أجوابة عن عدّة أسئلة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
مَنْ هم أهل البیت ؟شبهات حول العصمة :

نظراً إلى أنّ الآیة الآنفة الذکر التی تواترت الروایات فی المصادر الإسلامیة المعروفة فی تفسیره ، تعد کرامة عظیمة لأئمّة أهل البیت (علیهم السلام) یمکن اعتبارها دلیلاً على حقانیة خَطِّهم ، وقد تشبث بعض العلماء وأخذوا کالعادة بالبحث عن إشکالات أشبه ما تکون باختلاق المبررات بعیداً عن الانتقاد العلمی ، بینما أیقنت طائفة اُخرى بالآیة والروایات بشجاعة، وإن ظلوا أتباعاً لطریقة أهل السنّة من الناحیة الاُصولیة ، وفیما یلی بعض الانتقادات :

1 ـ المراد من أهل البیت هم الساکنون فی بیت النبی (صلى الله علیه وآله) ، لأنّ البیت یعنی الدار المسکونة ، وسکنةُ بیت النبی (صلى الله علیه وآله) هم نساؤه ، ولیس الآخرین ، وإذا ما جاء الضمیر على صورة ضمیر المذکر فالسبب یعود إلى أنّ لفظ «الاهل» مذکر ، وإذا ما جاء البیت بصیغة المفرد ل الجمع، بینم نساء النبی(صلى الله علیه وآله) کنّ یسکنّ فی بیوت عدیدة ، فذلک بسبب أنّ النبی(صلى الله علیه وآله)کان واحداً، فذکر بیته بصفة الواحد أیضاً، والخلاصة أنّ الآیة ناظرة إلى نساء النبی(صلى الله علیه وآله)فقط .

لقد اتضحت الاجابة جیداً عن هذا السؤال أو التبریر من خلال الأبحاث السابقة ، وآثار التکلف أثناء الدفاع عن هذا الرأی مشهودة تمام ، فلو کان المقصود من (الأهل) نساء النبی(صلى الله علیه وآله) یکون ظاهر اللفظ «مفرد مذکر» ومعناه «جمع مؤنث» ، بینما لم یذکر فی الآیة لا «المفرد المذکر» ولا «الجمع المؤنث» بل جاء بصیغة «الجمع المذکر» .

کما أنّ التعبیر بـ«البیت» جاء بصیغة المفرد خلافاً لمطلع الآیة الذی جاء بصیغة الجمع ، فمن المتعذر أن تکون عبارة : «وَقَرَن فىِ بُیُوتِکُنَّ» من أجل شخص النبی (صلى الله علیه وآله)، لأنّ النبی(صلى الله علیه وآله) لم یکن یمتلک بیتاً مستقل ، فقد کان بیته هی البیوت التی کانت تعیش فیها زوجاته .

على هذا الأساس فلا سبیل سوى أن یکون المقصود من البیت هنا بیت القرابة والارتباط النسبی بالنبی (صلى الله علیه وآله) ، لا بیت السکنى کما فی التعبیر المتداول والمعتاد علیه .

بالإضافة إلى کل هذا فعلى فرض قبولنا بهذه الآراء البعیدة عن الواقع، فهل یمکن التغاضی عن روایات بهذه السعة والکثرة والصراحة وهى التی تحصر أهل البیت (علیهم السلام)بخمسة أشخاص ؟ أم نعتبرها روایات ضعیفة السند ؟ فلو لم تکن هذه الروایات متواترة وقویة ، فلیس لدینا ـ إذن ـ حدیث متواتر وصحیح، ولو کانت هذه الروایات خالیة من الصراحة، فأیّ روایة صریحة فی مضمونه ؟!

والأدهى من ذلک کله مانقل عن «عکرمة» قوله: من شاء باهلتُه أنّها نزلت فی نساء النبی(صلى الله علیه وآله)(1) ، ونقل عنه فی تعبیر آخر: إنّ عکرمة کان ینادی فی السوق أنّ قوله تعالى إنّما یرید الله ... نزل فی نساء النبی (صلى الله علیه وآله)(2).

إنّه لمدهش حق ، فهل یمکن إثبات المسائل العلمیة والاستدلالیة بالمباهلة والصراخ فی الأسواق ، وهو أمر یمتلک جمیع هذه الأدلة والشواهد والقرائن ، إذ یقوم النبی (صلى الله علیه وآله)ببسط الکساء على خمسة أشخاص ویشخِّصهم بدقّة ویخاطبهم ، حتى أنّه لم یسمح لـ«أم سلمة» و«عائشة» بالدخول تحته ، وأخذ یکرر هذه العبارة أمام دار فاطمة(علیها السلام) لمدة ستة أشهر أو ثمانیة أشهر أو تسعة أشهر، دالاً على أنّ المرادف بهذه الآیة هو أنتم ، وإنّ کلمة «إنّما» التی تدل على الحصر واضحة للعیان .

