السؤال الوحید الذی یبقى ههنا هو : کیف یعد هذا العمل فضیلة ؟ وهل الأمر کما یقول بعض المتعصبین من المفسرین : أن لا العمل بها یعد فضیلة ولا ترکها منقصة ؟
أم أنّ الأمر کما جاء فی الروایات الإسلامیة من أنّ علیاً (علیه السلام) کان یعتبرها منقبة عظیمة بالنسبة له، وأنّ عبد الله بن عمر کان یعدُّ الزواج من فاطمة (علیها السلام) سیدة النساء وفتح خیبر منقبة؟
لقد تبیّن الجواب عن هذا السؤال خلال البحوث المتقدمة، ونضیف : إنَّ أفضل طریق للحصول على جواب هذا السؤال هو الرجوع إلى القرآن الکریم والتمعن فی الآیة الناسخة ( الثانیة )، فهذه الآیة تثبت أنّ الله تعالى کان یرید بهذا الحکم اختبار المسلمین، هل أنّهم على استعداد لدفع شیء ما من أجل النجوى مع النبی (صلى الله علیه وآله) ـ حیث کانوا یزعمون أنّها تجری من أجل مصالح المسلمین، وأن یتصدقوا فی سبیل الله ؟
وهنا یخرج شخص واحد ظافراً من هذا الاختبار، وهو علی بن أبی طالب (علیه السلام)ألیس هذا هوالفخر بعینه ؟
وبعبارة اُخرى: فإنّ جمیع الناس شملهم التأنیب والتوبیخ والتوبة الواردة فی هذه الآیة، والوحید الذی لم یشمله هذا التوبیخ هو علی (علیه السلام)، فلماذا یاترى یُنکر بعض العلماء حقائقَ بهذا الجلاء والوضوح؟ اجیبوا أنتم ؟!