2 ـ آیات أُخرى فی القرآن تؤید حدیث الغدیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء التاسع)
1 ـ معنى الولایة والمولى فی حدیث الغدیر 3 ـ کیفیة ارتباط هذه الآیة بما قبلها وبعدها

روى کثیرٌ من المفسرین ورواة الحدیث فی ذیل الآیات الاُولى من سورة المعارج :

(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع * لِلْکَافِرینَ لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِى الْمَعَارِجِ). (المعارج/1 3)

سبب النزول وخلاصته:

إنّ النبی (صلى الله علیه وآله) عیَّن علیاً خلیفة یوم غدیرخم وقال بحقه : «من کنت مولاه فعلی مولاه» ، فمالبث أن انتشر الخبر ، فجاء «النعمان بن الحارث الفهری» ـ (وکان من المنافقین ) (1) ـ إلى النبی(صلى الله علیه وآله) وقال : لقد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّک محمد رسول الله ، فشهدن ، ثم أمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزکاة فقبلن ، فلم ترض بکل ذلک ، حتى أقمت هذا الفتى «مشیراً إلى علی(علیه السلام) خلیفة لک، وقلت : مَنْ کنتُ مولاه فعلیٌ مولاه فهل هذا منک أم من الله» ؟ قال النبی (صلى الله علیه وآله): «والله الذی لا معبود سواه إنّه من الله»، فالتفت إِلیه «النعمان بن الحارث»، وقال : «إلهی إن کان هذا حقاً منک فانزل علینا حجارة من السماء».

وفجأةً نزلت حجارة من السماء على رأسه وقتلته فنزلت آیة (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع).

ما ورد أعلاه یطابق الروایة التی نقلت فی مجمع البیان عن أبی القاسم الحسکانی (2) وقد نقل هذا المضمون الکثیر من مفسری أهل السنّة ورواة الأحادیث مع شیء من الاختلاف ، مثل : القرطبی فی تفسیرهِ المعروف (3) ، والآلوسی فی تفسیر روح المعانی (4)، وأبو اسحاق الثعلبی فی تفسیره (5).

وینقل العلاّمة الأمینی هذه الروایة فی کتاب الغدیر عن ثلاثین من علماء السنة (مع ذکر المصدر ونص العبارة) ، منها السیرة الحلبیة ، «فرائد السمطین» للحموینی، و«درر السمطین» للشیخ محمد الزرندی، و«السراج المنیر» لشمس الدین الشافعی، و«شرح الجامع الصغیر» للسیوطی ، و«تفسیر غریب القرآن» للحافظ أبو عبید الهروی ، و«تفسیر شفاء الصدور» لأبی بکر النقاش الموصلی، وکتب اُخرى .

وقد أورد بعض المفسرین أو المحدِّثین الذین یُقرّون بفضائل علی (علیه السلام) على مضض إشکالات مختلفة على سبب النزول هذ ، أهمها الإشکالات الأربعة التالیة التی أوردها صاحب تفسیر المنار وآخرون بعد ذکرهم لهذه الروایة:

الإشکال الأول : إنّ سورة المعارج مکیة ، ولا تتناسب مع واقعة غدیر خم .

والجواب : إنّ کون السورة مکیة لا یعتبر دلیلاً على أنّ جمیع آیاتها نزلت فی مکة ، فلدینا العدید من سور القرآن الکریم التی تُدعى بالمکیة وکتبت فی جمیع المصاحف على أنّها مکیة ، بید أنّ عدداً من آیاتها نزلت فی المدینة ، وکذا العکس، فعلى سبیل المثال أنّ سورة العنکبوت من السور المکیة ، والحال أنّ آیاتها العشر الاُولى نزلت فی المدینة ، على ضوء قول الطبری فی تفسیرهِ المعروف ، والقرطبی فی تفسیره وآخرین من العلماء (6).

أو سورة الکهف المعروفة بأنّها مکیة بینما نزلت آیاتها السبع الاُولى فی المدینة استناداً لتفسیر «القرطبی» ، و«الاتقان» للسیوطی، وتفاسیر عدیدة (7).

وهکذا فهنالک سورٌ عُدَّت بأنّها مدنیة بینما نزلت آیات منها فی مکة ، مثل سورة «المجادلة» فهی مدنیة کما هو معروف ، إلاّ أنّ الآیات العشر الاُولى منها نزلت فی مکة ، طبقاً لتصریح بعض المفسرین (8).

وموجز الکلام أنّه توجد حالات کثیرة بأنّ تذکر سورة على أنّها مکیة أو مدنیة، ویکتب علیها فی التفاسیر والمصاحف هذا الاسم إلاّ أنّ جانباً من آیاتها قد نزل فی موضع آخر .

وعلیه فلا مانع أبداً من أن تکون سورة المعارج هکذا أیض .

الاشکال الثانی : جاء فی هذا الحدیث أنّ الحارث بن النعمان جاء إلى النبی (صلى الله علیه وآله) فی الأبطح ، ونحن نعلم أنّ الأبطح اسم لوادی مکة ، ولا تتلائم مع نزول الآیة بعد واقعة الغدیر بین مکة والمدینة .

الجواب : أولاً: إنّ عبارة الأبطح فی بعض الروایات فقط لا فی جمیعه ، وثانی : إنّ «الابطح والبطحاء» تعنی الأرض الرملیة التی یجری فیها السیل ، وهنالک مناطق فی المدینة وسائر المناطق یطلق علیها اسم الأبطح أو البطحاء أیض ، واللطیف أنّه قد اُشیر إلیها مراراً فی الشعر العربی .

منها: الشعر المعروف الذی أنشده «شهاب الدین» المشهور بـ «حیص بیص» فی رثائه لأهل البیت (علیهم السلام)، عن لسانهم فی مخاطبة قاتلیهم :

ملکنا فکان العفو منّا سجیة *** فلما ملکتم سال بالدم أبطحُ

وحلّلتم قتل الاسارى وطالما *** غدونا عن الاسرى نعفُّ ونصفحُ

ومن الواضح أنّ مقاتل أهل البیت (علیهم السلام) کانت على الأغلب فی العراق وکربلاء والکوفة والمدینة ، وما أُریق دمٌ فی أبطح مکة أبد ، نعم استشهد بعض أهل البیت (علیهم السلام)فی واقعة «الفخ» التی تبعد عن مکة ما یقرب من فرسخین ، والحال أنّ الأبطح یجاور مکة (9).

وشاعرٌ آخر یرثی الإمام الحسین (علیه السلام) سید الشهداء قائل :

وتأنُّ نفسی للربوعِ وقد غدا *** بیت النبیِّ مقطّع الاطنابِ

بیتٌ لآلِ المصطفى فی کربلا *** ضربوه بین اباطح وروابی

وثمّة أشعار اُخرى کثیرة ورد فیها تعبیر «الأبطح» أو«الأباطح» لا تعنی منطقة خاصة فی مکة .

وملخّص الکلام ، صحیح أنّ أحد معانی الأبطح هو بقعة فی مکة ، إلاّ أنّ معنى ومفهوم ومصداق الأبطح لا ینحصر بتلک البقعة .


1. جاء فی بعض الروایات أنّه «الحارث بن النعمان» وفی بعضها «النضر بن الحارث» .
2. تفسیر مجمع البیان ، ج 9 و 10، ص 352 .
3. الجامع لأحکام القرآن ، ج10 ، ص6757 .
4. تفسیر روح المعانی ، ج 29، ص 52 .
5. وفقاً لنقل نور الابصار للشبلنجی ، ص 71 .
6. تفسیر جامع البیان، ج20 ، ص86 ; وتفسیر القرطبی ج13 ، ص323 .
7. للمزید من الاطلاع على الموضوع ، راجعوا الغدیر ، ج 1، ص356 ، و 257 .
8. تفسیر أبی السعود الذی کتب على هامش تفسیر الرازی ، ج 8 ص 148; والسراج المنیر ، ج4 ، ص310 .
9. الغدیر ، ج1 ، ص255 .
1 ـ معنى الولایة والمولى فی حدیث الغدیر 3 ـ کیفیة ارتباط هذه الآیة بما قبلها وبعدها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma