آیة الصادقین :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
آیة الانذار والهدایة :آیة اُولی الأمر:

وفی الآیة الثانیة خاطب تعالى المؤمنین داعیاً إیّاهم إلى التقوى ، وبعدها أمرهم بأنْ یکونوا مع الصادقین «دائماً» «لئلا ینحرفوا» :(یَا اَیُّهَا الَّذِینَ آمنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَکُونُوا مَعَ الصَّادِقیِنَ ) .

فمن هم الصادقون هنا ؟ ثمّة تفاسیر مختلفة أیض :

لقد احتمل البعض أنّ المراد من «الصادقین» هو شخص النبی (صلى الله علیه وآله) ، وهذه الآیة منحصرة بزمانه ، ولا یخفى أنَّ خطاب هذه الآیة کسائر خطابات القرآن عامة، وتشمل کل المؤمنین فی کلّ عصر ومصر .

وقال آخرون : إنّ «مَعَ» تعنی «مِنْ» ، أی کونوا من الصادقین! فی الوقت الذی لا توجد ضرورة لمثل هذه التأویلات والتبریرات ، بل لیس من المعتاد أبداً فی الأدب العربی وکلام الاُدباء استخدام «مع» بمعنى «من» .

فطبقاً لظاهر الآیة فإنَّ جمیع المسلمین مکلفون أنْ یکونوا فی خط الصادقین ومعهم فی کل زمن وعصر.

من هنا یُعرف بأنّ ثمّة صادق أو صادقین فی کل عصر یتحتم على الناس أن یکونوا معهم فی طریق التقوى والزهد.

ومن أجل فهم معنى الصادقین ، من الأفضل أن نعود إلى القرآن نفسه لنرى ماذا یذکر من صفات للصادقین ، ففی مکان یقول : (اِنَّمَا المُؤمنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا باَموالِهِم وَاَنْفُسِهِم فِىِ سَبِیلِ اللَّهِ اُوْلَئِکَ هُمُ الصَّادِقُونَ). (الحجرات / 15)

ففی هذه الآیة وصف تعالى الصدق بأنّه فرع أو شعبة من «الإیمان» و«العمل النزیه» عن کل أشکال الشک والریب والتردد .

وفی الآیة 77 من سورة البقرة بعد أن ذکر تعالى أنّ حقیقة الإیمان تکمن فی الإیمان بالله، والیوم الآخر، والملائکة، والکتب السماویة، والأنبیاء، وکذا الانفاق فی سبیل الله، وفی سبیل تحریر المستضعفین والمحرومین من ربقة الظالمین، وکذلک إقامة الصلاة، وإیتاء الزکاة، والوفاء بالعهد، والصبر والاستقامة إزاء المشاکل وأثناء الجهاد ، یضیف : (اُوْلئکَ الَّذینَ صَدَقُوا) .

بناءً على ذلک فقد ذکر أنّ السمة الممیزة للصادقین هی : الإیمان التام بجمیع المقدسات، واطاعة أوامر الله على جمیع الأصعدة ، لاسیما الصلاة وإیتاء الزکاة والانفاق والاستقامة فی الجهاد، وفی مواجهة المشاکل ، وقد جاء نظیر هذا المعنى فی الآیة 8 من سورة الحشر أیض .

من مجموع هذه الآیات وکذلک من اطلاق الآیة مورد البحث التی تأمر باتباع الصادقین بدون قید أو شرط ، نستنتج أنّ المسلمین مکلفون باتباع الذین یتمتعون بأعلى مراحل الإیمان والتقوى ، وأسمى المستویات من ناحیة العلم والعمل والاستقامة والجهاد، فالآیة لا تقول : کونوا من الصادقین، بل تقول : کونوا معهم، بینما نراها تقول : کونوا من الزاهدین وهذا یبرهن على أنّ المراد مرتبة أسمى من المراتب التی یصلها الناس ، وأجلى مصداق لهذا المعنى هم المعصومون ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر أنّ الأمر باتباع الصادقین بشکل مطلق ، وعدم الانفصال عنهم بدون قید أو شرط ، دلیل آخر على عصمتهم ، لأنَّ الاتباع بلا قید أو شرط لا معنى له إلاّ فیما یتعلق بالمعصومین.

ونظراً لوضوح محتوى الآیة لم یستطع الفخر الرازی انکار دلالتها على وجود المعصوم فی کل زمان ومکان، إلاّ أنّه ولعدم إیمانه بعقائد أتباع أهل البیت (علیهم السلام) یتحدث عن عصمة جمیع الأمة ، أو بتعبیر آخر «إجماع الاُمّة» ، بینما نرى أنّ القضایا التی تحظى بإجماع الأُمّة محدودة للغایة ، والحال أنّ اتّباع الصادقین تکلیف عام وفی کل الأحوال والشؤون.

وکذلک لم یفهم أی ناطق بالعربیة أثناء نزول هذه الآیة أنَّ کلمة «الصادقین» تعنی مجموع الاُمّة ، فکیف یمکن حملها على هذا المعنى ؟ ألیس من الأفضل الاقرار بوجود صادق فی کل عصر وزمان لیس فی سیرته السهو والخطأ ویجب علینا اتباعه ؟

سؤال : وهنا یثار سؤال وهو : إنّ «الصادقین» ذکرت بصیغة الجمع، وعلیه فلابدّ من وجود عدّة معصومین فی کل زمان ، فکیف یتلائم هذا وعقائد أتباع مذهب أهل البیت (علیهم السلام) ؟

إنّ الجواب على هذا السؤال من خلال الاستناد إلى نقطة ، وهی : إنّ هذا الجمع ربّما یکون إشارة إلى مجموع الأزمنة ، لأنّ «الصادقین» وعلى مدى مجموع الأزمنة یمثلون مجموعة ،تماماً کما یقال: یتحتم على الناس اتباع الأنبیاء فی کل زمان ، فلیس مفهوم هذا الکلام هو وجود أنبیاء متعددین فی کل زمان ، بل المقصود هو : أنَّ على کلّ قوم اتباع نبی زمانهم ، أو یقال : على الناس أن یعرفوا تکالیفهم تجاه العلماء والمراجع ، أی : على کلّ شخص اتباع عالم ومرجع زمانه .

والشاهد على هذا الأمر هو عدم وجود شخص مفترض الطاعة فی عهد رسول الله (صلى الله علیه وآله)غیره ، فی الوقت الذی تشمل الآیة المذکورة زمانه أیضاً بکل تأکید .

من هنا یتضح أنّ المراد لیس الجمع فی زمان واحد ، بل فی عدّة أزمنة ، وهذا الکلام هو بمثابة تحلیل لهذه الآیة .

وأمّا من ناحیة الروایات ، فإنّ الکثیر من مفسری ومُحدّثی أهل السّنّة نقلوا عن ابن عباس قوله : إنّ هذه الآیة نزلت بحق علی بن أبی طالب (علیه السلام) .

ومنهم «العلاّمة الثعلبی» فی تفسیره ، فقد روى : إنّ ابن عباس قال فی تفسیر هذه الآیة :

«مع الصادقین یعنی مع علی بن أبی طالب وأصحابه» (1).

کما ینقل «العلاّمة الکنجی» فی «کفایة الطالب»، و«العلاّمة سبط بن الجوزی» فی «التذکرة» عن طائفة من العلماء مایلی : «قال علماء السیر: معناه کونوا مع علی (علیه السلام)وأهل بیته ، قال ابن عباس : علیٌ (علیه السلام) سید الصادقین» (2).

وجرى التأکید على هذا المعنى أیضاً فی الروایات العدیدة التی وصلتنا عن أهل البیت (علیهم السلام) ، منها الروایة التی نقرأها عن جابر بن عبد الله الأنصاری عن الإمام الباقر (علیه السلام)أنّه قال فی تفسیر آیة «وکونوا مع الصادقین» ، یعنی «محمد وآل محمد» (3).

ونقرأ فی روایة اُخرى ، أنّ «برید بن معاویة» روى عن الإمام الباقر (علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة أنّه قال : «إیّانا عنى» (4).

وفی تفسیر البرهان ینقل عن کتاب نهج البیان : «روی أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) سُئلَ عن الصادقین فقال : «هم علی وفاطمة والحسن والحسین وذریتهم الطاهرون إلى یوم القیامة»(5).

ومن البدیهی أنّ جمیع هذه الروایات إنّما هی فی الواقع بیان للمصداق، ولا تتعارض مع المفهوم العام للآیة ، لأنّها تشمل شخص النبی (صلى الله علیه وآله) بالمرتبة الاُولى ، ومن ثم الأئمّة المعصومین (علیهم السلام) فی کلّ عصر ودهر .

من هنا فإنّ الآیة الآنفة الذکر تثبت «الولایة العامة» وکذلک «الولایة الخاصة» .


1. احقاق الحق ، ج 3 ، ص 297 .
2. المصدر السابق.
3. تفسیر نور الثقلین ، ج2 ، ص280 ، ح 392.
4. المصدر السابق، ح 393 .
5. تفسیر البرهان ، ج2 ، ص 170 .

 

آیة الانذار والهدایة :آیة اُولی الأمر:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma