشبهات التی یؤدّی التطرق إلى ذکرها والرد علیها إلى ضیاع الوقت .


1. للمزید من الاطلاع على مصادر هذه الروایات ، یراجع التفسیر الأمثل ، ذیل الآیة 215 من سورة البقرة.
2. روى هذا الحدیث الکثیر من علماء السنّة مثل، ابن أبی جریر وابن أبی حاتم وابن مردویه وأبی نعیم والبیهقی والثعلبی والطبری ، وأورد ابن الأثیر هذا الکلام فی ج2 من کتاب الکامل، وکذلک «أبو الفداء» فی الجزء الأول من تاریخه، وجماعة آخرون (للمزید من الاطلاع انتظروا البحوث الآتیة) .
3. نص الروایة هکذ ، روی أنّه وقع نصلٌ فی رجله فلم یُتَمکن من اخراجه فقالت فاطمة (علیها السلام) أخرجوه فی حال صلاته فإنّه لا یحسّ بما یجری علیه حینئذ فأُخرج وهو فی صلاته (المحجة البیضاء ، ج1، ص 398 ـ احقاق الحق ، ج2، ص414) .
4. التفسیر الکبیر ، ج12، ص30 .

 

کیفیة دلالة الآیة على الخلافة :3 ـ آیة اُولی الأمر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma