مضمون حدیث النجوم :

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
3 ـ حدیث النجوم سؤال :

إن حدیث أو أحادیث النجوم تشیر إلى اُمور مختلفة :

1 ـ إنّ هذا الحدیث فی واقع الأمر إشارة إلى آیات القرآن التی تبیّن أنّ لنجوم السماء أثرین مهمین :

أول : قوله تعالى : ( وَبالنَّجْمِ هُم یَهتَدُونَ). (النحل / 16)

ویقول فی مکان آخر : (وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَکُمُ النّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِى ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحرِ). (الانعام/ 97)

إنّ هذا فی الواقع إشارة إلى احدى الفوائد المهمّة للنجوم ، فقبل اختراع البوصلة کان من المتعذر تشخیص الطرق لاسیما فی الأسفار البحریة ـ حیث لا وجود للجبال والأشجار ـ إلاّ عن طریق النجوم ، لهذا فإنّ السفن تتوقف عن المسیر خلال اللیالی التی تغطی فیها الغیوم السماء ، وإذا واصلت طریقها فإنّ خطر الموت یهدده .

وهذا یعود إلى أنّ نجوم السماء متجمعة ماعدا النجوم الخمسة السیارة (عطارد ، الزهرة ، المریخ ، المشتری، وزحل) ولا تغیر مکانه ، وکأنّها جواهر قد رصعت قطعة قماش سوداء ، وهذه القطعة سحبت باتّجاه معین وهنّ یأخذن بها فی الاتّجاه المعاکس ، لهذا فقد سمیت «الثوابت» بالإضافة إلى النجمة القطبیة الثابتة فی مکانها التی لاتبزغ أو تأفل کسائر النجوم ، وهذا الوضع أدّى إلى أن یتعرفوا على سائر النجوم ویعرفوا مکانها على مدار السنة، وأن یلتمسوا طریقهم نحو مقاصدهم من خلال الخارطة التی کانت لدیهم .

والفائدة الاُخرى هی مایقوله القرآن فی أنّ بعض النجوم «رجومٌ» للشیاطین ، أی أّنها بمثابة السهام التی تنطلق نحو الشیاطین وتحول دون نفوذهم إلى السموات ، إذ یقول القرآن : (اِنَّا زَیّنَا السَّمَاءَ الدُّنْیَا بِزِینَة الکَواکِبِ * وَحِفْظاً مِّنْ کُلِّ شَیْطَان مّارِد * لاَّ یَسَّمَّعُونَ اِلَى المَلاَِ الاَعْلَى وَیُقذَفُونَ مِنْ کُلِّ جَانِب * دُحُوراً وَلَهُم عَذابٌ وَاصِبٌ). (الصافات / 6 ـ 9)من هذه الآیات وسائر آیات القرآن یمکن أن ندرک مفهوم أمان النجوم لأهل الأرض .

فکیف توصد النجوم أو «الشهب» الطریق أمام الشیاطین ، وتمنعها عن النفوذ إلى السموات ؟ إنّ هذه المسألة یجب أن تبحث على حدة ، وقد أوردنا شرحها فی ذیل هذه الآیات فی التفسیر الامثل ، وما یتوجب الاهتمام به هنا هو المفهوم الإجمالی للآیات التی تبین أنّ النجوم هی سبب تقهقر الشیاطین عن الملأ الأعلى ، ویصبح منطقة منزهة للملائکة والکروبیین وهذا المقدار کاف لتفسیر حدیث النجوم .نعم فآل النبی (صلى الله علیه وآله) کنجوم السماء، فمن جهة ینقذون الناس من الضلالة فی ظلمات الکفر والفساد والذنوب ، ویشخصون لهم سبیل بلوغ غایاتهم ، ویحفظون سالکی سبیل الحق من الغرق وسط أمواج الضلالة .ومن جهة اُخرى عندما یحاول شیاطین الجن والانس النفوذ إلى حرم الإسلام لیقوموا بتحریف أحکام القرآن والسنّة فإنّهم (علیهم السلام) یردونهم على أعقابهم کالشهب الثاقبة ، ویردون کیدهم إلى نحورهم ویحولون دون اطلاعهم على الأسرار .وهذه النکتة جدیرة بالاهتمام أیضاً لاسیما وأنّها تبیّن أنّ أهل البیت (علیهم السلام) أمان للاُمة ازاء الاختلافات ، فلو استمرت الاختلافات لصار الناس من حزب ابلیس کما قال الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله): «اختلفوا فصاروا حزب ابلیس» وهذا التعبیر مفعم بالمعانی .2 ـ یستفاد من هذا الحدیث أن خطَّ هدایة أهل البیت (علیهم السلام) متواصل حتى فناء الکون ، کاستمرار أمان النجوم لأهل السماء أو أهل الأرض .3 ـ أنّه یثبت عصمتهم من الخطأ والذنب أیض ، فلو أمکن صدور الخطأ والذنب عنهم لم یتسن لهم أن یکونوا أماناً ـ بشکل کامل ومطلق ـ لأهل الأرض فی مواجهة الاختلاف والضلال، (تأملوا جیداً) .4 ـ کما أنّ نجوم السماء تتبادل البزوغ فکلما أفل منها واحدٌ بزغ آخر ، وکلما اختفت منها مجموعة فی الاُفق ، طلعت اُخرى ، فإنّ أهل البیت (علیهم السلام) کذلک أیض .وقد وضح علی (علیه السلام) هذا الأمر بصریح العبارة فی نهج البلاغة:«ألا أن مثل آل محمد (صلى الله علیه وآله) کمثل نجوم السماء إذا هوى نجمٌ طلع نجمٌ»(1).

ولعل الأمر لا یحتاج إلى تذکیر بعدم إمکانیة تفسیر أهل البیت (علیهم السلام) فی هذه الروایات بنساء النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ، لأنّه یتحدث عن أشخاص یمثلون أساس هدایة الاُمّة ونجاتها من الغرق فی الضلالة، ویتصدون للاختلافات فی کل عصر، ونحن نعلم أنّ نساء النبی کن یعشن فی زمان خاص ، بالإضافة إلى أنهنَّ لم یکن لهنّ دور خاص فی التصدّی للاختلافات .


1. نهج البلاغة ، الخطبة 100 .

 

3 ـ حدیث النجوم سؤال :
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma