مضمون حدیث «الأئمّة(علیهم السلام) اثنى عشر»:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
4 ـ حدیث «الأئمّة الأثنى عشر» لا تخلو الأرض من حجّة:

إنَّ التعابیر التی جاءت فی هذه الروایات متفاوتة، فقد عبر فی بعضها بـ«اثنی عشر خلیفة» وفی بعض «اثنی عشر أمیراً» وفی بعض جرى الحدیث عن ولایة وحکم اثنی عشر رجلاً «ماولاهم اثنى عشر رجلاً» ، ولکن غالباً ما عبر بـ «خلیفة» ، وفی بعضها جاء التعبیر أیضاً بالعدد فقط «اثنی عشر کعدة نقباء بنی اسرائیل» ، کما عبر فی بعضها بـ «اثنی عشرة قیماً» .

ولکن من الواضح أنّها جمیعا تشیر إلى مسألة الخلافة والولایة والحکومة ، وبالتالی فهی واحدة .

ومن ناحیة اُخرى فقد ورد فی بعضها : «لا یزال هذا الدین عزیزا منیعاً» ، وفی بعض : «لا یزال أمر امتی صالحاً» ، وفی بعض : «لا یزال أمر هذه الامة ظاهراً» ، وفی بعض : «ماضیاً» وفی بعض : «لا یضرهم من خذلهم» .

وتعابیر اُخرى من هذا القبیل حیث تشیر جمیعها إلى حقیقة واحدة وهی : صلاح أمر الاُمّة واقتدارهم وظفرهم ونجاتهم .

ومن جهة ثالثة تلاحظ جملة «کلهم من قریش» فی أغلب هذه الروایات التی نقلت بأسالیب مختلفة، ما عدا بعض الروایات مثل الروایة التی نقلها القندوزی الحنفی فی ینابیع المودة، إذ ینقل فی ذیل هذه الروایة عن کتاب «مودة القربى» عن «جابر بن سمرة» أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال: «کلهم من بنی هاشم» (1) .

وجاء فی أغلب هذه الروایات أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) خفض صوته أثناء ذکره هذه الجملة، وصرح بها سرّ ، وهذا یدل بوضوح أنّ ثمّة أشخاص کانوا یعارضون أن یکون الخلفاء الاثنى عشر لرسول الله(صلى الله علیه وآله) فی قریش أو بنی هاشم ، ممّا أدّى إلى أن یصرح النبی (صلى الله علیه وآله)بذلک بشکل سری!

على أیّة حال فإنّ تفسیر هذا الحدیث الشریف الذی ورد فی المصادر المشهورة والمعتبرة ونظراً لاعتراف جمیع علماء الإسلام به فإنّه واضح لأتباع أهل البیت (علیهم السلام) ، وأنّهم لا یرون معنى له سوى الأئمّة الاثنى عشر ، إلاّ أنّ تفسیره بالنسبة لأتباع المذاهب الاُخرى أصبح عبارة عن مسألة غامضة ومعقدة ومعضلة ،بنحو یمکن معه القول بکل اطمئنان : إنّ أیّاً منهم لم یقدم تفسیراً واضحاً له ، والسر فی ذلک معلوم ، فالخلفاء الأوائل کانوا أربعة ، وحکام بنی امیة کانوا اربعة عشر ، وبلغ عدد حکام بنی العباس سبعاً وثلاثین شخص .

وإنّ أیّاً منهم لم ینطبق علیه حدیث «الأئمّة اثنى عشر»، کما أنّ الجمع والتمییز بینهم لن یحل المشکلة ، إلاّ أن نلغی البعض ونقبل بالبعض الآخر وفقاً لمیولن ، وننتخب اثنی عشر منهم بمشقة وعناء ، وهذا أیضاً لاینسجم مع أی منطق .

من الأفضل لنا أن نضع زمام الحدیث بید «الحافظ سلیمان بن إبراهیم القندوزی الحنفی» فهو یقول فی الکتاب المعروف «ینابیع المودة» :

قال بعض المحققین: إنّ الأحادیث الدالة على کون الخلفاء بعده (صلى الله علیه وآله) اثنی عشر قد اشتهرت من طرق کثیرة فبشرخ الزمان وتعریف الکون والمکان علم أنّ مراد رسول الله(صلى الله علیه وآله)من حدیثه هذا الأئمّة الاثنی عشر من أهل بیته وعترته، إذ لا یمکن أن یحمل هذا الحدیث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثنی عشر ولا یمکن أن یحمله على الملوک الأمویة لزیادتهم عن اثنی عشر، ولظلمهم الفاحش ـ إلاّ عمر بن عبد العزیز ـ ولکونهم غیر بنی هاشم، لأنّ النبی (صلى الله علیه وآله) قال : کلهم من قریش ، فی روایة عبد الملک عن جابر واخفاء صوته (صلى الله علیه وآله) فی هذا القول یرجح هذه الروایة لأنّهم لایحسنون خلافة بنی هاشم، ولا یمکن أن یحمله على الملوک العبّاسیین لزیادتهم على العدد المذکور ولقلة رعایتهم الآیة : (قُلْ لاَّ أَسْئَلُکُم عَلِیهِ أَجْراً اِلاَّ المَودَّةَ فِى القُربى) . (الشورى / 23)

وکذلک حدیث الکساء، فلابدّ من أن یحمل هذا الحدیث على الأئمّة الاثنی عشر من أهل بیته وعترته (صلى الله علیه وآله) لأنّهم کانوا اعلم أهل زمانه وأجلهم وأورعهم واتقاهم وأعلاهم نسباً وأفضلهم حسباً وأکرمهم عند الله (2) .

یقول الدکتور «محمد التیجانی السماوی» الذی کان من أهل السنة ثم اختار التشیع، فی الکتاب الذی ألّفه حول سبب تشیعه واسماه «کونوا مع الصادقین» فی عدّة جمل قصیرة ومفعمة بالمعانی: «هذه الأحادیث لا تصح ولا تستقیم إلاّ إذا فسرناها على أئمّة أهل البیت الذین تقول بهم الشیعة الإمامیة ، وأهل السنّة والجماعة هم المطالبون بحل هذا اللغز إذ إنّ عدد الأئمّة الاثنی عشر الذی اخرجوه فی صحاحهم بقی حتى الآن لغزاً لا یجدون له جواباً»(3).

والعجیب أنّ البعض أرادوا تفسیر هذا الحدیث الشریف دون الاذعان لاعتقاد اتباع أهل البیت(علیهم السلام) فی هذا المجال فتعرضوا لعناء مدهش ، فمن ناحیة عدوا « یزید بن معاویة» من الاثنی عشر الذین سما بهم الإسلام واصبح مقتدراً، ومن ناحیة اُخرى ألغوا عددا من الخلفاء وفقاً لرغبتهم .

وباعتقادنا أنّهم لو اختاروا السکوت لکان أفضل لهم من هذه التبریرات ، والأعجب من ذلک کله التفسیر الذی سمعناه فی احدى أسفارنا لحج بیت الله الحرام من أحد علماء مکة وفی المسجد الحرام وهو: إنّ الأئمّة الاثنى عشر أولهم الخلفاء الأربعة وثمانیة منهم سیظهرون فی المستقبل !

بینما کل من یقرأ هذا الحدیث یعرف أنّ المراد منه الوجود المتتابع للخلفاء الاثنی عشر ، والتعابیر مثل : «لا یزال هذا الدین منیعاً عزیزاً» ، أو «لا یزال هذا الدین قائماً حتى تقوم الساعة» تفید هذا المعنى بجلاء وصراحة بأنّ سلسلة خلفاء النبی (صلى الله علیه وآله)الاثنی عشر ستستمر إلى یوم القیامة .

ونختم هذا البحث بحدیث عن الحافظ أبی نعیم الاصفهانی فی کتاب «حلیة الأولیاء» فهو ینقل بسنده عن ابن عباس أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) قال: «منْ سرهُ أن یحیا حیاتی ویموت مماتی ویسکن جنة عدن غرسها ربی ، فلیوال علیاً من بعدی ، ولیوال ولیه ولیقتد بالائمة من بعدی فإنّهم عترتی» (4) .

ملاحظة

وثمة ملاحظة مهمّة هنا نشیر إلیها ونترک شرحها للبحوث اللاحقة ، وهی ورود أسماء الأئمّة الاثنی عشر ـ کما یعتقد به اتباع مذهب أهل البیت ـ فی العدید من الروایات التی نقلت عن طریق السنّة والشیعة ، وفی بعض طرق هذه الروایات تمّت الإشارة إلى اسم أولهم علی(علیه السلام) وآخرهم المهدی (عج) بصیغة أولهم علی وآخرهم المهدی ، وفی بعضها أشیر إلى ثالثهم أی الإمام الحسین (علیه السلام) بهذا الشکل الذی نقل أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) أومأ إلیه وقال:

«هذا ابنی إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسع»(5) ، وهکذا اُشیر إلى جمیع الأئمّة الاثنی عشر.


1. ینابیع المودة ، ص 445 ، الباب 77 .
2. ینابیع المودة ، ص 446، ملحق الباب 77 .
3. کونوا مع الصادقین ، ص 146 .
4. حلیة الاولیاء ، ج 1، ص 86 (وفقاً لنقل الفضائل الخمسة من الصحاح الستة ، ج2، ص 34) .
5. یقول المرحوم العلاّمة فی کشف المراد (شرح تجرید الاعتقاد)، إنّ هذا الحدیث روی بشکل متواتر عن النبی(صلى الله علیه وآله) کشف المراد ، ص 314 .

 

4 ـ حدیث «الأئمّة الأثنى عشر» لا تخلو الأرض من حجّة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma