تصوّر بعض الجهلة أنّ انتظار ظهور المهدی (علیه السلام) بناءً على الآیات والروایات الآنفة ، یمکن أن یتسبب فی الرکود والتخلف، أو الهروب من تحمّل أعباء المسؤولیات ، والاستسلام أمام الظلم والاضطهاد، ذلک أنّ الاعتقاد بهذا الظهور الکبیر یعنی فی مفهومه الیأس وقطع الأمل فی إصلاح العالم قبله ، بل وحتى الاعانة على انتشار الظلم والفساد لکی تتهیأ الأرضیة المناسبة لظهوره !
لقد مرّت سنوات عدیدة وألسن المخالفین والمنکرین لقیام المهدی (علیه السلام) تتناول هذا الحدیث، وأشار إلى ذلک ابن خلدون، فی الوقت الذی تعد هذه المسألة على العکس من ذلک تماماً، وأنّ انتظار هذا الظهور الکبیر له آثار بناءة جد ، سنشیر إلیها لاحقاً بشکل سریع ومختصر، کی یتّضح أنّ مثل هذا الحکم یعدُ حکماً متسرعاً وغیر دقیق أمام مسألة اُشیر إلیها فی القرآن المجید، وکذلک فی الأحادیث المتواترة الواردة فی الکتب المعروفة للسنّة، والمصادر المشهورة للشیعة ، ومبیّنة بشکل صریح .