والنبی (صلى الله علیه وآله) إنّما یرید بهذا التأکید ازالة جمیع اشکال الشبهات ، بَیدَ أنّ عکرمة یرید من خلال الدوافع التی یعلمها جیداً أن یثبت بالمباهلة غیر ذلک رافعاً عقیرته فی الأسواق ضد ذلک!.

إنَّ حماس واندفاع عکرمة وراء المباهلة النادرة والقلیلة الحصول فی الأبحاث العلمیة ، وکذا مناداته فی الأسواق التی هی من النوادر فی القضایا العلمیة أیض ، بحد ذاته دلیلٌ على أنّ هناک أمراً وراء ذلک ، وإنّ وراء هذا القیل والقال تکمن أسرارٌ اُخرى ، فهل کان مکلَّفاً بإنکار هذه الفضیلة الإلهیّة العظیمة ارضاءً لسلاطین زمانه، وأن ینبری للتصدی لأحادیث النبی (صلى الله علیه وآله) بهذه الصلافة ؟!

2 ـ السؤال الآخر هو : إذا کان المراد هو تلک الأنوار المقدّسة الخمسة ، فما هی منزلة سائر ائمة أهل البیت (علیهم السلام) ؟

والجواب هو: أنّ الذین کانوا یعاصرون ذلک الوقت هم أولئک الخمسة ، والآخرون جاءوا فیما بعد، وورثوا تلک الصفات عن النبی (صلى الله علیه وآله) وآبائهم (علیهم السلام) .

3 ـ کما تمّ التلمیح آنفاً إلى أنّ المراد من الإرادة فی (إِنَّمَا یُرِیدُ اللهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ )، الإرادة التکوینیة ، لا التشریعیة ، وبتعبیر آخر لیس المراد هو أنّ الله أمرکم بالابتعاد عن المعصیة ، لأنّ هذا الأمر الإلهی یعمّ المسلمین جمیعاً ولا یخصُ أصحاب الکساء فقط .

یتضح ممّا تقدم أنّ الإرادة التکوینیة والمشیئة الإلهیّة قضت بتطهیرهم ، والمحافظة علیهم من کل ذنب ، وصیانتهم من شر الشیطان والأهواء النفسیة ، ونحن نعلم أنّ مشیئة الله غیر قابلة للتخلُّف ، وما تفوَّه به البعض من أنّ إرادة الله قابلة للتخلف یمثل غایة الجهل والغباء ، فمن الذی یستطیع الحیلولة دون مشیئة الله ، إلاّ أن تکون مشیئة الله متعلقة بشرط ولم یحصل ذلک الشرط ؟ ونحن نعلم أنّ الإرادة فی الآیة أعلاه مطلقة، ولیست مشروطة بشرط أبد .

وما قاله البعض: إنّ هذا الکلام یستدعی أن یکون صحابة النبی (صلى الله علیه وآله)معصومین لاسیّما الذین شارکوا فی معرکة بدر، حیث قال تعالى بحقهم :

(وَلَکِن یُریدُ لِیُطَهِّرَکُم وَلِیُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیکُم لَعَلَّکُم تَشْکُرونَ)(3). (المائدة / 6)

وممّا یبعث على الأسف هو عند اضطرام نار التعصب فإنّها تلتهم کل شیء وتحوِّله إلى رماد ، وبالأساس فإننا نفتقد فی القرآن الکریم مثل هذه الآیة بشأن معرکة بدر ، وما نزل بشأن معرکة بدر هو :(وَیُنَزِّلُ عَلَیْکُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِیُطَهِّرَکُم بِهِ وَیُذْهِبَ عَنْکُمْ رِجْزَ الشَّیطَانِ). (الانفال / 11)

وظاهر هذه الآیة تتعلق بنزول المطر (فی معرکة بدر) واستثمار المسلمین له للغسل والوضوء ، ولا ترتبط ببحثنا أبد ، إلاّ أنّ هذا الأخ المتعصب حذف مطلع الآیة وجاء بعبارة «لیطهرکم» فقط ، وعدّها دلیلاً على طهارة وقداسة الصحابة کافّة .

وبالطبع فإنّ عبارة: (وَلَکِن یُریدُ لِیُطَهَّرَکُم وَلِیُتِمَّ نِعمَتَهُ عَلَیکُم لَعَلَّکم تَشکُرُونَ) لم تأتِ بشأن أصحاب بدر ، بل جاءت فی ذیل آیة الوضوء والغسل والتیمم ، وواضح أنّها تشیر إلى الطهارة التی تحصل من هذه المطهرات الثلاثة ، فکیف یصادرها هذا المفسر الشهیر من هناک ویذهب بها إلى میدان بدر ، ویصادر أمراً یخص الغسل والتیمم ویقحمه فی موضوع بحث العصمة ؟ إنّه أمرٌ غامض .

ویثار هنا سؤال آخر وهو: إذا کانت الآیة دلیلاً على عصمة هؤلاء العظماء ، فلماذا جاءت «یرید» بصیغة «الفعل المضارع» إذن ؟

فإن کانوا معصومین فلماذا یقول : «یرید الله» فهل أنّ تحصیل الحاصل ممکن ؟ لماذا لم یقل «أراد الله بصیغة الفعل الماضی» ؟(4).

لو کان قائل هذا الکلام یبحث التعبیر بـ«یرید» فی آیات القرآن الکریم بدقة وتمعُّن لما تفوَّه بمثل هذا الکلام ، لأنّ هذه الکلمة طالما استعملت فی الکثیر من آیات القرآن الکریم بشأن الاُمور المتعلقة بالإرادة المستمرة من الماضی وحتى الآن ، ومن الآن إلى المستقبل ، وبتعبیر آخر: إنّ هذه العبارة غالباً ماتستعمل للدلالة على استمرار وثبات المشیئة على شیء ما فی الماضی والحاضر والمستقبل ، ویمکن ملاحظة صدق هذا الکلام فی الآیات التالیة :

(وَمَا اللَّهُ یُریدُ ظُلْماً لِلعَالَمِینَ). (آل عمران / 108)

(یُریدُ اللّهُ بِکُمُ الیُسرَ وَلاَیُرِیدُ بِکُمُ العُسْرَ). (البقرة / 185)

(یُریدُ اللَّهُ اَنْ یُخَفِّفَ عَنْکُمْ). (النساء / 28)

وبدیهی أنّ مفهوم هذه الآیات لیس هو أنّ الله أراد ظلماً فی السابق ، وکان یرید بکم العسر قبل ذلک ، أو أنّه لم یُرِدْ سابقاً التخفیف عنکم والیوم فعل هکذ ، بل إنّ مفاد هذه الآیات جمیعها هو أنّه أراد هکذا فی الماضی والحاضر وفی المستقبل .

وکذلک قال تعالى بشأن الشیطان : (وَیُرِیدُ الشَّیطَانُ أَنْ یُضِلَّهُم ضَلاَلاً بَعِیداً). (النساء / 60)

و( اِنَّمَا یُرِیدُ الشَّیطَانُ اَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمُ العَداوَةَ وَالبَغضَاءَ فِى الخَمْرِ وَالمَیْسِرِ). (المائدة / 91)

و( بَلْ یُرِیدُ إِلانسَانُ لِیَفْجُرَ اَمَامَهُ). (القیامة / 5)

یتضح جلیاً من خلال هذه الآیات بیان الإرادة المستمرة للشیطان فی الماضی والحاضر والمستقبل لإغواء الناس، وذلک بخلق العداوة والبغضاء عن طریق الخمر والقمار ، وکذا مفهوم الآیة الثالثة، وهو : إنّ الإنسان الجاحد یرید أن یکون متحرراً على الدوام ویرتکب الذنب ، لذا فهو ینکر القیامة .

هنالک آیات کثیرة فی القرآن تتابع هذا الموضوع، غیر هذه الآیات الست أعلاه التی تبیّن أنّ استعمال کلمة «یرید» بنحو الاستمراریة یشمل الأزمنة الثلاثة .

على هذا الأساس فمفهوم الآیة الکریمة: ( اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِجْسَ)، هو تعلُّق الإرادة الإلهیّة المستمرة بطهارة وقداسة وعصمة أصحاب الکساء .


1. تفسیر روح المعانی ، ج22، ص 12 .
2. المصدر السابق، ص 13 .
3. تفسیر روح المعانی ، ج22 ، ص 17، (ذیل الآیة 33 من سورة الأحزاب) .
4. تفسیر روح المعانی ، ج22، ص17 .

 

مَنْ هم أهل البیت ؟شبهات حول العصمة :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma