لم تختص حرمة القتال فی الأشهر الحرم بالإسلام، بل کانت موجودة فی زمن الأنبیاء السابقین کذلک، وقد کان العرب فی الجاهلیة متمسکین بها، ولکنهم تلاعبوا بها وبأحکامها، بحیث إنّهم إذا کانوا منشغلین بالقتال مع قبیلة أو دولة ما، فحلّت الأشهر الحرم أثناء ذلک، وکانوا راغبین بالاستمرار فی القتال، کانوا یقولون لأنفسهم: نقاتل هذه السنة فی الأشهر الحرم ومن ثم نقضیها فی العام القادم، حیث عبّر القرآن الکریم عن ذلک بـ «النسیء»، یقول تعالى فی الآیة (37) من سورة التوبة مشیراً إلى ذلک بقوله: (إِنَّمَا النَّسِیءُ زِیادَةٌ فِی الْکُفْرِ یُضَلُّ بِهِ الَّذِینَ کَفَرُوا یُحِلُّونَهُ عاماً وَیُحَرِّمُونَهُ عاماً لِیُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ فَیُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ زُیِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْکافِرِینَ ).
للأسف الشدید یسعى الأشخاص الذین یتبعون أهواءهم إلى القفز على القانون وتجاوزه أثناء مواجهتهم للعقبات القانونیة، لیصلوا إلى أهوائهم النفسیة.