مَنْ هم أهل البیت ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
تمهید :أجوابة عن عدّة أسئلة:

رأى بعض من مفسری أهل السنّة أنّ ذلک یعنی نساء النبی (صلى الله علیه وآله) ، ولکن کما قلنا فإنّ تغییر سیاق الآیة ، وتبدیل الضمائر من «جمع المؤنث» ـ فیما قبل وبعد هذه الآیة ـ إلى «جمع المذکر» دلیل بَیّنٌ على أنّ لهذه العبارة مضمونا منفصلاً، وأنّ المراد منها أمر آخر ، ألیس الله حکیماً والقرآن فی أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة وجمیع عباراته تخضع للحساب .

وطائفة اُخرى من المفسرین خصتها بالنبی وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) ، والروایات الکثیرة الواردة فی مصادر أهل السنّة والشیعة والتی نشیر إلى بعضها لاحقاً شاهدٌ على هذا المعنى .

وبسبب وجود هذه الروایات ربما ذکر الذین لا یحصرون الآیة بهؤلاء العظماء معنىً واسعاً لها بحیث یشملهم ویشمل نساء النبی (صلى الله علیه وآله) وهذا تفسیر ثالث للآیة .

أمّا الروایات التی تدل على اختصاص الآیة بالنبی (صلى الله علیه وآله) وعلی (علیه السلام) وسیدة نساء العالمین فاطمة الزهراء(علیها السلام) وابنیهما الحسن والحسین(علیهما السلام) فهی ـ وکما أشرنا ـ کثیرة للغایة ، منها ثمانیة عشرة روایة، نقلت خمس منها فی تفسیر «الدر المنثور» عن اُم سلمة ، وثلاث عن أبی سعید الخدری ، وواحدة عن عائشة ، وواحدة عن انس ، واثنتان عن ابن عباس ، واثنتان عن أبی الحمراء ، وواحدة عن وائلة بن الاسقع ، وواحدة عن سعد ، وواحدة عن الضحاک بن مزاحم ، وواحدة عن زید بن الأرقم(1).

ویحصی المرحوم العلاّمة الطباطبائی فی تفسیر «المیزان» الروایات التی وردت بهذا الصدد بما یربو عن سبعین روایة ویقول: وهی روایات جمة تزید على سبعین حدیثاً یربو ما ورد منها من طرق أهل السنّة على ما ورد منها من طرق الشیعة ، ویضیف رواة آخرین سوى الذین ذکرناهم أعلاه (الرواة الذین ذکرت روایاتهم فی غیر تفسیر الدر المنثور) .

وذکر البعض أنّ عدد الروایات والکتب التی نقلت فیها بلغ المئات ولا یُستبعد أن یکون کذلک .

وهنا نذکر طائفة من هذه الروایات فقط مع ذکر مصادرها لیتبین قول الواحدی فی «أسباب النزول»: أنّ الآیة نزلت فی النبی (صلى الله علیه وآله) وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام)خاصة لایشارکهم فیها غیرهم(2).

ویمکن اختصار هذه الروایات فی أربعة اقسام :

1 ـ الروایات التی نقلت عن بعض نساء النبی (صلى الله علیه وآله) تقول بصریح التعبیر: عندما کان النبی(صلى الله علیه وآله) یتحدث عن هذه الآیة سألناه هل نحن منهم ؟ فقال: «لا ولکنکم على خیر».

منها ما یرویه الثعلبی فی تفسیره عن «ام سلمة» زوجة النبی (صلى الله علیه وآله) أنّ النبی کان فی بیتها وجاءته فاطمة(علیها السلام) بالطعام ، فقال لها (صلى الله علیه وآله) : «ادع لی بعلک وابنیک» فجاؤوا فتناولوا الطعام ثم نشر (صلى الله علیه وآله) علیهم الکساء وقال : اللّهم هؤلاء أهل بیتی وعترتی فأَذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهیر ، ونزلت آیة (إِنَّمَا یُرِیدُ اللهُ ...) فقلت یارسول الله وأنا معکم ؟! فقال : «إنّکِ على خیر»(3).

وکذلک الثعلبی وهو من العلماء المعروفین لدى أهل السنّة الذی عاش فی القرن الرابع وأوائل القرن الخامس ، وتفسیره الکبیر معروف ، یروی عن عائشة زوجة النبی (صلى الله علیه وآله)مایلی : عندما سئلت عن حرب الجمل ودورها فی تلک الحرب المدمرة ، قالت (بتأسف) : لقد کان تقدیراً إلهیاً ! وعندما سئلت عن علی (علیه السلام) قالت :

«تسألنی عن أحبّ الناس کان إلى رسول الله ، وزوج أحب الناس کان إلى رسول الله ، لقد رأیت علیاً وفاطمة وحسنا وحسیناً وجمع رسول الله (صلى الله علیه وآله) بثوب علیهم ، ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بیتی وحامتی فأَذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهیر . قالت : فقلت یارسول الله أنا من أهلک؟ قال: تنحی فإنّک إلى خیر»(4).

فمثل هذه الروایات تؤکد بصراحة أنّ نساء النبی (صلى الله علیه وآله) لم یکنّ من أهل البیت فی هذه الآیة .

2 ـ وردت قصّة حدیث الکساء فی روایات کثیرة للغایة وبتعابیر مختلفة والمضمون المشترک لها جمیعاً هو أنّ رسول الله (صلى الله علیه وآله) دعا علی(علیه السلام) وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) ـ أو أنّهم حضروا عند رسول الله (صلى الله علیه وآله) ـ أو أنّه غطاهم بالکساء أو بقماش ، وقال : إلهی هؤلاء أهل بیتی فأَذهب عنهم الرجس ، فنزلت الآیة : (اِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَیتِ ویُطَهِّرَکُم تَطْهِیراً) .

والجدیر بالاهتمام أنّ هذا الحدیث روی فی صحیح مسلم عن «عائشة» ، وکذلک نقله الحاکم فی «المستدرک»، والبیهقی فی «السنن»، وابن جریر فی «تفسیره»، والسیوطی فی «الدر المنثور»(5) .

وأورده الحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل أیض (6)، کما نقل هذا الحدیث فی صحیح «الترمذی» مرار ، ففی موضع رواه عن «عمرو بن أبی سلمة» وفی موضع آخر عن «ام سلمة»(7).

والملاحظة الاُخرى هی أنّ «الفخر الرازی» یضیف فی ذیل آیة المباهلة (سورة آل عمران، الآیة 61) بعد نقله لهذا الحدیث (حدیث الکساء) :

واعلم أنّ هذه الروایة کالمتفق على صحتها بین أهل التفسیر والحدیث(8).

کما یجدر ذکر هذه الملاحظة وهی : أنّ الإمام «أحمد بن حنبل» أورد هذا الحدیث فی مسنده بطرق مختلفة(9).

3 ـ نقرأ فی جانب آخر من الروایات العدیدة والکثیرة أیضاً أن النبی (صلى الله علیه وآله)وبعد نزول آیة التطهیر کان یمرّ على دار فاطمة(علیها السلام) ولعدّة أشهر «فی بعضها ستة أشهر ، وفی بعضها ثمانیة أو تسعة أشهر» أثناء ذهابه لصلاة الصبح وینادی : «الصلاة یاأهل البیت ! إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَیتِ ویُطَهِّرَکُم تَطهِیراً» .

وروی هذا الحدیث فی «شواهد التنزیل» للمفسر الشهیر «الحاکم الحسکانی» عن «انس بن مالک»(10).

وجاء فی نفس الکتاب روایة اُخرى عن «أبی الحمراء» یذکر فیها أنّ المدّة کانت «سبعة أشهر» .

ورویت هذه الواقعة أیضاً فی نفس الکتاب عن «أبی سعید الخدری» ذاکراً أنّ المدّة کانت «ثمانیة أشهر» (11).

إنّ الاختلاف فی هذه التعابیر أمر طبیعی ، فربما شاهد أنس هذا الأمر لمدّة ستة أشهر ، وأبو سعید الخدری لمدّة ثمانیة أشهر ، وأبو الحمراء لمدّة سبعة أشهر وابن عباس تسعة أشهر (12).

فکل منهم نقل ما رآه ، فلا تضارب بین کلامهم .

على أیّة حال ، فاستمرار هذه الحالة وتکرار هذا الکلام خلال تلک الفترة الطویلة من قبل النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) کان أمراً مخططاً له ، فهو کان یرید أن یُبیّن بوضوح أنّ المراد من «أهل البیت» هم أهل هذه الدار فقط ، لئلا یبقى شک بالنسبة لأی شخص فی المستقبل ، ولیعلم الجمیع أنّ هذه الآیة نزلت بحق هذه الزمرة فقط ، والعجیب أنّ القضیة بالرغم من هذا التکرار والتأکید بقیت غامضة بالنسبة للبعض .

لاسیّما وأنّ الدار الوحیدة التی کانت بابها مفتوحة على مسجد النبی (صلى الله علیه وآله)هی دار النبی(صلى الله علیه وآله) وعلی (علیه السلام) ، (فقد أمر النبی (صلى الله علیه وآله) بإغلاق جمیع الأبواب التی کانت تفتح على المسجد ماعدا هاتین البابین) .

ویذکر أنّ الکثیر من الناس طالما سمعوا هذا الحدیث عن رسول الله (صلى الله علیه وآله)أثناء الصلاة ، وبعد هذا التأکید والإثبات ألیس من المدهش أن یصر بعض المفسرین على سعة مفهوم الآیة لتشمل نساء النبی (صلى الله علیه وآله) أیض ، مع ما أوردناه سابقاً من حدیث عائشة زوجة النبی(صلى الله علیه وآله)واستنادا إلى شهادة التاریخ حیث أنّها لم تَدعْ شیئاً أثناء ذکرها لفضائلها وتفاصیل حیاتها مع النبی(صلى الله علیه وآله) ، فهی لم تر نفسها غیر مشمولة بهذه الآیة فحسب، بل تقول: إنّ النبی قال لی: «لستِ منهم»!

4 ـ الروایات العدیدة المرویة عن الصحابی المعروف أبی سعید الخدری التی أشارت الى آیة التطهیر تقول بصراحة: نزلت فی خمسة: فی رسول الله وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام)(13).

وملخص الحدیث هو : إنّ الروایات التی وردت فی المصادر الإسلامیة بشأن آیة التطهیر واختصاصها بالنبی وعلی وفاطمة والحسن والحسین من الکثرة بحیث یجعلها فی صف الروایات المتواترة ، ولا یبقى فیها أدنى شک من هذه الناحیة ، حیث إنّ صاحب شرح إحقاق الحق ینقلها عن مایربو على سبعین مصدراً من مصادر أهل السنة (بالإضافة إلى المصادر المعروفة لدى أتباع أهل البیت) ویقول: «لو أحصینا کافة هذه المصادر لتجاوزت الألف»(14)!.


1. تفسیر در المنثور ، ج5، ص196 و199 .
2. تفسیر المیزان ، ج 16، ص311 .
3. ذکر الطبرسی فی مجمع البیان فی ذیل الآیة مورد البحث ، والحاکم الحسکانی فی شواهد التنزیل ، ج2 ، ص56، الحدیث أعلاه .
4. تفسیر مجمع البیان ، ذیل الآیة محل البحث .
5. صحیح مسلم ، ج4، ص 1883 ، ح 2424 (باب فضائل أهل بیت النبی (صلى الله علیه وآله) ) .
6. شواهد التنزیل ، ج2،ص 33 ، ح 376 .
7. صحیح الترمذی ، ج5، ص 699 ، ح 3871 (باب فضل فاطمة).
8. تفسیر الکبیر، ج8،105 ص 80 .
9. مسند أحمد ، ج1، ص 330 و ج4 ، ص 107 وج6 ، ص 292 (نقلاً عن فضائل الخمسة ، ج1 ، ص 276 وما بعدها) .
10. شواهد التنزیل ، ج2 ، ص 11 و 12 و13 و14 و15 و92 (انتبهوا إلى أنّ شواهد التنزیل نقل هذه الروایة بطرق عدیدة) .
11. شواهد التنزیل ، ج2، ص 28 ; واحقاق الحق ، ج2، ص 503 إلى 548 .
12. تفسیر در المنثور ، ج5، ص 199 .
13. وردت فی شواهد التنزیل أربع روایات بهذا الصدد، ج2 من ص 24 27 (ح 659 و660 و661 و664).
14. اقتباساً من احقاق الحق ، ج 2، ص 502 إلى 563 .

 

تمهید :أجوابة عن عدّة أسئلة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma